الإثنين، 21 يوليو 2025

05:02 ص

الذكاء الاصطناعي يدخل حلبة المؤثرين، رهان اقتصادي يعيد رسم خريطة الإعلانات عالميًا

السبت، 19 يوليو 2025 07:14 م

مؤثرو الذكاء الاصطناعي

مؤثرو الذكاء الاصطناعي

في تحول جديد يعكس اندماج التكنولوجيا بالاقتصاد الإبداعي، يشهد عالم التسويق طفرة غير مسبوقة مع صعود المؤثرين الافتراضيين، أو ما يعرف بـ"مؤثري الذكاء الاصطناعي". 

مؤثرو الذكاء الاصطناعي

هؤلاء ليسوا أشخاصًا حقيقيين، بل نماذج رقمية تدار بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي والتصميم ثلاثي الأبعاد، يقدمون محتوى تفاعليًا، ويوقعون عقود شراكة مع علامات تجارية كبرى، ويحصدون ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

تحول اقتصادي في صناعة المؤثرين

يأتي هذا التطور في سياق اقتصادي واضح، تقليل التكاليف وزيادة التحكم، فبينما يحتاج المؤثر البشري إلى أجور، وإدارة علاقات عامة، وتوقعات غير مضمونة النتائج، يمنح المؤثر الافتراضي الشركات تحكمًا كاملًا في الرسائل الإعلانية، وتفاعلًا مستمرًا على مدار الساعة، دون مخاطر الفضائح أو الانقطاع.

بحسب Influencer Marketing Hub، نحو 60% من المسوقين جربوا العمل مع مؤثرين افتراضيين، وأكثر من 60% منهم عبروا عن رضاهم عن النتائج. 

وهذا مؤشر واضح على أن العائد الاقتصادي من هذه التجربة بات مغريًا، خصوصًا عند الحديث عن الحملات الطويلة أو الموجهة لجيل رقمي يعيش على التطبيقات.

اقرأ أيضًا:

التسويق عبر المؤثرين، من "ترند" رقمي إلى أداة استثمار عالية العائد

أداة جديدة لتقليل النفقات وزيادة الانتشار

بالمقارنة مع المؤثرين البشر، تُعتبر الشخصيات الرقمية أكثر جدوى من حيث التكاليف على المدى الطويل، صحيح أن إنتاجها الأولي قد يكون مكلفًا، خاصة إذا كان عالي الجودة ويعتمد على CGI وذكاء اصطناعي متقدم.

إلا أن الحفاظ عليها لا يتطلب مصاريف تشغيل متكررة مثل الأجور والسفر والمكافآت، إضافة إلى ذلك، فهي متاحة للعمل، ويمكن تحديث محتواها أو تعديل رسائلها في أي وقت، ما يعزز مرونة الحملات التسويقية.

وفي عصر تقاس فيه القيمة التجارية بالوصول والانتشار، تحقق هذه الشخصيات نتائج لافتة، فمثلاً، تمتلك شخصية Lil Miquela أكثر من 2.7 مليون متابع، بينما تتجاوز Lu من Magalu عتبة 10 ملايين، ما يمنح الشركات قاعدة جماهيرية جاهزة لأي منتج أو فكرة جديدة.

مؤثرو الذكاء الاصطناعي

اقتصاد جديد قائم على الذكاء الاصطناعي

من منظور اقتصادي أوسع، نحن أمام ملامح اقتصاد لمؤثرين جدد، تقوده الخوارزميات بديلا عن البشر، كما بدأت العلامات التجارية الكبرى بالفعل في تخصيص ميزانيات مستقلة لتطوير مؤثرين رقميين خاصين بها، مثل Lu من Magalu، وNoonoouri من Dior، وهذه الاستراتيجية تضمن ولاءً رقميًا طويل الأمد، لا يتأثر بتقلبات المزاج أو الشهرة.

ولا يقتصر الأمر على العلامات التجارية فحسب، بل يمتد إلى صناع المحتوى أنفسهم، تجربة "Caryn AI" التي سمحت للجمهور بالتفاعل مع نسخة رقمية من المؤثرة Caryn Marjorie مقابل اشتراك شهري، حققت 72 ألف دولار في أسبوعها الأول. 

ومن المتوقع لها زيادة الإيرادات لتصل إلى 5 ملايين دولار شهريًا، ما يؤكد أن الربح في هذا النموذج ليس فقط من الشركات، بل من جمهور يبحث عن علاقة شخصية ومباشرة مع المؤثر.

اقرأ أيضًا:

من الهواية إلى الإمبراطورية، كيف تحول صناع المحتوى إلى قوة اقتصادية في 2025؟

تأثير مزدوج.. فرص جديدة وتحديات أخلاقية

رغم هذه المكاسب، لا يخلو المشهد من تساؤلات أخلاقية واقتصادية، هل ستؤثر هذه الشخصيات الرقمية على فرص العمل للمؤثرين البشر؟ وكيف يمكن تحقيق الشفافية مع الجمهور؟ وهل سينتهي الأمر بسيطرة كاملة من الشركات على الخطاب الإعلامي المؤثر؟

الإجابة الاقتصادية، تشير إلى أن الطلب لا يزال موجودًا على التفاعل البشري الحقيقي، خاصة في المنتجات التي تعتمد على التجربة الشخصية والمصداقية. 

لكن الشركات لن تتجاهل جدوى المؤثر الرقمي، بل ستتجه نحو دمج الاثنين في حملات هجينة، تجمع بين الابتكار الرقمي والتأثير البشري.

مؤثرو الذكاء الاصطناعي

عصر جديد من الاقتصاد الإعلاني

المؤثرون الافتراضيون ليسوا مجرد صيحة رقمية عابرة، بل يمثلون نقطة تحول في اقتصاد الإعلانات والتسويق الرقمي، ومع التقدم المتسارع في أدوات مثل ChatGPT وRunway وMidjourney، فإن إنشاء شخصية مؤثرة لم يعد حكرًا على الشركات الكبرى، بل بات متاحًا حتى للشركات الناشئة والمبدعين الأفراد.

تظل الكلمة الأخيرة للجمهور، فهل سيتفاعل أكثر مع الذكاء الاصطناعي أم يظل وفيًا للمؤثر البشري؟ الأرجح أن السوق سيشهد مزيجًا من الاثنين، يُعيد رسم ملامح الاقتصاد الرقمي الحديث.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search