من النزاع المسلح إلى فرص الاستثمار، ما الذي تخفيه معادن الكونغو الحرجة؟
الخميس، 14 أغسطس 2025 04:14 م

المعادن الحرجة
ميرنا البكري
أصبحت إفريقيا الوسطى، وبالتحديد شرق الكونغو ورواندا، مسرح لمعادلة جديدة تجمع بين السياسة والاقتصاد والمصالح الدولية، فبيعتبر اتفاق السلام الذي تم توقيعه في يونيو تحت رعاية مباشرة من واشنطن، ليس مجرد ورقة لإنهاء حرب طويلة، بل مفتاح اقتصادي كبير يستهدف ثروات معدنية هائلة، من الكولتان والليثيوم حتى الكوبالت والذهب.
الفكرة أن واشنطن لا تلعب دور الوسيط فقط، لكن أيضًا تضع نفسها في قلب سلاسل التوريد العالمية للمعادن الحرجة التي تعتمد عليها الصناعات المستقبلية بأكملها، من السيارات الكهربائية للهواتف الذكية.

“إطار التكامل الاقتصادي”، التجارة قبل السياسة
يكشف الإعلان عن "إطار التكامل الاقتصادي" الذي سيدخل حيز التنفيذ في سبتمبر، أن اتفاق السلام ليس معزول عن الاقتصاد، فبركذ هذا الإطار على عوامل أساسية مثل، الشفافية في سلاسل التوريد للمعادن الحيوية، والتعاون في الطاقة، البنية التحتية، التعدين، السياحة، والصحة العامة.
هذه الخطوة تجعل المصالح الاقتصادية المشتركة بين رواندا والكونغو أكبر محفز للحفاظ على الهدنة، لأن الطرفين سيكون لديهم استفادة مادية من استمرار الاستقرار.
أمريكا تؤمن مدخلها لسوق المعادن الاستراتيجية
قبل توقيع الإطار بيومين، وقعت الكونغو مع شركة كوبولد ميتالز الأمريكية للتنقيب عن المعادن الاستراتيجية، وهذا ليس صدفة، بل خطوة محسوبة لكي تضمن أمريكا موطئ قدم في واحد من أغنى المناطق بالموارد الطبيعية في العالم.
الكونغو أكبر منتج للكوبالت عالميًا، ولديها احتياطيات ضخمة من الكولتان والليثيوم، الذي يمثلون شريان حياة لصناعات التكنولوجيا النظيفة، فدخول أمريكا هنا يعطيها أمان استراتيجي ضد تحكم الصين في سلاسل التوريد العالمية للمعادن النادرة.
السياسة في خدمة الاقتصاد، لكن المخاطر لازالت موجودة
توضخ الاتفاقيات والاجتماعات التي حدثت في واشنطن بحضور قطر والاتحاد الإفريقي، أن هناك إرادة دولية لدعم السلام، لكن التحديات على أرض الواقع لاتزال صعبة، والميليشيات لازالت تسيطر على مناطق واسعة شرق الكونغو، فآلاف المدنيين تم قتلهم أو تهجريهم في الشهور الأخيرة.
مما يعني أن الاستثمار في التعدين أو البنية التحتية لن يكون مضمون إلا إذا كان هناك خطة أمنية قوية تحمي المشاريع.
دوافع رواندا والكونغو، وأين تقف أمريكا؟
تنفي رواندا دعمها لجماعة M23، وتقول أن أمنها مهدد من ميليشيات الهوتو، بينما تحاول الكونغو تثبت سيطرتها على أراضيها.
ترى أمريكا، من جانبها، أن ضمان الاستقرار هناك لا يخدم مصالح إنسانية أو سياسية فقط، لكنه يؤمن احتياجاتها من المعادن الحرجة بعيدًا عن سيطرة الصين وروسيا.
التوقعات الاقتصادية
1. زيادة الاستثمارات الأجنبية، فمن المتوقع دخول شركات أمريكية مثل كوبولد، مما يفتح الباب لشركات أخرى في مجالات الطاقة والبنية التحتية.
2. تحسين البنية التحتية، فتتطلب المشاريع المشتركة طرق وموانئ وشبكات طاقة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي.
3. ارتفاع صادرات المعادن، فإذا استقر الأمن، قد تزداد صادرات الكوبالت والليثيوم بشكل ملحوظ، مما يعزز الإيرادات الحكومية.
4. مخاطر سياسية مستمرة: أي انهيار في الاتفاق أو عودة القتال سيدمر الثقة الاستثمارية ويعطل المشاريع لسنوات.
ختامًا، ما يحدث في الكونغو ورواندا أكبر من مجرد تسوية سياسية، بل مشروع اقتصادي دولي ضخم، وتلعب أمريكا دور المنسق الرئيسي لضمان تأمين المعادن الحرجة.
لكن، النجاح غير مضمون، لأن بقاء الميليشيات وتعدد الأطراف الفاعلة يجعل السلام هش، وإذا تم تنفيذ الإطار الاقتصادي بالفعل وبدأ الاستثمار، سنرى تحول اقتصادي ضخم في المنطقة. أما إذا عادت المعارك، ستتحول كل الوعود لفرصة ضائعة.
اقرأ أيضًا:
نمو سوق «السيارات الكهربائية» يُساهم في زيادة الضغط على موارد الليثيوم
تقرير حديث، "معلومات الوزراء" يرصد اتجاهات الطلب العالمي على المعادن الحرجة

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية
13 أغسطس 2025 08:16 م
الطباعة ثلاثية الأبعاد، ثورة صناعية تحول الأفكار إلى واقع ملموس
12 أغسطس 2025 05:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً