"52 سائحًا لكل مقيم"، أعلى الوجهات التي يفوق فيها عدد السياح السكان المحليين

يشهد العالم مفارقة لافتة في بعض الوجهات السياحية، حيث يتجاوز عدد السياح الوافدين سنويًا أضعاف عدد السكان المحليين.

ورغم ما يتنج عن ذلك من عوائد اقتصادية وفرص عمل لهذه البلاد، إلا أنه يثير أيضًا نقاشًا متزايدًا حول تأثير الضغوط السياحية على المجتمعات الصغيرة، ومدى اعتمادها المفرط على هذا القطاع.

وكشف تقرير حديث صدر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة UN Tourism، أن هذه الوجهات وبالأخص الدول الصغيرة والجزر السياحية، أصبحت تعاني وتعيش تحت ضغط سياحي برغم الفوائد الاقتصادية.

دولة صغيرة تتصدر قائمة الوجهات السياحية التي يفوق عدد السياح عدد سكانها

وأوضح التقرير أن الدول الصغيرة والأقاليم محدودة السكان، هي من تتصدر هذه القائمة، وعلى رأسها إمارة أندورا التي تستقبل ما يعادل أكثر من 52 سائحًا لكل مقيم سنويًا، بفضل منتجعات التزلج الجبلية.

وتأتي في المرتبة الثانية منطقة ماكاو الصينية، بمعدل 24 سائحًا لكل مقيم، ويرجع ذلك إلى جاذبية كازينوهاتها وأنشطتها الترفيهية، كما أنها وجهة للتزلج في جبال البيرينيه.

أبرز الأرقام

وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية، أوضحت  البيانات أن هذه النسب تُقاس من خلال مقارنة عدد السياح الوافدين سنويًا بعدد السكان المحليين، ما يمنح مؤشرًا عن شدة الضغط السياحي على كل وجهة.

وعلى سبيل المثال، تستقبل مالطا نحو 3.56 مليون زائر سنويًا، أي ما يزيد 6 أضعاف عدد سكانها، ويُستثنى من القائمة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم، التي لا يتجاوز عدد سكانها 800 نسمة، لكنها تستقبل أكثر من 6 ملايين زائر سنويًا، أي ما يعادل 7500 سائح لكل مقيم.

الدول الأعلى في السياحة قياسًا بعدد سكانها

ويستعرض موقع إيجي إن من خلال الجدول التالي، ترتيب الدول الأعلى في السياحة قياسًا بعدد السكان، وفقًا لما ذكرته منظمة السياحة العالمية، وهم:

الاقتصادات الجزرية تعتمد على السياحة والزوار

أشارت الاحصائيات إلى أن اقتصادات الوجهات الصغيرة مثل توركس وكايكوس وأروبا وجزر فيرجن البريطانية تعتمد بشكل شبه كامل على السياحة، حيث يفوق عدد السياح عشرة أضعاف عدد السكان.

ويتركز نشاط هذه الوجهات في قطاعات الضيافة ورحلات السفن السياحية والسياحة الفاخرة، وأوضح التقرير أن غير أن هذه التبعية تجعلها أكثر عرضة للتقلبات العالمية، مثل الأزمات الصحية أو الكوارث الطبيعية.

ضغوط سياحية على الدول المتوسطة

ولا يقتصر الأمر المتعلق بزيادة عدد السياح عن السكان للأصليين للمدنية، على الدول الصغيرة، فحتى بعض الدول متوسطة الحجم مثل النمسا واليونان تسجل معدلات تتجاوز 3  سياح لكل مقيم.

وتبرز ألبانيا كحالة استثنائية بين الدول ذات الكثافة السكانية الكبيرة، حيث استقبلت 11.29 مليون زائر في عام واحد، ما جعلها ضمن المراتب الأولى في التصنيف.

السياحة المفرطة.. بين الفوائد الاقتصادية والضغوطات المجتمعية

وتوضح هذه البيانات أن السياحة المفرطة، التي يفوق فيها السياح عدد السكان الأصليين، تحقق فوائد اقتصادية كبيرة، خصوصًا للدول الصغيرة والجزرية، من خلال زيادة الإيرادات وخلق فرص عمل في الفنادق والمنتجعات والخدمات المرتبطة بالزوار.

ولكنها في الوقت نفسه تفرض ضغوطًا على البنية التحتية والمجتمع ومواطنيه، وتؤثر على جودة الحياة وأسعار المعيشة عندما يفوق عدد السياح عدد السكان المحليين.

وكل ما على هذه الدول فعله، هو وضع سياسات توزان بين النمو الاقتصادي وحماية المجتمع والبيئة، من أجل ضمان الاستمرار في الحصول على الفوائد السياحية على المدى الطويل، وهي التجربة من السياحة المفرطة تظهر أن زيادة عدد السياح ليست مجرد مؤشر على الجذب السياحي، بل تختبر أيضًا مدى قدرة هذه المجتمعات  على التكيف وإدارة مواردها بشكل متوازن.

اقرأ أيضًا:

بين العائدات الاقتصادية والمعاناة اليومية، مدن أوروبية تحت ضغط السياحة المفرطة

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

أخبار متعلقة

بين العائدات الاقتصادية والمعاناة اليومية، مدن أوروبية تحت ضغط السياحة المفرطة

15 يونيو 2025 06:42 م