-
77 ألف جنيه شهريًا، تفاصيل أعلى فائدة على شهادات البنك الأهلي 2025
-
من 4.5 لـ16.5 مليار دولار، إفريقيا تستعد لقفزة في سوق الذكاء الاصطناعي بحلول 2030
-
"للمرة الثانية في أسبوع"، عطل في خدمات فودافون كاش والشركة تكشف موعد العودة
-
رغم تراجع الاستيراد، 93 مليون برميل من النفط العربي تدخل السوق الأمريكي في 6 شهور
من فكرة متمردة إلى أداة استثمارية.. كيف صعدت بتكوين وربحت الثقة؟
الخميس، 07 أغسطس 2025 12:19 ص

بتكوين
في أقل من عقد ونصف، تحولت “بتكوين” من رمز رقمي يتداوله هواة الإنترنت بسعر لا يتجاوز 13 دولارًا، إلى أصل مالي تصل قيمته في منتصف 2025 إلى ما يزيد عن 120 ألف دولار.

هذا الصعود الدراماتيكي ليس نتيجة استخدام واسع النطاق في المدفوعات أو التجارة، بل جاء من تحول جذري في وظيفتها الاقتصادية، بدعم من وول ستريت وبتشريع مباشر من البيت الأبيض.
بتكوين تتخلى عن غايتها الأصلية.. وتجد غاية جديدة
حين تم إطلاق بتكوين، كان الهدف المعلن هو خلق عملة بديلة تحرر الأفراد من قبضة البنوك المركزية، لكن التجربة أثبتت أن خصائص بتكوين من تقلبات حادة، ورسوم مرتفعة، وبطء في المعاملات لا تؤهلها لتكون وسيلة دفع يومية، حتى في الدول التي اعتمدتها رسميًا مثل السلفادور.
ومع تراجع هذا الدور العملي، تحولت بتكوين إلى ما يشبه الذهب الرقمي، ندرتها (سقف 21 مليون وحدة) وتباطؤ إنتاجها عبر نظام الهالفينج كل 4 سنوات، منحاها خصائص تخزين للقيمة جذبت المستثمرين الباحثين عن التحوط ضد التضخم وعدم اليقين السياسي.
التنظيمات الأمريكية الجديدة.. تشريع وتحفيز مالي
التحول الأكبر جاء في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دفع باتجاه تشريع شامل للعملات المشفرة، كما منح قانون "الوضوح"، الذي تم توقيعه في يوليو 2025، بتكوين وضعية تنظيمية واضحة باعتبارها سلعة رقمية، هذا القرار:
- قلل الغموض القانوني.
- فتح الباب أمام المؤسسات المالية الكبرى لتبني بتكوين ضمن منتجات استثمارية.
- عزز الثقة في مستقبل هذا الأصل الرقمي.
والنتيجة كانت تدفقات مؤسسية ضخمة، صناديق مؤشرات متداولة تجاوزت 70 مليار دولار، وعمليات شراء جماعية قادتها شركات مثل بلاك روك وجولدمان ساكس، بل وحتى “ترامب ميديا” التي أعلنت شراء بتكوين بـ2 مليار دولار ضمن خطة تحولها إلى خزانة مشفرة.

الطلب المؤسسي.. العامل الأكبر في صعود السعر
الطلب على بتكوين في 2025 تحول من مستثمرين أفراد يسعون لتحقيق أرباح سريعة، إلى مؤسسات مالية تعتبرها جزءًا من استراتيجيات تنويع المحافظ، كما باتت بتكوين اليوم أداة تحوط كلية ضد:
- تآكل القوة الشرائية للعملات التقليدية.
- تقلبات الاقتصاد الكلي.
- السياسات النقدية التوسعية للبنوك المركزية.
هذا التحول لم يكن محض الصدفة، حيث أعطى بتكوين دعمًا مستدامًا، خصوصًا مع دخول صناديق التقاعد وخدمات الحفظ البنكية إلى الخط.
مفارقة.. بتكوين ضد البنوك ولكن عبر البنوك
المثير في القصة أن العملة التي ولدت لتقويض النظام المالي المركزي، أصبحت اليوم جزءًا من أدواته، فالبنوك التي كانت تهاجم بتكوين وتعتبرها أداة للمضاربة، بدأت اليوم تقبلها كضمانات للقروض، وتروج لصناديق مرتبطة بها.
هذا التناقض لا ينهي فقط الأساطير حول الاستقلال المالي، بل يطرح تساؤلات حول الاستدامة في حال وقوع انهيار جديد.

هل ستبقى بتكوين في القمة؟
البيئة الحالية من تشريعات داعمة، وسيولة مؤسسية ضخمة، وضعف العوائد في أدوات الاستثمار التقليدية تخلق ظروفًا استثنائية لصعود بتكوين، لكن يبقى السؤال، هل هذا النمو مستدام؟ وإذا توقف تدفق المؤسسات الجديدة، فمن سيشتري؟
وهل ستنجح التنظيمات في تهدئة تقلبات السعر؟ وكيف ستتصرف الحكومات الأخرى تجاه تنظيم العملات المشفرة؟ وهل يؤدي اعتماد أكبر إلى مخاطر نظامية كما حذرت لجنة بازل؟
بتكوين من ضواحي الإنترنت إلى قاعات وول ستريت
ما بدأ كتمرد رقمي، أصبح اليوم أصلًا ماليًا مؤسسيًا، تتقاطع حوله رؤى المضاربين والمصرفيين وصناع السياسات، وقد تكون هذه الازدواجية بين الماضي المتمرد والمستقبل المؤسساتي هي ما يمنح بتكوين بريقها الفريد.
لكنها أيضًا ما يجعلها عرضة لأعلى درجات التذبذب، سواء في السعر أو في الثقة، إنها ليست مجرد عملة.. إنها مرآة تعكس تحولات النظام المالي العالمي في عصر ما بعد الدولار.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ماذا قالت "مايكروسوفت" عن مستقبل العمل والذكاء الاصطناعي؟
07 أغسطس 2025 02:58 م
الطاقة الكهرومائية تشكل 14.31% من كهرباء العالم في 2024، والصين تقود المشهد بقوة
06 أغسطس 2025 04:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً