الجيولوجي محمد إمام: هكذا نحول "التعدين العشوائي" إلى ثروة قانونية تضيء صحارى مصر

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 08:47 م

الجيولوجي محمد إمام

لدينا فرصة ذهبية لتحويل هذا النشاط غير الرسمي إلى نشاط قانوني

التعدين العشوائي منتشر وبه مهارات حقيقية

لدينا كنز حقيقي اسمه “المنقب المصري” فلا تتركوه خارج المنظومة

فتح باب التراخيص لمساحات صغيرة سيحول صحارى مصر إلى مناطق مضيئة بالبحث والاستكشاف

في وقت تتجه فيه مصر لتعظيم مواردها من الثروات المعدنية، تبرز الحاجة إلى فهم واقع التعدين غير الرسمي، والذي أصبح يشكل شريحة لا يستهان بها من نشاط التنقيب عن الذهب.

وفي هذا السياق، أجرى موقع "إيجي إن" حوارًا مع الدكتور محمد إمام، استشاري التعدين، ليحدثنا عن الأنواع المختلفة لتعدين الذهب المنتشرة على أرض الواقع، ويقدم رؤية واضحة لكيفية تنظيمها وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية منها.

ما هي أبرز أنواع تعدين الذهب التي ترصدها على أرض الواقع في مصر؟

في الواقع لدينا ثلاثة أنماط رئيسية:

1. تعدين "ضربة الحظ": ويبدأ بشخص يحمل جهاز كشف عن المعادن مثل GPX، يتجول في الصحاري، خاصة في مواقع التعدين القديمة، يعتمد كليًا على الحظ، دون خرائط أو تخطيط أو دراسات، وفي بعض الأحيان يتطور الأمر إلى تكوين فريق من العمال ومعدات حفر (لودر أو حفار)، وقد تصل الأعماق إلى 20 مترًا، وتقسم الأرباح بالتساوي. لكنه يظل أقرب إلى المقامرة الجيولوجية.

2. التعدين الأهلي (العشوائي): وهذا تطور عن النموذج الأول، يعتمد على أدوات أكثر احترافية مثل الغرابيل، الكسارات، الهزازات، أحواض الترسيب… إلخ، وهو نوع واسع الانتشار لكنه خارج الإطار القانوني، وينقسم بدوره إلى نمطين:

الأول بدون خطة واضحة، فقط جمع عينات وتحليلها سريعًا.
الثاني يعتمد على خطة استكشافية مبسطة باستخدام الحفر الهوائي (RC)، وجمع عينات كل متر وتحليلها كيميائيًا.

3. التعدين النظامي (القانوني): وهو ما يتم وفقًا لرخص واستثمارات، وينقسم إلى مشروعات Small Scale وLarge Scale، ويستخدم نفس أساليب الاستكشاف لكن باختلاف في الكم والميزانية، مثلًا: برنامج استكشاف في مشروعات صغيرة قد يكلف 10 ملايين دولار، بينما في المشروعات الكبرى قد يصل إلى 100 مليون دولار أو أكثر.

ما أهم الفروقات بين هذه الأنواع؟

والفرق الجوهري يكمن في التخطيط والشرعية، "تعدين ضربة الحظ" و"التعدين الأهلي" لا يتبعان خطة واضحة، وغالبًا لا يعرف العاملون فيهما ماذا سيجنون آخر اليوم، أما التعدين النظامي، فهو مبني على خرائط ودراسات واختبارات دقيقة، ويحدد الإنتاج بشكل يومي وشهري وسنوي.

هل ترى أن الدولة نجحت في التعامل مع التعدين العشوائي؟

في الحقيقية أن الخطوات ما زالت محدودة، ولكن لدينا فرصة ذهبية لتحويل هذا النشاط غير الرسمي إلى نشاط قانوني منظم يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل آمنة، فالتعدين العشوائي منتشر وبه مهارات حقيقية، لكنه بحاجة إلى إطار قانوني يحفظ حق الدولة والمنقبين معًا.

ما الذي تقترحه لتقنين هذا النشاط وتحقيق الاستفادة القصوى منه؟

أقترح أمرين أساسيين:

1. تقنين التعدين الأهلي تحت إشراف أمني ومتابعة من مفتشي المناجم، بدلًا من ملاحقته.
2. فتح باب التراخيص لمساحات صغيرة (لا تتجاوز 10 كم²) وفق ضوابط القانون واللائحة التنفيذية، بعيدًا عن نظام المزايدات فقط، ولو فعلنا ذلك، سنجذب كل الشركات بمختلف قدراتها، وستتحول صحارى مصر إلى مناطق مضيئة بالبحث والاستكشاف.

ما الرسالة التي توجهها للمسؤولين والمستثمرين؟

وأقول: لدينا كنز حقيقي اسمه “المنقب المصري”، فلا تتركوه خارج المنظومة، إذا منحناه إطارًا قانونيًا وسهلنا له التراخيص، سيُصبح شريكًا في التنمية، لا عبئًا أمنيًا، وأنا واثق أن مصر يمكنها أن تصبح مركزًا إقليميًا لتعدين الذهب، إذا أحسنا استغلال هذه الطاقات.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.