البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 200 نقطة أساس

الأحد، 27 يوليو 2025 02:03 م

البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة

خفض البنك المركزي الروسي سعر الفائدة الرئيسي 200 نقطة أساس إلى 18% على أمل إنعاش الإقراض وتعزيز النمو الاقتصادي المتعثر بعد أن أظهرت معدلات التضخم المرتفعة بعناد علامات على التراجع.

وتعد هذه الخطوة أكبر انخفاض منذ مايو 2022، عندما خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس مع تعافي الاقتصاد من صدمة العقوبات الغربية المفروضة في أعقاب بدء العمل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وجاء التخفيض الأخير متوافقًا مع استطلاع أجرته رويترز لآراء 27 اقتصاديا، ويأتي بعد أن اشتكى قادة الأعمال الروس وبعض المسؤولين الحكوميين من أن أسعار الفائدة المرتفعة تخنق الاقتصاد، وفقًا “لويترز”.

رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل كبير منذ يوليو 2023 لمواجهة آثار التضخم الاقتصادي الناجم عن زيادة الإنفاق العسكري. وصرح وزير الاقتصاد الروسي الشهر الماضي بأن البلاد على شفا الركود نتيجة لذلك.

إلى جانب خفض أسعار الفائدة بشكل حاد، خفض البنك المركزي توقعاته للتضخم في عام 2025 إلى ما بين 6% و7% من ما بين 7% و8%، وقال إن الضغوط التضخمية تتراجع بشكل أسرع من المتوقع في السابق.

وقال البنك إنه سيبقي الظروف النقدية مشددة بقدر ما هو ضروري لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 4% في عام 2026.

وقالت محافظ البنك المركزي إلفيرا نابيولينا في مؤتمر صحفي عقب قرار الفائدة: "نحن على الطريق لإعادة التضخم إلى هدفه، لكن هذا المسار لم يكتمل بعد".

وقالت إن "العودة إلى الهدف، تعني استقرار التضخم عند مستوى منخفض ليس فقط في البيانات الفعلية، بل أيضا في تصور الناس والشركات".

ويتوقع المحللون الآن أن يواصل البنك المركزي خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وقال محللون في بنك رايفريسن "كل شيء يشير إلى تفاؤل كبير إلى حد ما من جانب البنك المركزي ويسمح لنا بتوقع استمرار التيسير النقدي النشط مع عدم تجاوز سعر الفائدة الرئيسي 16% بحلول نهاية العام".

فرض عقوبات أميركية جديدة على مشتري النفط الروسي

انخفض مؤشر أسعار المستهلك في روسيا بنسبة 0.05% في الأسبوع الأخير، مسجلاً انكماشًا أسبوعيًا لأول مرة منذ سبتمبر 2024، في حين تباطأ التضخم السنوي إلى 9.17% من ذروته البالغة 10.3% في مارس.

أبقى البنك المركزي على توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 عند مستوى يتراوح بين 1% و2%، وأشار إلى أنه لاحظ بعض التباطؤ في سوق العمل الروسي الذي يشهد ضغوطًا. وكان الاقتصاد قد نما بنسبة 4.3% العام الماضي.

وخفض البنك المركزي توقعاته لمتوسط سعر النفط في عام 2025 إلى 55 دولارا للبرميل من 60 دولارا للبرميل، مما يعني انخفاض إيرادات ميزانية الدولة، لكن نابيولينا قالت إنها لا تتوقع أي مفاجآت من الميزانية.

وسوف يواجه الاقتصاد الروسي اختبارا آخر في أوائل سبتمبر عندما تنتهي المهلة التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لروسيا لمدة 50 يوما لإظهار التقدم نحو السلام في أوكرانيا، مع احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على مشتري النفط الروسي.

وقالت نابيولينا إن البنك سيعمل على ضمان عدم ضعف قدرة القطاع المالي على الصمود في مواجهة العقوبات الغربية.

وقالت نابيولينا "نرى أن القطاع المالي هو بالفعل أحد الأهداف الرئيسية للعقوبات، ويتم تشديد هذه العقوبات".

تخفيف السياسة النقدية بعد رفعه سعر الفائدة

تعرّض البنك المركزي لضغوط شديدة من مجتمع الأعمال لبدء تخفيف السياسة النقدية بعد رفعه سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ أوائل القرن الحادي والعشرين العام الماضي. واشتكى قادة الأعمال من أن هذا المعدل يجعل الاستثمار غير مجدٍ.

وقالت نابيولينا إن مثل هذه الضغوط تضر بالاقتصاد من خلال خلق انطباع خاطئ بأن البنك المركزي اضطر إلى الاستسلام عند خفض أسعار الفائدة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تأجيج التوقعات التضخمية.

وحذرت من أن "مثل هذه المحاولات لممارسة الضغط من شأنها أن تؤدي في الواقع إلى ارتفاع أسعار الفائدة".

أيد الرئيس فلاديمير بوتين، سياسة البنك المركزي، لكنه حذره من الإفراط في تباطؤ الاقتصاد. وقد أضرت أسعار الفائدة المرتفعة بقطاعي البناء والفحم في روسيا، وأدت إلى ارتفاع الديون المعدومة لدى البنوك الروسية.

وقال نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين، الذي يشرف على قطاع البناء، قبيل قرار أسعار الفائدة يوم الجمعة، إن خفض الفائدة بمقدار 400 نقطة أساس هو أمر أكثر استحسانا، مشيرا إلى أن العديد من المسؤولين في روسيا يريدون من البنك المركزي خفض أسعار الفائدة أكثر، وفقًا “لرويترز”.

بدأ الروبل، الذي ارتفع بنسبة 45% مقابل الدولار الأمريكي في وقت سابق من هذا العام جزئيًا بسبب ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي، في الضعف قبل خفض سعر الفائدة المتوقع ولامس مستوى 80 مقابل الدولار في يوم الجمعة الماضي، وهو أدنى مستوى له في نحو ستة أسابيع.

ساعد الروبل الأقوى البنك المركزي في مكافحة التضخم من خلال جعل السلع المستوردة أرخص، حيث زعم بعض المصرفيين أن دعم الروبل كان سياسة متعمدة من قبل البنك المركزي.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.