«الكولتان وصناعة التكنولوجيا»، من مناجم الكونغو إلى هواتف العالم

الجمعة، 15 أغسطس 2025 10:37 ص

معدن الكولتان - أرشيفية

الكولتان، المعدن الحيوي الذي يستخدم في صناعة بطاريات الأجهزة الإلكترونية، ويستخرج بكميات هائلة من منجم "Rubaya" شرق الكونغو الديمقراطية، والذي يغطي وحده نحو 15% من الإنتاج العالمي.

الكونغو الديمقراطية، تهيمن على نحو 80% من إمدادات الكولتان عالميًا، لكن السيطرة على هذه الثروة ليست بيد الدولة، حيث استولت مليشيا "M23" المسلحة على المنجم في إبريل 2024، وفرضت ضرائب شهرية على التجار نحو 800 ألف دولار.

رحلة الكولتان من المناجم إلى الهواتف

يستخرج الكولتان في ظروف قاسية، عبر الحفر اليدوي وسط بيئة خطرة ودون معدات أمان، آلاف العمال بينهم أطفال يعملون لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة لا تتجاوز بضعة دولارات يوميا.

وبعد الاستخراج، يهرب جزء من الإنتاج عبر الحدود إلى دول مجاورة قبل أن يصل إلى الأسواق العالمية حيث يدخل في سلاسل التوريد المعقدة لشركات الإلكترونيات الكبرى.

مفارقة التكنولوجيا والدم

بينما يستفيد العالم من الهواتف فائقة الذكاء والحواسيب المتطورة، فإن سلسلة الإمداد الخاصة بالكولتان تكشف جانبًا مظلمًا للتقدم التكنولوجي، حيث يرتبط الابتكار في الشمال الصناعي بمعاناة في الجنوب الفقير.

تقارير منظمات حقوق الإنسان حذرت مرارًا من أن أرباح المعادن النادرة في الكونغو تستخدم لتمويل النزاعات المسلحة، ما يجعل المستهلكين جزءا غير مباشر من هذه الدائرة.

في النهاية القصة هنا تطرح سؤالا صعبا: هل يمكن للصناعات التكنولوجية الكبرى أن تضمن سلاسل توريد خالية من “معادن الدم”؟ أم أن كل نقرة على هاتف ذكي ستظل تحمل في طياتها ثمنا خفيا من المعاناة الإنسانية؟