المرشد السياحي جمال مرسي يكتب: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم

يطل المتحف المصري الكبير في أبهى صورة عند سفح الأهرامات، وكأنه يستعد لموعد طال انتظاره، سنوات من العمل والتخطيط انتهت إلى صرح ضخم يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة.

المتحف ليس مجرد مبنى، بل مساحة تلتقي فيها العمارة الحديثة بروح التاريخ، والواجهات الزجاجية تعكس أشعة الشمس، بينما القاعات الفسيحة تحمل عبق الحضارة المصرية، كل تفصيلة فيه، من تصميم الممرات إلى طريقة عرض القطع، تدعو الزائر للغوص في رحلة عبر الزمن.

الخبراء يتوقعون أن يصبح المتحف وجهة رئيسية على خريطة السياحة العالمية، مع إمكانية استقبال ملايين الزوار سنويًا، هذا الزخم سيعني فرص عمل جديدة، وانتعاشًا لقطاع الفنادق والمطاعم والخدمات المحيطة.

وزارة السياحة بدورها أعدت خطة للترويج للمتحف عالميًا، تتضمن حملات رقمية وجولات افتراضية بالتعاون مع شركات تقنية كبرى، حتى يصل صدى الافتتاح إلى أبعد نقطة في العالم، وفي السياق ذاته، أعلنت شركة مصر للسياحة عن إطلاق موقعها الإلكتروني الجديد بخمس لغات هي: الألمانية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية، والعربية، ليكون منصة تفاعلية تسهّل على الزوار من مختلف أنحاء العالم التعرف على برامج الرحلات والخدمات السياحية داخل مصر، وأكدت الشركة أنها ستعلن عن الموعد الرسمي لافتتاح الموقع قبل افتتاح المتحف المصري الكبير، في خطوة تهدف إلى جذب المزيد من السائحين والتعريف بمصر كوجهة عالمية.

وتُعد شركة مصر للسياحة واحدة من أعرق شركات السياحة في الشرق الأوسط، إذ تأسست عام 1934، ولعبت دورًا بارزًا في الترويج للمقصد السياحي المصري داخل وخارج البلاد، وتقدم اليوم مجموعة واسعة من البرامج السياحية والخدمات التي تلبي احتياجات مختلف شرائح الزوار.

ومع اقتراب موعد الافتتاح الرسمي في شهر نوفمبر، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والوزارات والجهات المختصة، تترقب العيون هذا اليوم الذي ستقدّم فيه مصر للعالم هديتها الأجمل، (متحف يحفظ التاريخ)، ويعيد تقديمه للأجيال القادمة بطريقة تليق بعظمة الحضارة التي شيدت الأهرامات.