بدء التصعيد، ترامب يُشعل فتيل الحرب التجارية من جديد وأوروبا تستعد للرد
الأحد، 13 يوليو 2025 04:02 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحليل/ ميرنا البكري
في خطوة جديدة تفتح أبواب "الحرب التجارية"، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية 30% على صادرات الاتحاد الأوروبي، لكن هل كل دول الاتحاد تتأثر بنفس الطريقة؟ الإجابة لا لأن المصالح مختلفة، والضربة لن تكون متساوية على الكل، وهو ما سنوضحه في هذا التحليل.

أيرلندا، من جنة ضريبية لـ كابوس دوائي
لا تصدر أيرلندا أدوية فقط، بل تعتبر الملعب الخلفي لشركات الأدوية والتكنولوجيا الأمريكية؛ نظرًا لأن الضرائب هناك 15% فقط، مقارنة بـ 21% في أمريكا.
بعض الشركات العالمية مثل فايزر وجونسون أند جونسون وأبل وجوجل تسجل أرباحها في أيرلندا، رغم أن الجزء الأكبر من مبيعاتها في أمريكا، وذلك يرجع إلى الضرائب المنخفضة في إيرلندا.
لكن التهديد الجديد من ترامب سيضرب هذه المنظومة في مقتل، فقد تواجه أدوية أيرلندا رسومًا ضخمة، ومن المحتمل أن تفقد البراءات المُسجلة هناك ميزتها، وقد تعيد شركات أمريكية النظر في وجودها الأوروبي بأكمله.
ومن المتوقع أن يخسر قطاع الأدوية الأيرلندي مليارات الدولارات، وإذا تم تنفيذ الرسوم، فقد تخسر أيرلندا وضعها كـ "ملاذ استثماري مفضل" في أوروبا.
ألمانيا، عملاق الصناعة الذي تستهدفه أمريكا
تمتلك ألمانيا فائض تجاري ضخم مع أمريكا يصل لـ 84.8 مليار دولار، بسبب صناعات السيارات، الكيماويات، الصلب، والآلات، لذلك تعد أكبر نقطة ضعف للاقتصاد الألماني هو اعتماده الكبير على التصدير.
تمثل أمريكا 23% من إيرادات مرسيدس، حتى سيارات الدفع الرباعي المُنتجة في أمريكا نفسها، قد تتأثر بردود أوروبية انتقامية، كما بدأ بالفعل اتحاد الصناعات الألمانية يدق ناقوس الخطر، ويُطالب بحوار عاجل قبل أن تصل الأمور لـ "حرب تجارية شاملة".
إذا تم تطبيق هذه الرسوم، قد تشهد ألمانيا تباطؤ صناعي مؤلم، وتتلقى شركات السيارات ضربة مزدوجة من أمريكا ومن الأسواق الأوروبية التي قد ترد بالمثل.
إيطاليا، الجبن والمكرونة في مرمى النيران
حققت إيطاليا فائضًا تجاريًا أقل من 44 مليار دولار، لكن لديها نقط ضعف واضحة، وهي صادرات الأغذية، خاصةً الجبنة، الزيتون، المكرونة.
كما قالت منظمة “كولديريتي” إن فرض رسوم 30% يكلف إيطاليا وأمريكا معًا حوالي 2.3 مليار دولار، والمصيبة الأكبر قطاع السيارات، خاصةً مع شركة ستيلانتيس (فيات وبيجو) التي بدأت تقلق على مستقبلها، وعلقت توقعاتها للسنة.
ومن المتوقع أن تتحمل المنتجات الزراعية الإيطالية والمنتجات الغذائية التقليدية، العبء الأكبر في دعم الفائض التجاري خلال السنوات المقبلة، مما يؤثر بشكل مباشر على الفلاحين والمصنعين الصغار في الجنوب الإيطالي.
فرنسا، الطيران والعطور وماركات “الفاشون” في خطر
تمتلك فرنسا فوائض أقل، لكن لديها صناعات حساسة للغاية كصناعة الطيران (إيرباص)، والسلع الفاخرة (لويس فويتون، شانيل، ديور)، والنبيذ والمشروبات الروحية.
كما تحقق شركة “إل في إم إتش” ربع مبيعاتها من السوق الأمريكي، وأي رسوم على السلع الفاخرة أو الطيران ستؤثر عليها بشدة.
ومن المتوقع أن التأثير الأكبر سيكون نفسي وسوقي، لشعور المستثمرين بالخوف، وقد يتسبب في انهيار الأسهم، خاصةً إذا بدأت أمريكا حملة "Buy American" وقللت وارداتها من الكماليات الأوروبية.
تُعد إيرلندا وألمانيا من أكبر الدول التي لديها فائض تجاري مع أمريكا، مما يجعلهما في مرمى الخطر الأكبر، إذا قررت الولايات المتحدة تقليل وارداتها أو البدء بحملات مثل “Buy American”، إذ تمتلك أيرلندا فائضًا ضخمًا يقدر بـ86.7 مليار دولار، وتعتمد بشكل كبير على صادرات الأدوية والتكنولوجيا، وهو ما يعني أن أية ضغوط أمريكية قد تشعل الوضع داخل إيرلندا.
تأتي ألمانيا بعدها بـ84.8 مليار دولار فائضاً في الميزان التجاري، وصادراتها الأساسية هي السيارات والصلب، وأيضًا التأثير سيكون كبير، وإيطاليا لديها فائض أقل (44 مليار دولار)، وتعتمد أكتر على الغذاء والنبيذ والسيارات، مما يجعل التأثير متوسط، وفرنسا أقلهم بفائض 16.4 مليار دولار، وتصدر سلع فاخرة، ما يجعل التأثير لديها محدود نسبيًا.
اقرأ أيضًا:
لتجنب ارتفاع الرسوم الجمركية، الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق عاجل مع واشنطن
الاتحاد الأوروبي: سنقدم حجة قوية لإلغاء الرسوم الجمركية الأمريكية

توقعات اقتصادية
1. تراجع نمو اقتصادي أوروبي إذا استمرت الحرب التجارية.
2. هروب استثماري محتمل من أيرلندا إذا ضاعت ميزة الضريبة المنخفضة.
3. تباطؤ في صناعات السيارات الألمانية مع تهديد للوظائف.
4. ضغوط على شركات الأغذية والمشروبات في فرنسا وإيطاليا.
5. إعادة رسم العلاقات التجارية العالمية، تدفع أوروبا للتوجه للصين والهند.
ختامًا، لا تعتبر الرسوم الجمركية مجرد قرار اقتصادي، بل ورقة ضغط سياسية. ومن غير المتوقع أن تقف أوروبا صامتة، وقد ترد برسوم انتقامية، مما قد يدخلنا في دوامة تبادل ضربات تجارية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل العالم مستعد لتحمل صدمة تجارية جديدة، بعد كل ما حدث من كورونا وحرب أوكرانيا والتضخم؟ القادم قد يكون بداية تغير كبير في شكل التجارة العالمية.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
"ثورة التسوق العالمي"، كيف يمكن لتجار التجزئة عبر الإنترنت أن يزدهروا؟
13 يوليو 2025 10:57 م
فرصة ذهبية للاستثمار في السعودية، صناعة تزدهر وعدد المصانع يتجاوز 12 ألفًا
13 يوليو 2025 08:29 م
التداخلات الدوائية، خطر صامت يهدد فعالية العلاج ويضاعف الآثار الجانبية
13 يوليو 2025 08:14 م
أكثر الكلمات انتشاراً