الخميس، 14 أغسطس 2025

01:32 م

الفطر الذهبي، اكتشاف جديد يثير الجدل ويفتح أبواب التعدين البيولوجي

الخميس، 14 أغسطس 2025 11:29 ص

ذهب

ذهب

في السنوات الأخيرة، شهد العالم اكتشافات علمية مذهلة تغير فهمنا لكيفية تفاعل الكائنات الحية مع البيئة المحيطة بها، من الأحياء الدقيقة وحتى النباتات.

ولا تفتح هذه الاكتشافات آفاقاً جديدة في مجالات العلوم فقط، بل تمتد لتؤثر على القطاعات الاقتصادية والتقنية، مثل الزراعة والطاقة والتعدين.

وفي هذا السياق، برزت دراسة حديثة من غرب أستراليا كشاهد حي على قدرة بعض الكائنات الدقيقة على التفاعل مع المعادن الثمينة بطرق غير متوقعة، ولم يسبق اكتشافها، مما يفتح إمكانية استخدام هذه الكائنات في استكشاف واستخراج المعادن بشكل أكثر استدامة.

وفقًا لما ذكرته صحفية الجارديان البريطانية، تمكن باحثون في غرب أستراليا من التعرف على سلالة من فطر Fusarium oxysporum قادرة على إذابة جزيئات الذهب وترسيبها على خيوطها.

ويعتبر هذا الاكتشاف تطوراً مذهلاً في فهم التفاعل بين الكائنات الحية والمعادن الثمينة، وقد يفتح آفاقاً جديدة في مجال التعدين البيولوجي واستكشاف المعادن بطريقة أكثر استدامة.

الفطر والذهب.. علاقة مفاجئة

يعرف الذهب، في العادة، بخموله الكيميائي، ما يجعله غير قابل للتفاعل بسهولة مع الكائنات الحية،  لكن الاكتشاف Fusarium oxysporum أظهر قدرة فريدة على امتصاص الذهب المذاب وتحويله إلى جزيئات صلبة تخزن على سطحه.

والمثير للدهشة أن الفطر المغطى بالذهب ينمو بسرعة أكبر ويتوسع بشكل أوضح مقارنة بنظيره غير المتفاعل مع المعدن، ما يشير إلى ميزة تطورية محتملة يوفرها الذهب للفطر ويعزز نموه وكفاءته البيولوجية.

تطبيقات واعدة في التعدين والاستكشاف البيئي

وأشار العلماء إلى أن هذا الاكتشاف قد يساهم في تطوير التعدين البيولوجي، إذ يمكن استغلال الكائنات الحية لاستخراج المعادن بدلاً من استخدام طرق تقليدية تتطلب الحفر والمواد الكيميائية الضارة.

كما يمكن توظيف هذه الفطريات كمؤشر حيوي لتحديد مواقع الرواسب الذهبية المعدنية تحت سطح الأرض، بجانب الوسائل التقليدية مثل أوراق الصمغ وتلال النمل الأبيض.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا الاكتشاف يأتي في نفس الوقت التي تتجه فيه صناعة الذهب في استراليا، وهي تحتل الترتيب الثاني لأكبر منتج عالمي لهذا المنتج، لمواجهة التحديات المتعلقة بتراجع الإنتاج خلال السنوات القادمة،  في حال عدم اكتشاف مصادر جديدة.

وتعرف هذه العملية باسم "التحول البيولوجي للذهب"، وقد تم توثيقها باستخدام تقنيات متقدمة مثل المجهر الإلكتروني الماسح، الذي استطاع أن يثبت وجود جزيئات ذهب موجودة على خيوط الفطر.

وفي المستقبل، قد تمتد تطبيقات هذه الفطريات لتشمل البيئات غير التقليدية مثل الفضاء واستخدمها في اكتشاف المعادن، حيث يمكن استخراج المعادن من الصخور والكويكبات  الفضائية، بطريقة مستدامة وأقل تكلفة.

تحديات التحويل البيولوجي للذهب

على الرغم من الإمكانيات الواعدة لهذا الاكتشاف الجديد، تواجه هذه التقنية عدة تحديات قبل اعتمادها على نطاق صناعي، منها:

  • الزراعة والتكاثر الواسع للفطر، لإيجاد الظروف المثلى لنمو الفطر بكفاءة في بيئات صناعية.
  • التحكم في الإنتاج، من أجل ضمان إنتاج جزيئات الذهب النانوية بجودة وكميات مناسبة.
  • التفاعل مع المعادن الأخرى، لدراسة تأثير المعادن الأخرى على قدرة الفطر في امتصاص الذهب.

وقام العلماء بإجراء دراسات مستمرة لتحديد الظروف المثلى من حيث الرطوبة، درجة الحموضة، وتركيز المعادن الأخرى، لتعظيم قدرة الفطر على تخزين الذهب.

دور الفطر في الاستدامة البيئية

يسلط الاكتشاف الضوء على الدور المهم الذي تلعبه الكائنات الحية الدقيقة في دورة المعادن بالبيئة، حيث تسهم الفطريات في تحلل المعادن وتوزيعها بشكل طبيعي.

وفهم هذه العمليات قد يساعد في تطوير استراتيجيات أكثر استدامة لإدارة الموارد المعدنية وحماية البيئة، بما يتوافق مع أهداف التعدين البيئي والمسؤول.

اقرأ أيضًا:

«بتكلفة 60 مليون دولار»، شركة كندية تخطط لإنشاء مصنع في مصر لاستخراج الذهب

4000 وظيفة و6.2 مليون أوقية ذهب، «مدبولي» يشهد تطور عمليات استخراج الذهب بمنجم السكري

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search