"جيش سنغافورة في مواجهة العدو الخفي"، الاقتصاد في مرمى الهجمات السيبرانية
الأحد، 20 يوليو 2025 07:11 م

الهجمات السيبرانية
في خطوة غير مسبوقة، قررت سنغافورة، الدولة المدينة ذات الاقتصاد عالي التقنية، استدعاء وحدات من الجيش الوطني لمواجهة هجوم إلكتروني معقد، استهدف بنيتها التحتية الحيوية، ويعد الحدث الذي أعلنه وزير الدفاع تشان تشون سينغ، كاشفًا لحجم التحول في تعريف الأمن القومي في زمن الاقتصاد الرقمي، حيث باتت الهجمات السيبرانية، تمثل تهديدًا وجوديًا يماثل في خطورته الحروب التقليدية.

"البنية التحتية"، الحلقة الأضعف في اقتصاد عالي الترابط
ويعد الهجوم المنسوب إلى مجموعة تجسس إلكتروني تُعرف باسم UNC3886، والتي ربطتها شركة مانديانت الأمنية بالصين، استهدف شبكات يُفترض أنها محصنة، وتتمثل في الكهرباء، المياه، النقل، والاتصالات، وفي عالم يعتمد فيه اقتصاد سنغافورة على تدفقات رقمية فائقة الكفاءة، فإن تعطيل بسيط لهذه الأنظمة، قد يُحدث شللًا كاملًا في الحركة الاقتصادية.
ووزير الأمن القومي السنغافوري، لم يخفي خطورة التهديد، مشيرًا إلى أن البنوك والمطارات والصناعات، قد لا تتمكن من العمل، وهذه رسالة واضحة، أن الاقتصاد الرقمي لا يمكنه النمو بدون أمن رقمي، ومن دون تحصين البنية الرقمية، يتحول التقدم التكنولوجي إلى مكمن خطر.
اقرأ أيضًا:-
تحذير من هجوم سيبراني جديد يستهدف أي متصفح ويب
"ما وراء الهجوم"، لماذا الاقتصاد هو الهدف الحقيقي؟
التهديدات السيبرانية المتقدمة مثل تلك التي تواجهها سنغافورة، ليست مجرد محاولات اختراق أو سرقة بيانات، بل أدوات ضغط جيوسياسي واقتصادي، وتأتي الهجمات عادةً في سياقات متوترة، إما لإضعاف اقتصاد منافس، أو لابتزاز معلومات استخباراتية حساسة، أو ببساطة، لإظهار هشاشة الاقتصادات عالية الترابط.
ويلاحظ أن هذه الهجمات، غالبًا ما تستهدف الدول ذات النماذج الاقتصادية المتقدمة، المعتمدة على تكنولوجيا فائقة وتعقيدات رقمية، وفي حالة سنغافورة، فإن ما يجعلها نموذجًا اقتصاديًا ناجحًا، كالربط المتكامل بين قطاعات النقل والخدمات المالية والصحة عبر الإنترنت، هو ما يجعلها أيضًا عرضة لأكبر الخروقات.

من الدفاع العسكري إلى الدفاع الرقمي، تحول في العقيدة الاقتصادية
قرار إشراك الجيش لا يعد فقط استجابة أمنية، بل إشارة واضحة إلى أن مفهوم الأمن الاقتصادي قد تغير جذريًا، في السابق، وكانت حماية الحدود والمرافق تعني تأمين المطارات والموانئ، واليوم، الحدود الحقيقية تقع في مراكز البيانات والكابلات البحرية وأجهزة التحكم الصناعي.
وتجنيد القوات المسلحة في مواجهة سيبرانية، يعيد رسم ملامح الأمن الاقتصادي، ويرفع من كلفة أي هجوم على البنية الرقمية للدولة، لأن الرد قد لا يكون افتراضيًا فقط، بل عسكريًا أو سياسيًا أيضًا.
اقرأ أيضًا:-
الشرق الأوسط في مرمى الهجمات السيبرانية، تهديد أمني أم معركة جيوسياسية؟
الهجوم السيبراني كأداة ضغط اقتصادي دولي
وتوقيت الهجوم يتزامن مع تسارع سنغافورة في تعزيز صادراتها الرقمية، وتوسيع شبكاتها اللوجستية، ما يطرح تساؤلات، هل تُستخدم الهجمات السيبرانية لإبطاء تقدمها؟ أم لكبح طموحاتها في أن تصبح مركزًا ماليًا وتقنيًا عالميًا ينافس بكين وهونج كونج؟
ورغم نفي السفارة الصينية أي صلة بمجموعة UNC3886، إلا أن الحرب السيبرانية مثل نظيرتها التجارية لا تحتاج إلى إعلان رسمي لتحدث أثرها، فالرسالة تصل عبر التعطيل، وليس عبر البيانات السياسية.

تداعيات اقتصادية محتملة، هل الهجمات السيبرانية هي أزمة 2008 القادمة؟
وإذا ما نجحت هذه الهجمات في اختراق أنظمة الكهرباء أو البنوك أو خدمات الصحة، فإن التأثير سيكون مزلزلًا على الاقتصاد السنغافوري، وربما الإقليمي، ومثل هذه الأزمات قد تؤدي إلى:-
- شلل مؤقت في القطاع المالي، يعطل المعاملات ويؤثر على الثقة العالمية.
- انقطاع سلاسل التوريد والخدمات اللوجستية، ما ينعكس سلبًا على التجارة الخارجية.
- ضرر في سمعة سنغافورة كمركز مالي آمن، وهو عنصر أساسي في استقطاب رؤوس الأموال.
وفي الاقتصاد الرقمي، الثقة تساوي المال، وإذا تزعزعت هذه الثقة بسبب ثغرة في الأمن السيبراني، فإن الخسائر قد تكون بمليارات الدولارات في ساعات قليلة.

العالم يحتاج إلى دفاع رقمي مشترك
والهجوم على سنغافورة ليس حالة منعزلة، بل جرس إنذار لدول العالم كافة، ما يحدث في سنغافورة اليوم قد يتكرر غدًا في فرانكفورت، أو سيول، أو حتى نيويورك، ولذلك، باتت الحاجة ماسة إلى تحالفات دفاع رقمي، على غرار تحالفات الدفاع العسكري، وتقوم على تبادل المعلومات والتقنيات والدفاعات المشتركة.
ويبدو أن سنغافورة، بخطوتها الاستباقية هذه، ترسم خارطة جديدة للأمن الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين، عنوانها.. لا اقتصاد رقمي بدون أمن رقمي.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تغلق مشاريع المياه، أزمة مستمرة وتأثيرات كارثية
20 يوليو 2025 05:18 م
ترامب VS ماسك.. هل تهدد السياسة مستقبل ناسا الفضائي؟
20 يوليو 2025 03:45 م
صفقات تحت المجهر.. كيف يغير ترامب قواعد الدمج والاستحواذ في أمريكا؟
20 يوليو 2025 12:35 م
أكثر الكلمات انتشاراً