الإثنين، 04 أغسطس 2025

02:34 ص

3 مليارات دولار من البحر، كيف تخطط مصر لمضاعفة حصتها من سوق اليخوت العالمي؟

الأحد، 03 أغسطس 2025 02:47 م

يخت

يخت

تمتلك مصر مقومات سياحية فريدة تؤهلها لتكون لاعبًا رئيسيًا على خريطة سياحة اليخوت العالمية، مثل موقع استراتيجي على البحرين الأحمر والمتوسط، وسواحل تمتد لأكثر من 3 آلاف كيلومتر متصلة بقناة السويس، أحد أهم الممرات البحرية الدولية.

وتدفع هذه المقومات، إلى جانب البنية السياحية المتطورة والمشروعات العملاقة الجارية، مصر نحو تبني خطة طموحة لترسيخ مكانتها كمحطة رئيسية لليخوت في المنطقة.

نمو متسارع لسوق تأجير اليخوت العالمي

ووفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة Fortune Business Insights، بلغ حجم سوق تأجير اليخوت العالمي في عام 2024 نحو 8.33 مليار دولار.

ومن المتوقع أن ينمو ويصل إلى 8.98 مليار دولار في 2025، على أن يواصل الصعود تدريجيًا ليحقق 15.53 مليار دولار بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ نحو 8.1%.

خريطة السياحة البحرية الإقليمية

وتكشف خطط مصر الطموحة عن تحول استراتيجي في خريطة السياحة البحرية الإقليمية، حيث تستهدف مضاعفة حصتها من هذا القطاع عالي العائد لتصل إيراداته المتوقعة إلى أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا بحلول 2030، وفقًا لما ذكرته العربية بيزنيس.

وتأتي هذه الطموحات مدفوعة بمشروعات سياحية وبحرية عملاقة في رأس الحكمة والغردقة وشرم الشيخ، إلى جانب فتح مسار جديد لسياحة اليخوت عبر نهر النيل حتى قلب القاهرة، ما يضع مصر في منافسة مباشرة مع وجهات عالمية رائدة مثل اليونان وإيطاليا وفرنسا.

10 آلاف يخت خلال الـ5 سنوات

وتخطط مصر إلى استقبال ما يقرب من 3 آلاف يخت خلال العامين المقبلين على أن تصل إلى نحو 10 آلاف يخت خلال الـ5 سنوات القادمة، بنسبة نمو تتخطى 500%.

ويأتي ذلك بالتزامن مع المنتجعات السياحية العملاقة المرتقب إنشائها في رأس الحكمة بالساحل الشمالي، والغردقة وشرم الشيخ بالبحر الأحمر، بالإضافة إلى السياحة النيلية في القاهرة.

يعتمد النمو المستهدف على تنويع وتوسيع المراسي السياحية، حيث تعمل الحكومة على إنشاء مراسي جديدة في البحر المتوسط وربطها بالسياحة النيلية عبر القاهرة.

وفي مايو الماضي، أجرت وزارة النقل، بالتعاون مع نادي يخت القاهرة CYC، رحلة استكشافية لمدة 4 أيام، كتجربة ملاحية لفرع دمياط بنهر النيل لقياس ملاءمة المجرى النهري لحركة اليخوت وصولا إلى القاهرة.

وخلصت النتائج الأولية إلى صلاحية المجرى لاستقبال اليخوت حتى ارتفاع 4 أمتار، وعمق غاطس 1.40 متر، مع توصيات بصيانة الكباري المتحركة وتكريك بعض النقاط لزيادة العمق إلى 3 نقاط في المجرى بين دمياط والقاهرة، ما يتيح استقبال يخوت أكبر حتى 7 أمتار.

تطوير الموانئ وتسهيل التراخيص

شهدت السنوات الأخيرة تيسيرات كبيرة في إجراءات ورسوم تراخيص الرسو، حيث أطلقت وزارة النقل نافذة رقمية موحدة عام 2022 لإصدار تصاريح المراسي، ومددت فترة التأشيرة السياحية لليخوت الأجنبية إلى 3 أشهر.

كما أصبح بالإمكان التنقل بين مراسي البحر المتوسط والبحر الأحمر بترخيص واحد، وهي خطوة تستهدف تشجيع ملاك اليخوت على اختيار مصر كمحطة رئيسية لرحلاتهم البحرية.

مصر تنافس اليونان وإيطاليا وفرنسا

ويرى الخبراء السياحيين، أن مصر مؤهلة لتصبح وجهة مفضلة لسياحة اليخوت الفاخرة، خاصة في فصل الشتاء عندما تكون أجواء البحر الأحمر والنيل معتدلة بشكل أكبر مقارنة بأوروبا.

وأشار سامح سعد، المدير التنفيذي للجمعية المصرية للسياحة الثقافية، إلى أن الفترة من نوفمبر إلى مايو تمثل ذروة استقبال اليخوت في مصر، مع إمكانية دمج الرحلات البحرية ببرامج سياحية تشمل الأقصر وأسوان والمزارات الأثرية.

إنفاق سياحي مرتفع

تصنف سياحة اليخوت كنمط سياحي عالي الإنفاق، حيث تشير الإحصاءات إلى أن إنفاق السائح في هذا القطاع يزيد بنسبة 94% عن السائح العادي.

تتميز سياحة اليخوت بارتفاع متوسط الإنفاق للسائح، حيث يتراوح بين 1500 و2000 دولار في الليلة الواحدة، بالإضافة إلى أن نفقات خدمات اليخوت من إمدادات الطاقة والمياه والصرف الصحي، ما يجعلها أحد أكثر أنواع السياحة عائدًا من حيث نصيب الفرد.

كما تضم اليخوت الكبيرة ما يصل إلى 100 فرد، ما يعني مضاعفة العوائد من إنفاقهم على الإقامة والأنشطة السياحية.

دعم حكومي وتوسع استثماري

وأكد مستثمرون في هذا القطاع، أن التيسيرات والدعم الحكومي، سواء عبر تطوير البنية التحتية للمراسي أو تسهيل الإجراءات، فتح المجال أمام استثمارات جديدة.

وتبلغ قيمة التنقل ليخت بطول 23 مترًا، من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط والعكس، نحو 600 دولار إذا كان يرفع علم لدولة أجنبية، أما إذا كان يرفع العلم المصري يبلغ نحو 3 آلاف جنيه.

8.9 مليار دولار في 2025، تأجير اليخوت يتحول إلى بيزنس عالمي رابح - إيجي إن

ويعتزم نادي يخت القاهرة، على سبيل المثال، توسيع مرساه على النيل من 60 إلى 100 متر بتكلفة 5 ملايين جنيه، لاستيعاب مزيد من اليخوت، في إطار خطة أوسع لزيادة الطاقة الاستيعابية للمراسي في مصر.

 تحول نوعي في قطاع سياحة اليخوت

وتبدو مصر على أعتاب تحول نوعي في قطاع سياحة اليخوت، حيث تسارع خططها لتطوير البنية التحتية في هذا القطاع توسيع طاقتها الاستيعابية، وهو ما ينعكس على تنويع مصادر الدخل السياحي وزيادة حصتها من سوق عالمي تنافسي عالي العائد. 

وفي حال نجاح هذه الاستراتيجية في تحقيق مستهدف الذي تسعى إليه الدولة، فإن مصر لن تكون مجرد محطة عبور لليخوت الفاخرة فقط، بل ستصبح وجهة رئيسية ومركزًا إقليميًا للسياحة البحرية، ينافس بقوة الموانئ العالمية في المتوسط والبحر الأحمر، ويضيف رافدًا جديدًا إلى اقتصادها السياحي.
 

Short Url

search