العالم في مواجهة «التلوث البلاستيكي» بمفاوضات جنيف لصياغة أول معاهدة ملزمة

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 01:30 ص

التلوث البلاستيكي - أرشيفية

في ظل تنامي التحذيرات من الآثار الكارثية للتلوث البلاستيكي على البيئة وصحة الإنسان، بدأ ممثلون عن نحو 180 دولة اجتماعات حاسمة في مدينة جنيف السويسرية، برعاية الأمم المتحدة، تهدف إلى صياغة أول معاهدة عالمية ملزمة قانونًا للحد من هذه الآفة البيئية المتفاقمة.

وتستمر هذه المفاوضات التي تُعرف باسم الدورة الإضافية للجنة التفاوض الحكومية الدولية (CIN5-2) لعشرة أيام، وتأتي بعد فشل جولة سابقة عقدت في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية في ديسمبر الماضي، حيث حالت اعتراضات من بعض الدول المنتجة للنفط دون تحقيق أي اختراق في الملف.

ضغوط دولية وتصميم أممي على تجاوز العقبات

مع انطلاق الاجتماعات، أكد رئيس المفاوضات، الدبلوماسي الإكوادوري لويس فاياس فالديفييسو، أن الوصول إلى اتفاق ملزم "لن يكون أمرًا تلقائيًا"، مشيرًا إلى تعقيدات المفاوضات، خاصة فيما يتعلق بالمواد الكيميائية التي يُقترح حظرها، وسقف الإنتاج العالمي للبلاستيك، بحسب ما ذكرته رويترز.

في المقابل، عبّرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، الدنماركية إنجر أندرسن، عن تفاؤلها الحذر، قائلة: "معظم الدول التي تحدثت إليها تؤكد أنها جاءت إلى جنيف لتحقيق اتفاق"، مضيفة: "هل ستكون المفاوضات سهلة؟ بالتأكيد لا. لكن هناك إرادة حقيقية للتوصل إلى معاهدة".

التلوث البلاستيكي خطر يهدد صحة الإنسان والبيئة

بالتزامن مع الاجتماعات، نشرت مجلة "ذي لانسيت" الطبية تقريرًا صادمًا أعده خبراء دوليون، أكد أن التلوث البلاستيكي يُعد "خطرًا جسيمًا ومتزايدًا ومقللًا من شأنه"، ويُقدّر أن تكلفته السنوية على الاقتصاد العالمي تتجاوز 1.5 تريليون دولار. ولفت التقرير إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا بسبب تعرضهم المباشر للمواد السامة الناتجة عن تفتت البلاستيك.

وفي هذا السياق، أشار الدكتور فيليب لاندريغان من كلية بوسطن الأمريكية إلى أن جزيئات البلاستيك المنتشرة في المياه تُسبب أمراضًا متعددة، لا سيما لدى الأطفال. وأكد روبرت كيتومايني شيكوانيني، المدير التنفيذي لمنظمة "تضامن لحماية حقوق الطفل"، أن أنهار وبحيرات جمهورية الكونغو الديمقراطية ملوثة بشكل يثير القلق، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض.

منابر الفن والمجتمع المدني تدعم القضية

لتسليط الضوء على أزمة التلوث، نُصب أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف عمل فني بعنوان "عبء المفكر"، وهو نسخة من تمثال "المفكر" الشهير لأوغست رودان، غارق في بحر من النفايات البلاستيكية.

وقال الفنان الكندي بنجامين فون وونج، صاحب العمل، إن الهدف هو دفع المندوبين للتفكير العميق في آثار التلوث على صحة الإنسان.

خلاف بيئي صناعي جدل مستمر

وبينما يدافع ممثلو الصناعات الكيماوية عن دور البلاستيك في دعم الصحة العامة، خاصة في المجالات الطبية والغذائية، تطالب منظمات بيئية كبرى مثل "جرينبيس" بوقف فوري للإنتاج المفرط للبلاستيك.

وقال ماثيو كاستنر، المتحدث باسم المجلس الأمريكي للصناعة الكيميائية، إن البلاستيك لا يزال "ضروريًا للحفاظ على النظافة والصحة"، مشيرًا إلى استخدامه في الأقنعة الجراحية والمعدات الطبية.

أما رئيس وفد "جرينبيس"، غراهام فوربس، فطالب بوقف تصنيع البلاستيك بكميات هائلة باعتباره المسبب الرئيسي لأزمة التلوث.

بدورها، دعت سيما برابهو، ممثلة منظمة "تراش هيرو وورلد"، إلى "انتقال عادل" في البلدان التي تعتمد على صناعة البلاستيك في اقتصادها، وذلك عبر دعم فرص العمل في مجالات إعادة التدوير وجمع النفايات والاستعمال المتكرر.

مفترق طرق عالمي

تُمثل مفاوضات جنيف محطة مفصلية في معركة العالم ضد التلوث البلاستيكي، وسط تحديات بيئية واقتصادية متشابكة. وبينما تتباين مواقف الدول بشأن التفاصيل، يبقى الأمل قائمًا في التوصل إلى معاهدة تُعيد التوازن بين متطلبات التنمية والحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.

للحد من التلوث البلاستيكي، مفاوضات جنيف والأمل الأخير في إنقاذ الكوكب

صادرات البلاستيك المصري تتخطى المليار دولار لأول مرة، تعرف على الأسواق الأكبر

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.