الأحد، 27 يوليو 2025

09:07 م

الخوارزميات تقود السوق، صراع العقول بين وادي السيليكون والتنين الصيني

الأحد، 27 يوليو 2025 06:54 م

الخوارزميات

الخوارزميات

في عالم لم تعد فيه الثروات تقاس ببراميل النفط أو احتياطات الذهب، تتجه بوصلة القوة نحو من يمتلك الكود ويسيطر على الخوارزميات، إنها حرب جديدة، لكن سلاحها لا يرى، وحدودها تمتد في الفضاء السيبراني، أما جنودها فهم العقول المبرمجة في معسكرات الذكاء الاصطناعي.

ووفقًا لأرقام صادرة عن منظمة الملكية الفكرية العالمية WIPO، سجلت الصين في عام 2023، أكثر من 38 ألف براءة اختراع في مجال الذكاء الاصطناعي، متقدمة بأشواط على الولايات المتحدة، التي لم تتجاوز 6,276 براءة فقط. 

وهذه ليست مجرد أرقام فحسب، بل شفرة تترجم تحولًا إستراتيجيًا نحو اقتصاد جديد يكتب بالكود لا بالبترول، بالمعرفة لا بالمناجم.

 الفضاء السيبراني

وادي السيليكون في مواجهة السور الرقمي العظيم

وفي قلب هذا السباق، نجد عمالقة الغرب مثل Google وOpenAI وMicrosoft، يتواجهون مع نظرائهم من الشرق مثل Baidu وTencent وAlibaba. 

وتشير التقديرات التي وضعتها ماكنزي إلى أن قيمة الذكاء الاصطناعي وصلت لـ15.7 تريليون دولار بحلول 2030، ومنها ما يقرب من 7 تريليونات، والتي ستذهب مباشرة إلى الصين، وهذا الرقم لا يمثل انتصارًا اقتصاديًا فحسب، بل تحولًا جيوإستراتيجي، قد يعيد تشكيل توازنات القوى العالمية.

 

اقرأ أيضًا:-

«وادي السليكون الصيني»، كيف أصبحت هانجتشو الصينية مدينة الذكاء الاصطناعي؟

الخوارزميات تعيد رسم خريطة العمل

ولم تعد الحكومات وحدها من تصنع الوظائف، بل صارت الخوارزميات تفعل ذلك، تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي يتوقع اختفاء 92 مليون وظيفة تقليدية وظهور 170 مليون وظيفة جديدة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بحلول 2030. 

كما أن إعادة الهيكلة هذه، تقودها نماذج رياضية غير مرئية، ومراكز بيانات عملاقة، لكنها حاضرة في كل قرار توظيف، وكل إعلان فرصة عمل.

الذكاء الاصطناعي

 

الهند وأوروبا، محاولة كسر ثنائية القطب

وفي الظل، تظهر محاولات أوروبية وهندية لشق طريق ثالث، فالهند تتحول إلى حاضنة لمهندسي الذكاء الاصطناعي بفضل مواردها البشرية، بينما تحاول أوروبا تصدير أخلاقيات الذكاء بدل التكنولوجيا ذاتها، عبر تشريعات لحماية الخصوصية والشفافية، إنها معركة لا تحسم فقط بالسرعة، بل أيضًا بالقيم.

 

اقرأ أيضًا:-

حماية أطفالنا في الفضاء السيبراني، استثمار ضروري لمستقبل رقمي آمن ومزدهر

البيانات، الذهب الجديد في معركة السيادة الرقمية

والصين في طريقها للسيطرة على نحو 27.8% من بيانات العالم بحلول 2025، مقابل 17.5% فقط للولايات المتحدة الأمريكية، وهذه السيطرة لا تتيح فقط تدريب خوارزميات أكثر دقة، بل تمنح قدرة غير مسبوقة على التأثير في سلوك الأسواق والمجتمعات، من المدن الذكية إلى مراقبة أنماط الاستهلاك.

التعليم الرقمي

 

التعليم الرقمي، وقود السباق نحو القمة

ورغم الفارق في الرؤى، يجتمع العملاقان على ضرورة الاستثمار البشري، حيث ترصد الولايات المتحدة 1.5 تريليون دولار للعقد المقبل لتطوير التعليم التقني، بينما تدمج الصين الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية، وتحول مدنًا بأكملها إلى مختبرات للابتكار، كما أن المستقبل لا يُبنى بالبنية التحتية وحدها، بل بالعقول.

 

غياب التنظيم العالمي، خطر فوضى رقمية

وفي ظل التوترات الجيوسياسية، تتصاعد الدعوات لتأسيس هيئة دولية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما تنظم وكالة الطاقة الذرية استخدام السلاح النووي، وحتى يتحقق ذلك، تبقى الفوضى الرقمية ماثلة في الأفق، مع تفاوتات واسعة في التشريعات والمعايير الأخلاقية.

الذكاء الاصطناعي في خدمة المناخ

 

الذكاء الاصطناعي في خدمة المناخ

وبعيدًا عن صورة الذكاء الاصطناعي كأداة رأسمالية بحتة، فإنه اليوم يدخل في صلب التحولات البيئية، من تحسين كفاءة الطاقة إلى التنبؤ بالكوارث، ومن تصميم المدن الخضراء إلى خفض الانبعاثات، كما تساهم الخوارزميات في رسم مستقبل مستدام، ومن يهيمن على هذه التطبيقات، سيتحكم ليس فقط في السوق، بل أيضًا في بقاء الكوكب.

 

الجنوب العالمي، إما التحديث أو التبعية الرقمية

الدول النامية تواجه لحظة حاسمة، فهل تبني قدراتها الرقمية أم تظل تحت رحمة خوارزميات صنعت في بيئات مختلفة؟، إن خطر الاستعمار الخوارزمي ليس خيالًا علميًا، بل واقعًا يهدد بتكريس التبعية عبر أدوات رقمية تخترق الاقتصاد والثقافة دون استئذان.

اقرأ أيضًا:-

الشرق الأوسط وأفريقيا، معركة مفتوحة في الفضاء السيبراني تهدد الاستقرار الاقتصادي

الثقة، العملة الجديدة في سوق التقنية

ورغم السباق المحموم، تشير بيانات Edelman لعام 2024 إلى أن 61% من الشعوب، تثق بتقنيات الذكاء الاصطناعي المطورة في الغرب، وفي سوق يحكمه الشك، قد تكون الثقة أهم من الابتكار ذاته، فالشركات التي تفوز بثقة الناس، تفوز بسوقهم، وأحيانًا حتى بعقولهم.

مراكز البيانات

 

السطر الأخير، من يكتبه؟

وبين سطور الكود وجداول البيانات وشاشات التحليل، تتشكل خريطة العالم من جديد، فلم تعد القوة في السلاح ولا في الموارد الطبيعية، بل في من يكتب الخوارزمية، ومن يتحكم في البيانات، ومن يحوز ثقة الناس، إنه صراع لا تُسمع فيه الطلقات، بل تحسب فيه العمليات، وتبرمج فيه الانتصارات، وهنا السؤال الجوهري:- (من سيكتب السطر الأخير في معركة العقول؟ الجواب، ببساطة، سيكون من يملك الخوارزميات يملك العالم).

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search