أستراليا تعقد أكبر صفقة دفاعية مع اليابان وسط توتر الملاحة بالبحر الأحمر

الخميس، 07 أغسطس 2025 11:18 ص

أكبر صفقة دفاعية

في تحرك استراتيجي يعكس تسارع التنافس الجيوسياسي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أعلنت أستراليا عن توقيع أكبر صفقة دفاعية في تاريخها مع اليابان، لشراء 11 فرقاطة شبحية متطورة من طراز "موغامي"، بقيمة تصل إلى 6 مليارات دولار أميركي.

الصفقة، التي وُصفت بأنها الأضخم في مجال تصدير الأسلحة اليابانية منذ الحرب العالمية الثانية، تأتي في وقتٍ تشهد فيه الملاحة البحرية العالمية اضطرابات متصاعدة، خاصة في البحر الأحمر، نتيجة التحولات في موقف جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

صفقة القرن الدفاعية بين طوكيو وكانبيرا

وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس أعلن عن تفاصيل الصفقة من العاصمة كانبيرا، مشيرًا إلى أن فرقاطات "موغامي"، التي تنتجها شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، ستمنح البحرية الأسترالية قدرات هجومية ودفاعية من الجيل الجديد، بما يشمل التخفي والرصد والإطلاق العمودي لصواريخ كروز بعيدة المدى مثل "توماهوك".

وقال مارليس إن الفرقاطة موغامي هي أفضل فرقاطة لأستراليا، مشددًا على أن هذه السفن الحربية "ستجعل أسطولنا أكبر وأكثر فتكاً". ومن المتوقع أن يتم تسليم الفرقاطات بحلول عام 2030، لتحلّ محل فرقاطات "أنزاك" التي دخلت الخدمة في تسعينيات القرن الماضي.

الصفقة لم تكن محسومة مسبقاً، إذ تنافست فيها شركة "تايسنكروب" الألمانية، وشركات من كوريا الجنوبية وإسبانيا، غير أن عرض طوكيو فاز، مدعومًِا بما وصفه مارليس بـ"التحالف الاستراتيجي العميق مع اليابان".

من جانبه، علّق المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيماسا هاياشي، بأن الصفقة "تؤكد على ثقة العالم في تكنولوجيا اليابان الدفاعية"، واعتبرها "خطوة كبيرة نحو تعزيز التعاون الأمني مع أستراليا".

في البحر الأحمر التهديد لا يزال قائمًا

بينما تعزز أستراليا أسطولها تحسبًا لتصاعد النفوذ البحري الصيني، تواجه الملاحة التجارية العالمية تهديداً مستمراً في البحر الأحمر، حيث غيّرت جماعة الحوثي استراتيجيتها من الهجمات العشوائية إلى فرض حصار دقيق يستهدف السفن التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بإسرائيل.

وبحسب المحللة البحرية ديستين أوزيغور من شركة eeSea، فإن هذا التغيير يمثل "لحظة تحول كبرى" في معادلة الصراع البحري، موضحة أن الحوثيين يهددون "أي سفينة تابعة لأي شركة لها عمليات نشطة مع إسرائيل، بغض النظر عن خط سير السفينة المحدد".

وفي ظل هذا التهديد، أعلنت شركات كبرى مثل CMA CGM وHapag-Lloyd وMSC تقييمها المستمر للوضع. ففي حين عادت بعض الخطوط إلى ميناء حيفا بعد هدوء نسبي في يونيو/حزيران، لم تُخفِ المصادر قلقها من أن الحوثيين لا يميزون بدقة بين الملاك والمشغلين الفعليين للسفن، مما يترك معظم الخطوط التجارية الكبرى في دائرة الخطر.

حتى السفن التي تتجنب الموانئ الإسرائيلية قد تصبح أهدافًا، بسبب ارتباطاتها غير المباشرة، خصوصًا في حال كانت ضمن تحالفات مع شركات مثل Zim أو Maersk، التي تخدم إسرائيل بانتظام.

تحالفات تتوسع ومخاطر تتضاعف

بينما تسعى بعض الدول، كأستراليا، إلى توسيع شراكاتها الدفاعية في مواجهة التحديات المستقبلية، تبدو الشركات الملاحية العالمية عالقة بين مطرقة الاعتبارات الجيوسياسية وسندان المخاطر الأمنية، خصوصًا في ممرات حيوية مثل البحر الأحمر وقناة السويس.

صفقة الفرقاطات اليابانية الأسترالية تعكس من جهة إدراك الدول لحتمية امتلاك أساطيل أكثر تطورًا لمواجهة تحديات المستقبل، بينما تشير التطورات في البحر الأحمر إلى أن أمن الملاحة العالمية لم يعد مسؤولية دولية فقط، بل تحديًا اقتصاديًا مباشرًا يهدد سلاسل التوريد والنمو التجاري العالمي.

رغم تحديات البحر الأحمر.. قناة السويس تثبت كفاءتها وتستقطب عمالقة الشحن (فيديو)

موانئ البحر الأحمر تستقبل 4 آلاف طن بضائع وتُصدر 69 ألف خلال 24 ساعة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.