الأحد، 10 أغسطس 2025

05:13 ص

تداعيات كارثية للرسوم الجمركية، الاقتصاد العالمي يعاني ونزيف في فرص العمل

السبت، 09 أغسطس 2025 02:36 م

ترامب والرسوم الجمركية

ترامب والرسوم الجمركية

مع استمرار تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، شهد الاقتصاد الكندي، تراجعًا ملحوظًا، في سوق العمل خلال شهر يوليو 2025، وهو انعكاس واضح لتأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا.

وتعكس هذه التطورات تحديات واسعة تواجهها الاقتصادات العالمية وسط حرب تجارية متصاعدة تعيد تشكيل خريطة التجارة والاستثمار على المستوى الدولي.

خسائر سوق العمل الكندي وتداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي

شهد الاقتصاد الكندي تراجعًا حادًا في فرص العمل خلال يوليو 2025، حيث خسر أكثر من 40 ألف وظيفة، في مؤشر يعكس تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من شركائها التجاريين، والتي بدأت تدخل حيز التنفيذ مؤخرًا.

ويأتي هذا التراجع رغم توقعات بزيادة في التوظيف، ويسلط ذلك الضوء على الأثر الاقتصادي الكبير بسبب الحرب التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين حول العالم.

نزيف الوظائف في كندا وتأثير الرسوم الجمركية

أعلنت هيئة الإحصاء الكندية يوم الجمعة الماضية، أن الاقتصاد خسر 40800 وظيفة في يوليو مقارنة بإضافة 83 ألف وظيفة في يونيو، ليهبط معدل التوظيف إلى أدنى مستوياته خلال 8 أشهر، عند 60.7% من السكان في سن العمل.

وعلى الرغم من ذلك، ظل معدل البطالة مستقراً عند 6.9%، وهو الأعلى منذ سنوات عدة.

ووفقًا لما ذكرته وكالة رويترز، توقع محللون، أن يضيف الاقتصاد 3500 وطيفة وارتفاع معدل البطالة إلى 7%، بينما أظهرت بعض البيانات أن في بعض المناطق، مازال التوظيف صامد بشكل جيد رغم الرسوم الجمركية.

ويرجع هذا التراجع جزئيًا إلى تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصلب والألمنيوم والسيارات، والتي أدت إلى تراجع نشاط قطاع التصنيع وخفضت نوايا التوظيف، مع فقدان نحو 10 آلاف وظيفة في القطاع خلال العام.

كما شملت التخفيضات عمليات تسريح للعمال في قطاعات مختلفة مرتبطة بالسيارات والصلب والألمنيوم.

ارتفاع الرسوم الجمركية وتأثيرها على المستهلكين والشركات

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الخميس الماضي، مستهدفة عشرات الدول وشملت رفع التعريفات على منتجات عدة من 10% إلى نسب تتراوح بين 15% و41%..

وقد أدى ذلك إلى قلق المستهلكين الأمريكيين الذين قد يواجهون أسعارًا مرتفعة، لا سيما مع فرض رسوم بنسبة 15% على السيارات اليابانية، و20% على المنسوجات الفيتنامية، و100% على أشباه الموصلات. وإذا لم تتمكن الأسواق من تعويض هذه الزيادات ببدائل محلية، فقد ترتفع تكلفة السلع على المستهلك النهائي.

 

اقرأ أيضًا:

رسوم ترامب على الهند بسبب النفط الروسي تكشف تناقضات الغرب

تراجع تنافسية المصدرين الأوروبيين وتأثيره على قطاع المشروبات

لم تسلم الشركات المصدرة من تبعات هذه الرسوم، التي أدت إلى ارتفاع أسعار منتجاتها وتقليل قدرتها على المنافسة في السوق الأمريكية. ويُعبر قطاع النبيذ والمشروبات الروحية الأوروبي عن مخاوفه البالغة، لا سيما في دول مثل فرنسا وإيطاليا، حيث لم ينجح الاتحاد الأوروبي حتى الآن في استثناء هذا القطاع من التعريفات الجمركية.

تقليص هوامش الربح وسط ضغوط الرسوم الجمركية

لمواجهة هذه التحديات، أعلنت العديد من الشركات عن نيتها تقليص هوامش الربح لتخفيف تأثير الحرب التجارية على أسعار منتجاتها.

وتبرز شركات تصنيع السيارات على وجه الخصوص في هذا السياق، حيث تتوقع شركة مرسيدس انخفاضًا ملحوظًا في مبيعاتها لعام 2025 مقارنة بالعام السابق، بالإضافة إلى تراجع في هامش الربح التشغيلي مقارنة بالتوقعات.

وتوقعت شركة بورشه هامش ربح يتراوح بين 5% و7%، مقابل 10% إلى 12% في بداية العام.

اقرأ أيضًا:

«أعنف الأزمات الاقتصادية»، الرسوم الجمركية تعيد أخطاء الماضي بثوب جديد

إعادة تشكيل النظام التجاري العالمي وتأثيره على الاستثمارات

ويرى العديد من المحللين أن التعريفات الجمركية الأمريكية أدت إلى تحول استراتيجي في خريطة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، ما دفع المستثمرين لإعادة النظر في مواقع استثماراتهم وتوجهاتهم المستقبلية.

وأضاف الخبراء أن المرحلة الحالية تشهد إعادة تشكيل للنظام التجاري العالمي، حيث تحقق بعض القطاعات مكاسب بينما تتكبد قطاعات أخرى خسائر كبيرة نتيجة للتغيرات في الرسوم والقيود التجارية.

 الآثار الاقتصادية للرسوم الجمركية

في ظل هذه التغييرات التي تخطو بشكل متسارع في التجارة العالمية، تظل الآثار الاقتصادية للرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة، محور اهتمام واسع بين الحكومات والشركات والمستثمرين.

وفي الوقت التي تسعى فيه العديد من الدول الدول والشركات إلى التكيف مع الواقع الجديد وإعادة ترتيب أولوياتها الاستثمارية، يظل السؤال قائمًا حول مدى قدرة الاقتصاد العالمي على امتصاص هذه الصدمات وتحقيق استقرار مستدام في ظل بيئة تجارية متقلبة ومليئة بالتحديات.

اقرأ أيضًا:

ترامب: الرسوم الجمركية تُحدث تأثيرًا إيجابيًا هائلًا على سوق الأسهم

 

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search