الثلاثاء، 15 يوليو 2025

07:06 ص

للمرة الثانية والأخيرة بـ2025، تعامد الشمس على الكعبة المشرفة اليوم

الثلاثاء، 15 يوليو 2025 03:59 ص

 تعامد الشمس على الكعبة المشرفة

 تعامد الشمس على الكعبة المشرفة

محمود راغب

تشهد سماء مكة المكرمة اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 التعامد الثاني والأخير للشمس على الكعبة المشرفة لهذا العام 2025، وهي ظاهرة فلكية تتكرر مرتين سنويًا، وتعرف باسم "التسامت الشمسي" وتعد من أدق الظواهر الفلكية التي تجسد روعة النظام الكوني وانتظام حركته.

التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس "ظاهريًا"

وكشفت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس "ظاهريًا" من مدار السرطان، متجهة جنوبًا نحو خط الاستواء، وخلال هذه الحركة تتوسط الشمس خط الزوال فوق مكة المكرمة عند الساعة 12:27 ظهرًا بتوقيت مكة (9:27 صباحًا بتوقيت جرينتش)، وتصل في تلك اللحظة إلى ذروتها فوق الكعبة المشرفة حيث تتعامد عليها مباشرة، بزاوية ارتفاع تقارب 89.5 درجة.

ونتيجة لذلك يختفي ظل الكعبة تمامًا، وتصبح ظلال الأجسام العمودية المحيطة بها شبه معدومة أو صفرية، في لحظة تتزامن بدقة مع أذان الظهر في المسجد الحرام، في مشهد بصري فريد يجمع بين الدقة العلمية والجمال الطبيعي.

 

سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تمامًا على نقطة معينة من سطح الأرض

وأشار التقرير إلى أنه علميًا يشير التعامد إلى سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي تمامًا على نقطة معينة من سطح الأرض، بحيث لا تلقي الأجسام القائمة أي ظل في تلك اللحظة.

وبالنسبة لموقع الكعبة المشرفة، فإن هذا التعامد يحدث مرتين سنويًا: في نهاية مايو ومنتصف يوليوً، وذلك عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا) أثناء حركتها الظاهرية بين مداري السرطان والجدي.

وتعود هذه الظاهرة إلى ميل محور دوران الأرض بمقدار 23.5 درجة، وهو ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالاً وجنوبًا على مدار العام.

 

تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جدًا

وتكمن الأهمية الفلكية لهذه الظاهرة في أنها تمكن من تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جدًا من أي مكان في العالم دون الحاجة إلى أدوات تقنية حديثة.

فكل ما على الشخص فعله هو رصد موقع الشمس في السماء وقت التعامد، فالجهة التي تقع فيها الشمس تشير مباشرة إلى اتجاه مكة المكرمة، وقد اعتمد المسلمون هذه الطريقة منذ قرون، قبل اختراع البوصلة ولا تزال هذه الوسيلة دقيقة وموثوقة حتى اليوم، خصوصًا في المناطق البعيدة عن مكة، التي تواجه صعوبات في ضبط اتجاه القبلة.

دراسة ظاهرة الانكسار الجوي

تمثل ظاهرة التعامد أيضا فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي، وفهم تأثير طبقات الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري في السماء، خاصة عند اقترابها من السمت، وهي النقطة الرأسية التي تقع مباشرة فوق الرأس.

كذلك يمكن للمهتمين استخدام هذه الظاهرة في حساب محيط كوكب الأرض بطريقة تقليدية غير رقمية بالاعتماد على الطرق الهندسية القديمة، التي تعزز الفهم العملي لظواهر الانحناء وتوزيع الظلال، وهو ما يعد دليلًا مباشرًا على كروية الأرض.

في لحظة التعامد يمكن للزوار في مكة المكرمة رؤية اختفاء الظلال، لأجسام مثل الأعمدة أو الأدوات المستقيمة القائمة على الأرض، مما يجعل من الحدث مشهدًا بصريًا رائعًا يدمج بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية في آن واحد.

تعد ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة من أجمل الظواهر الفلكية التي تبرز دقة الحسابات السماوية وتجسد جمال الاتساق الكونية، وهي تمثل فرصة علمية ثمينة لرؤية مشهد فريد، وتحديد القبلة بأعلى دقة والتأمل في انتظام هذا الكون.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search