آخر فرصة لإنقاذ الكوكب، هل يفشل اتفاق جنيف في مواجهة التلوث البلاستيكي؟
الأربعاء، 06 أغسطس 2025 01:08 م

التلوث البلاستيكي
ميرنا البكري
بدأت الاجتماعات في جنيف لمواجهة التلوث البلاستيكي الذي يهدد الكوكب، وقالوا إنها “آخر فرصة”، وأكثر من 1000 مندوب من دول العالم اجتمعوا بهدف الوصول لاتفاق عالمي قوي، لكن بدلًا من تحرك الأمور تجاه الحل، بدأت المصالح الاقتصادية والسياسية تفرض كلمتها مرة أخرى.
المشكلة ليس في نقص المعلومات أو غياب العلم، بالعكس الحلول متاحة ومعروفة، لكن كما هو الحال في كل مرة، حماية البيئة تُؤجل لأن هناك مصالح أخرى ترى أن المكسب أهم من الكوكب.

البلاستيك ليس مجرد نفايات، بل مشروع اقتصادي ضخم
الدول المنتجة للنفط، وعلى رأسهم دول الخليج وأمريكا، يتصورون أن هذا الاتفاق قد يضرب في صميم اقتصادهم، لأن البلاستيك ببساطة ناتج مباشر من البترول، فإذا قللنا إنتاجه من الأساس، يُعتبر ضرر لصناعة البتروكيماويات، التي تُعد من أهم مصادر دخلهم.
لذلك يسلطون الضوء على أن الاتفاق يرتكز على "إدارة النفايات"، أي يظل الإنتاج كما هو، لكن نُعيد تدوير ما يُتاح، وندفن الباقي بعيدًا، لكن السؤال هنا: هل يتم حل مشكلة التلوث دون تقليل الإنتاج؟ الإجابة لا. لأن الإنتاج هو أصل الكارثة.
16 ألف مادة كيميائية، والعالم يشاهد
تقول الدراسات أن البلاستيك به حوالي 16 ألف مادة كيميائية، ويُعرف أن ربع هذه المواد لها تأثيرات ضارة على صحة الإنسان، من السرطان لأمراض الخصوبة.
ورغم ذلك، لايزال يوجد وفود تشكك في تأثير البلاستيك، وتقول أن هذه مبالغات، ولابد أن تتصرف كل دولة بمفردها دون اتفاق دولي ملزم، هذا التكذيب ليس بريء، بل علاقة مباشرة بخوفهم من القيود التي تفرضها الاتفاقية على شركاتهم.
الدول النامية، أين يوجد التمويل؟
أغلب الدول الفقيرة أو الجزرية التي تتحمل عبء التلوث على شواطئها وبيئتها، مشكلتها ليس في القوانين، لكن في الأموال، فتقول ببساطة: "هل نُلزم بالالتزام والعمل على التنظيف؟ إذًا، قدموا لنا التمويل اللازم لكي نتمكن من القيام بذلك.
دونالد ترامب ضد القيود
عادت إدارة ترامب لاستخدام نفس السيناريوهات التي خربت بها اتفاقيات المناخ، حيث ألغى ترامب سياسات كانت معترفة بتأثير الغازات الدفيئة، كما يرفض فرض قيود على شركات البلاستيك الأمريكية، ويقول أنه مع "الحد من التلوث"، لكن بشرط عدم التأثير على الشركات، مما يجعل الكثير يشككون في نية واشنطن لأي التزام حقيقي.
شركات عالمية على الخط، نستله تفكر بطريقة عملية
ليست كل الشركات ضد الاتفاق، فشركات مثل "نستله" ترى أن الأفضل هو توحيد القوانين دوليًا، لكي يقللون تكلفة الالتزام بها، بدلًا من أن يكون لكل دولة نظام مختلف.
أيضًا تدعم استخدام مواد تغليف بديلة، وهذا جزء من محاولة الشركات أنها تكون "صديقة للبيئة"، وفي نفس الوقت تحافظ على مصالحها، لكن هذا يطرح سؤال هام، هل الشركات الكبيرة قد تكون حليف في تقليل التلوث؟ أم تحاول الحفاظ على صورتها دون تغيير حقيقي؟ الوقت هو الذي يجاوب.
إعادة التدوير، أم إعادة إنتاج للأزمة؟
تقترح الجهات الصناعية القيام بإعادة تدوير متقدمة، أي نرجع البلاستيك ثم تحويله لوقود أو مواد أخرى، وهذه الاقتراحات ظاهرها جيد، لكن في الحقيقة لا تحل المشكلة، لأن إنتاج البلاستيك نفسه يزيد بشكل جنوني.
ووفقًا لتوقعات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إذا استمر هذا الوضع، يتضاعف إنتاج البلاستيك 3 مرات بحلول 2060، أي تتوسع المشكلة بسرعة أكبر من قدرتنا على التعامل معاها.
تفكك التحالفات، هل تسير الدول بمفردها نحو طريق مجهول؟
مع فشل التوافق، بدأت عدة دول تفكر في إنشاء تحالفات جانبية، أي تسير بمفردها في اتفاق أصغر مع دول أخرى، وهذا حل ممكن، لكنه يحمل في باطنه خطورة كبيرة؛ نظرًا لأنه يهدد مبدأ الشمول، ويجعل الدول الكبيرة تخرج من أي التزام، كما حذر الدبلوماسيون من هذا السيناريو، لأن بدون مظلة أممية موحدة، كل دولة تعمل بمفردها، ووقتها يخسر الجميع.
اقرا أيضًا:
العالم في مواجهة «التلوث البلاستيكي» بمفاوضات جنيف لصياغة أول معاهدة ملزمة
للحد من التلوث البلاستيكي، مفاوضات جنيف والأمل الأخير في إنقاذ الكوكب

ختامًا، لا تعتبر المعركة حول اتفاق البلاستيك مجرد معركة بيئية، بل معركة اقتصادية وسياسية بامتياز، وما يحدث في جنيف الآن هو اختبار حقيقي لإرادة العالم، فهل نختار إنقاذ الكوكب؟ أم نستمر في التأجيل حتى تتفاقم المشكلة وتؤثر على الجميع؟
هذا الاتفاق ليس رفاهية بل ضرورة، وأي تأجيل آخر سيكلف العالم الكثير.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ما بعد الهواتف الذكية، ميتا تقود العالم لعصر تقني جديد
06 أغسطس 2025 10:30 ص
الفوضى التجارية العالمية.. ترامب ليس وحده في قفص الاتهام
06 أغسطس 2025 05:00 ص
الذكاء الاصطناعي في الاجتماعات الرقمية، تعزيز للإنتاجية أم تهديد للخصوصية؟
06 أغسطس 2025 12:01 ص
أكثر الكلمات انتشاراً