الأحد، 20 يوليو 2025

11:40 م

فضيحة تهز سوق السيارات الصيني، "نيتا" و"زيكر" تتورطان في مبيعات "وهمية" والحكومة تتدخل

الأحد، 20 يوليو 2025 03:42 م

جمهورية الصين الشعبية

جمهورية الصين الشعبية

ميرنا البكري

 في مفاجأة مدوية هزت سوق السيارات الكهربائية الصيني، الذي يُعد الأضخم والأسرع نموًا في العالم، تم الكشف عن وجود "ألاعيب" تُدار من وراء الكواليس بهدف تضخيم أرقام المبيعات بشكل غير حقيقي.

وقد تبين أن شركتين كبيرتين في هذا القطاع، هما "نيتا" (Neta) و"زيكر" (Zeekr)، متورطتان في ممارسة أعمال شبه وهمية لتحقيق أرقام مبيعات عالية ظاهريًا. 

هذه الممارسات أثارت قلق الحكومة الصينية، التي تدخلت بشكل مباشر وعلّقت على الوضع بقول: "وهكذا، انتهت اللعبة."

لم يتم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه "الألاعيب" أو الإجراءات الحكومية المتوقعة، إلا أن هذا التطور يشير إلى عزم السلطات الصينية على فرض المزيد من الشفافية والرقابة في سوق السيارات الكهربائية المتنامي. ومن المتوقع أن يكون لهذه الفضيحة تداعيات كبيرة على سمعة الشركات المعنية وثقة المستهلكين والمستثمرين في هذا القطاع الحيوي.

بالصور : مواصفات نيتا X الكهربائية قبل طرحها بمصر - مارشدير
إحدى سيارات نيتا الكهربائية

" نيتا" و"زيكر"، أرقام على الورق وليس على الواقع

فقد تبين أن هاتين الشركتين بدأتا مؤخرًا في إجراء التأمين الإجباري للسيارات (الذي يتم تسجيله في النظام الحكومي) قبل بيع السيارة بالفعل لأي عميل.

هذه الممارسة، التي تُعد نوعًا من "الاحتكار المبكر"، تجعل السيارة تُحسب على أنها تم بيعها بالفعل في سجلات المبيعات الرسمية، وذلك على الرغم من أن السيارة لا تزال موجودة في الجراج الخاص بالشركة ولم تصل بعد إلى العميل النهائي.

“احتكار مبكر”، شركات سيارات تسجل مبيعات وهمية قبل بيع السيارات فعليًا

ويترتب على هذه الخطوة تضخم أرقام المبيعات المسجلة لدى الجهات الحكومية، مما قد يعطي مؤشرات غير دقيقة عن حجم السوق الحقيقي ويؤثر على المنافسة.

قامت "نيتا" بذلك في أكثر من 64 ألف سيارة خلال عام وربع، وهذا أكثر من نصف المبيعات التي أعلنت عنها، واستخدمت شركة “زيكر” نفس الأسلوب، خاصةً في مدينة "شيامن"، وسجلت أرقام مبيعات ضخمة في شهر واحد أكثر من 14 ضعف المتوسط الشهري.

ويُقال على هذه السيارات في الصين "سيارات مستعملة دون السير على ميل واحد"، أي كأنها جديدة لكن "بالتاريخ قديم"، مما يؤثر على قيمتها وسعرها أيضًا.

والهدف من كل ذلك تجميل تقارير الأرباح الخاصة بهم والوصول لأهداف مبيعات شهرية وسنوية، هذه الشركات في منافسة شرسة للغاية، وسوق السيارات به فائض إنتاج رهيب، والأسعار في حرب مستمرة.

اكتشاف مفاجئ، سيارات بحالة "نصف جديدة" وتأمين قديم يوقع المشترين في خداع

الأشخاص الذين اشتروا هذه السيارات، اكتشفوا أن سياراتهم كان عليها تأمين قديم، وأنهم ليسوا المالكين الرسميين الأوائل  وكأنهم اشتروا سيارة "نصف جديدة". والأسوأ حيما ذهبوا للمطالية باسترجاع الأموال أو تسوية الوضع، الشركات رفضت.

وقال أحدهم من مدينة قوانجتشو: "تفاجأت بأن التأمين مسجل باسم شخص آخر، وأن تاريخ بدايته يعود لفترة طويلة قبل شرائي للسيارة، أشعر أنني تعرضت للخداع."

 بدأ مجلس الوزراء  يشتكي من “منافسة غير عقلانية”، كما أعلنت وزارة الصناعة أنها ستحظر بيع أي سيارة خلال 6 شهور من تسجيلها كمباعة، وأيضًا بدأت الصحف الرسمية الإشهار بهذه الشركات، وقالت أن ما يحدث يؤثر سلبًا على العملاء وعلى السوق بأكمله، حتى صحيفة الشعب اليومية تهاجم هذه الظاهرة، وأضافت أنها تخرب الثقة في السوق وتضر المستهلكين.

اقرأ أيضًا:

مواصفات «AMG GT XX» .. السيارة الكهربائية الأحدث لشركة مرسيدس

عمالقة التكنولوجيا يقتحمون سوق «السيارات الكهربائية» بالذكاء الاصطناعي

أفضل سيارات كهربائية فاخرة 2025: المواصفات والتقنيات الحديثة
سيارة كهربائية

إلى أين يتجه مستقبل سوق السيارات الكهربائية في الصين؟

دخلت الشركات مثل "نيتا" بالفعل في أزمة مالية، وهناك تقارير عن إفلاس الشركة الأم، كما انخفضت المبيعات  بشكل كبير من 152 ألف سيارة في 2022 لـ 87 ألف في 2024، وهذا دليل على فقدان الثقة.

وأيضًا بدأ بعض التجار يشتكون من أن السيارات "المباعة" هذه ما زالت متوقفة في جراجاتهم دون أن تتحرك، أي الخسارة ليس للزبون، لكن أيضًا للتجار الذين تورطوا، والقطاع كله أصبح في موقف محرج.

 توقعات الفترة المقبلة

1. الرقابة تزيد: قد تضع الحكومة قوانين أقوى تمنع التلاعب في بيانات البيع والتأمين.

2. ثقة المستهلك تهتز: سيعيد الناس التفكير مرتين قبل شراء سيارة من هذه الشركات.

3. شركات تُغلق أو تندمج: بعض العلامات الضعيفة لا تتحمل الضغط المالي والإعلامي.

4. السوق يعيد ترتيب نفسه: يظل في السوق الشركات الجادة فقط، والذي لديها شفافية ومصداقية.

ختامًا، ما حدث مع "نيتا" و"زيكر" ليس مجرد خطأ  أو حيلة تسويقية، بل نموذج لفشل في الشفافية ومخاطرة بثقة العميل، والمستهلك هو الذي يدفع الثمن، سواء في فقدان الأمان أو أموال ضاعت على سيارة ليست جديدة.

في النهاية، ستتدخل الحكومة، وسيتصحيح السوق نفسه، لكن الدرس واضح: الثقة أهم من الأرقام، والمبيعات المسجلة على الورق ليست دائمًا حقيقية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search