الضرر الصامت، كيف تصنع السياسات الشعبوية شقوقًا اقتصادية في الاقتصاد الأمريكي؟

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 10:01 ص

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ميرنا البكري

في وسط عالم يتغير بسرعة، ومع تصاعد السياسات الحمائية والقرارات المفاجئة التي تتخذها الدول الكبيرة، بدأت الناس تتساءل، لماذا لم يقع الاقتصاد الأمريكي بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ وهل يشبه هذا السيناريو بالبريكست؟ وهل به "نهاية سارة"؟

من بريكست لترامب، كيف امتصت الأسواق صدمات الكبار؟

حينما آثرت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، تراجع الإسترليني بشدة، وكذلك بعد قرارات ترامب التجارية، لذا واجه الدولار هبوطًا حادًا، لكن لم تنهار الأسواق بل تمكنت من امتصاص الصدمة على المدى القصير؛ ونظرًا لأن هذه الاقتصادات بها شركات متعددة الجنسيات، تتحرك بسرعة وتحاول تعديل أوضاعها، وهو أمر خفف التأثيرات قليلًا.

تداعيات اتفاقية البريكست تجلت بعد جائحة كورونا

وأوضحت اتفاقية البريكست أن الانهيار لم يكن لحظيًا دائمًا، بل على العكس، فبعد استفتاء 2016 لم يكن هناك ركود واضح، والكثير قالوا أن “الخروج لم يكن مأساة”، لكن ظهرت الحقيقة بعد ذلك خاصةً عندما جاءت جائحة كورونا، فمنذ 2020 بدأت الأرقام تتضح، حيث تراجعت الواردات البريطانية 3%.

كما هبطت الصادرات للاتحاد الأوروبي بـ 6.4%، كما خسر قطاع الخدمات في لندن الكثير من جاذبيته، فيما كانت الخسارة الأكبر على الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي لا تستطيع أن تواكب القوانين الجديدة والتعقيدات اللوجستية.

ترامب والرسوم الجمركية، نزيف أمريكي بطيء

وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن ضرر الرسوم لا يتضح في البداية لكن الأرقام تقول عكس ذلك، فقد يخسر الاقتصاد الأمريكي بين 0.5% لـ1% من الناتج المحلي، أي حوالي 150 لـ300 مليار دولار سنويًا، فيما قال مستشار اقتصادي: “كأن كل بيت أمريكي يشعل 1000 دولار كل عام، للأبد”، وهذا يعني أن التأثير ليس ضخمًا، لكنه استنزاف اقتصادي صامت، أصعب في المعالجة، وأطول في الزمن.

سياسات تتكرر، ونهايات ليست سعيدة دائمًا

التشابه بين بريكست ورسوم ترامب واضح، فكلًا منهما اتخذ قرارات سياسية شعبوية، وظهر لهذه القرارات تأثير فوري محدود، ثم تدهور اقتصادي تدريجي، وخسائر غير مرئية في البداية، لكنها قوية على المدى الطويل، وبعد 9 سنوات من استفتاء بريكست، و56% من البريطانيين الآن يعتقدون أن القرار كان خاطئًا، فهل من الممكن أن يعود الشعب الأمريكي ليحاسب ترامب على نفس النمط؟

التوقعات، المستقبل ليست في صالح السياسات العشوائية

وإذا استمر الاقتصاد الأمريكي في في تطبيق سياسات جمركية دون حساب فسيحدث الآتي:

1. قد يتراجع دوره في التجارة العالمية.

2. قد يفقد مكانته كمركزٍ صناعيٍ مرن.

3. قد يتأثر السوق بثقة أقل من المستثمرين.

4. يُتوقع أن ترتفع تكاليف الاقتراض.

5. قد يظهر الضرر الأكبر على الطبقة الوسطى والصغيرة.

المفترس الأكبر، كيف أعادت واشنطن رسم خريطة التجارة العالمية؟

ترامب: تقرير الوظائف الصادر نهاية الأسبوع الماضي كان مزورًا

فيديو: الخطاب الكامل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الرسوم الجمركية الجديدة — **رسوم ترامب الجمركية**

ختامًا، أحيانًا القرارات الاقتصادية الكبيرة، لا تسبب زلزالًا لحظيًا، لكنها قد تخلق شقوق صغيرة تتسع كل يوم، وبريكست كان مثالًا حيًا على ذلك، فيما يسير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على نفس الخطى، لكن ما يجب أن نفهمه، هو أن الانهيار الاقتصادي لا يأتي دائمًا بصوت مرتفع، فقد يأتي بنزيف هادىء، في وقت لا يشعر به أحد إلا بعد فوات الأوان.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.