خبير طاقة عالمي: طن "الجلة" بـ 35 دولارا والمستقبل ينتظر مشروعات الائتمان الكربوني
السبت، 12 يوليو 2025 12:53 م

عالم الطاقة الدكتور أحمد أبو سيد
أحمد كامل
الحكومة ستبيع طن الحمأة بـ50 دولار و المزارع يبع طن روث المواشي بـ35 دولارا
أنا على استعداد للبدء في تنفيذ المشروع بداية من الغد دون تكليف الدولة دولار واحد
البحر الأحمر يمتلك طاقة جيوحرارية تكفي تغذية منطقة محور القناة
«الحمأة المصرية» الطريق للعالمية، الاقتصاد والمناخ ينهضان بروث الماشية
استثمر في «المخلفات العضوية».. مشروع مناخي بعائد اقتصادي مجزى
كافأه إيلون ماسك بجائزة المركز الثالث على مستوى العالم ضمن مسابقة أجريت بين 1380 شركة يمثلوا 84 دولة على أفضل تقنية لاحتجاز الكربون من السماء، لتشجيع تطوير تقنيات عزل و إزالة ثاني أكسيد الكربون، هو عالم الطاقة المصري الأمريكي الدكتور المهندس أحمد أبو سيد، الذي انطلق من مصر محققًا إنجازًا عالميا في تقنية عزل الكربون، بعيدًا عن سطح الأرض، عبر شركة Vaulted Deep، في تجربة يحلم بنقلها إلى مصر، والتي يمكنها أن تضخ مليار دولار سنويًا لمصر على الأقل، من عدة محطات بميزانية لا تتعدى لكل منهم 6 مليون دولار، وإليكم نص الحوار.
في البداية حدثنا عن قصة مكافأة إيلون ماسك
القصة بدأت مع تخصيص رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك جائزة 100 مليون دولار، لأفضل تقنية لاحتجاز الكربون من السماء، تشجيعًا لتطوير تقنيات عزل ثاني أكسيد الكربون و المثيان ، وقد حققت شركتي Vaulted Deep المتخصصة في عزل وتخزين الكربون الحيوي المركز الثالث في المسابقة ما بين 1380 شركات يمثلوا 84 دولة .

كيف يبدو نشاط تجربة شركتك في أمريكا؟
شركة Vaulted Deep متخصصة في عزل الكربون تعمل منذ 12 عامًا في ولاية كاليفورنيا، وظيفتها التعامل مع المخلفات العضوية عن طريق حقنها تحت الأرض في أعماق جيولوجية، في طبقات آمنة غير متصلة لا بالمياه الجوفية أو أي نقطة من الكرة الحيوية التي نعيشها، فهي تحقق أرباحًا وتحافظ على البيئة.

هل هذا النشاط الذي تقوم به شركتك يمكن أن يتم تطبيقه في مصر؟
بالطبع، فالمشروع يتمثل في تحويل المخلفات العضوية الناتجة عن الصرف الصحي وروث الحيوانات (الجلة) إلى ائتمان كربوني بدلا من استخدامها كوقود و سماد لأنه ليس هناك فائدة على المناخ في تحويل المخلفات العضوية إلى وقود سينتج ثاني أكسيد الكربون، وتؤثر سلبًا على صحة الأرض.
ما نتيجة استخدامها في مصر؟
المخلفات العضوية حاليًا يتم استخدامها كسماد عضوي، أو يتم نقلها إلى مصانع الأسمنت لحرقها بسعر 1200 جنيه للطن، وفي الحالتين مأساة مادية ومناخية، حيث سيباع طن الحمأة المحقونة في باطن الأرض مقابل 80 دولار، أي ما يقرب من4000 جنيه، وفقًا لأسعار الدولار و الائتمان الكربونى حاليا .
أما عن المأساة المناخية فإن استهلاكه فوق سطح الأرض سواء كسماد عضوي للأرض الزراعية، أو في مصانع الأسمنت، فسينتج عنه كل غازات الكربون، سواء غاز ثاني أكسد الكربون أو الميثان، ما يؤدي إلى غازات الصوبه greenhouse gases، التي تؤدي إلى احتباس حراري.

وما هي آلية التنفيذ؟
التنفيذ يبدأ بموافقة الحكومة على فتح المجال، أمام شركة متخصصة في مشروعات الائتمان الكربوني، لإنشاء شبكة من الآبار داخل محطات جمع وفصل مخلفات الصرف الصحي و روث الحيوانات ، في القاهرة الكبرى، وتضم كل محطة ماكينات ضخ وحقن متطورة، بتكلفة 6 ملايين دولار للمحطة الواحدة فقط، مع الاحتياج لمساحات محدودة للمعدات والعمال.
وكيف ستعمل الشركة؟
الشركة التي ستتولى المهمة ستستحوذ بشكل أساسي على المواد الصلبة الحيوية والمخلفات الزراعية والحيوانية التي كانت تتجه إلى مكبات النفايات أو المجاري المائية، أو تنتشر على الأرض لتتحلل، وبدلًا من ذلك، تعزل الشركة هذه النفايات في أعماق الأرض ، وحقنها في طبقات جيولوجية معزولة في أعماق تتراوح بين 2 إلى 3 كليومترات، مع تحقيق عائد اقتصادي كبير يمكن أن يدر دخل سنويًا للدولة، يصل إلى مليار دولار، حال تنفيذه بالكامل على شبكة الصرف بالقاهرة فقط، كما يمكن تطبيقه في جميع المحافظات.

هل عرضت على الحكومة تنفيذ هذا المشروع؟
بالطبع، وأنا في انتظار إشارة البدء من الحكومة، لاسيما وأن المشروع جاهز للتنفيذ، خاصة وأن البنك الأوروبي منح وزارة الإسكان 2 مليون يورو لدراسة التعامل مع الحمأة من محطات الصرف الصحي و قد اقترحت استخدام المنحة في إقامة اول محطة لفصل و عزل الكربون عن طريق حقن الحمأة فى محطة عزل الكربون علي أعماق تصل لـ3 كيلومترات تحت الأرض.
من الناحية المادية ما العائد لمصر من المشروع؟
الدول تستفيد مباشرة عن طريق تسليم الائتمان الكربون لوسطاء دوليين يتعاملون حول العالم مع شركات الطيران وشركات الطاقة و شركات التكنولوجيا مثل ميكروسوف وأمازون ونيتفلكس، و بدورها ستدفع على كل طن (كربون ائتمانى ) 160 دولارًا على المدى الطويل اما في الوقت الحالي (ربما يصل المبلغ لأكثر بكثير من هذا حاليا ) ووفقا للتقديرات، فإن القاهرة الكبرى يمكن أن تنتج 5 ملايين طن حمأة سنويا على الأقل، أي ما يقرب من مليار دولار سنويا.
وبالنسبة للمزارع الذي يمتلك روث البهائم التي يربيها؟
بالطبع للمزارع نصيب كبير، ومن الممكن أن يحقق له دخل سنوي هائل، فإن طن الحمأة يخرج منه ربع طن كربون أي 35 دولارًا، ما يعادل 1750 جنيه مصري، بينما يبيعه حاليا بـ1200 جنيه كسماد او وقود، وسيتم بيعه عن طريق موزعين الحمأة إلى محطات الائتمان الكربوني.

ما هي المقومات التي تحتاجها مصر لنسخ تلك التجربة؟
نحتاج في مصر جمع كل المخلفات العضوية التي تخرج من الصرف الصحي أو الحيوانات ومخلفات مصانع الأغذية التي تستخدم منتجات البساتين ( كمصانع السكر و العصائر و الخضروات المحفظة ..إلخ ) ، وكل تلك المواد عند حرقها تخرج ثاني أكسد الكربون وميثان، ما يزيد من تبعات الاحتباس الحراري.

سبق وقلت في بداية الحوار أن هناك فائدة مناخية.. اشرح لنا ذلك؟
بالتأكيد فإن حقن تلك المخلفات يمنع الاحتباس الحراري، ومن ثم بداية لتوفير مليار دولار على الأقل سنويًا، فضلا تجنب كارثة قادمة لمصر بعد 25 عامًا.
ما هي الكارثة؟
توقعات الخبراء تفيد بأن هناك ارتفاعًا مرتقبًا، بنسبة مقدرة 7.5 سنتيمترات، لمنسوب سطح البحر، خلال 25 سنة، جراء الاحتباس الحراري، حيث أن هناك تسارع بمعدلات التمدد الحراري وارتفاع مستوى سطح البحر المتوسط، تزامنا مع ارتفاع درجة حرارة الطبقات العليا لمياه البحر، بنحو 0.0041 درجة سنويًا، مما يسفر عن تمدد حراري علاوة على ذوبان الجليد في القطبين من شأنه رفع منسوب مستوى سطح البحر بمعدل 3 سم لكل 10 سنوات .
وبالتالي فإن الكارثة تكمن في غزو المياه لمسافة 7 كيلومترات في جميع المدن الساحلية خلال ال25 سنة القادمة .

ما هي المدن الأكثر تضررًا؟
الإسكندرية والدلتا ومحور القناة والساحل الشمالي، ستتعرض دمار مائي على مسافة 7 كيلومرتات، أي أن كل ما هو على مسافة 7 كيلومترات من البحر ستغمره مياه البحر.
وماذا عن مشروعات الطاقة المتجددة والتي منها الطاقة الشمسية؟
دون شك مشروعات الطاقة التي تنفذها مصر هامة جدً، خاصة أن الطاقة المتجددة لا تنتهي، ولا تحتاج إلى حرقها وإخراج كربون. وأي طاقة يتم حرقها من الوقود الأحفوري ينتج ثاني أكسد الكربون وميثان، ثم ينتجا غارات صوبة greenhouse gases، والتي تدخل حرارة من الشمس الي الأرض وتمنع خروجها مرة أخرى .
لماذا لم تنتشر الطاقة الشمسية في مصر بشكل كبير؟
لأن الدولة يجب عليها توطين صناعة الألواح الشمسية محليا و ابتكار طريقة أخرى غير بطاريات التخزين، التي تتغير كل عامين، لكنها مكلفة جدًا.

وكيف نجحت التجارب في دول أخرى؟
عن طريق تحويل المواطن إلى تاجر طاقة شمسية، حيث أصبح المواطنين لديهم ألواحًا شمسية وعلى أسطح منازلهم، ومن ثم يبيعون هذه الطاقة إلى شبكة الطاقة الحكومية مباشرا بدون الحاجة للتخزين مع العلم أن احتياج الدولة للطاقة أثناء النهار أكثر بكثير من احتياجها بالليل .
ولماذا لم يتم تطبيقه في مصر؟
في مصر قانون يسمح بشراء الطاقة المتجددة من أي مستثمر، عبر السماح بتركيب محطات الطاقة الشمسية وربطها بالشبكة القومية للكهرباء، ولكن ارتفاع سعر الدولار أثر على المشروع.
ماذا حدث بالضبط؟
إن ارتفاع سعر الدولار أعاق الاستثمار في الطاقة الشمسية، فمنذ سنوات عرض مستثمرون في الطاقة الشمسية رغبتهم في بيع الكيلووات بـ13 سنت، و قتما كان سعر الدولار 7 جنيهات ، أما الان فالسعر الحالي للدولار يصبح سعر الكليووات ساعة 6.5جنية و هو أكثر من السعر الذي تبيعه الحكومة للمواطن، حيث تبيع الكيلو لـ2.33 قرش.
ألم تعرض المشروع على رجل أعمال مصري؟
كان لي لقاء في 2016 جمعني برجل الأعمال الراحل ومالك شركة العربي، محمود العربي، و ناقشنا فكرة انتاج الالواح الشمسية والاستثمار في الطاقة الناتجة عنها لبيعها، ولكن في غياب عقد مباشر مع الحكومة يتضمن بند شراء تلك الطاقة، ولم يظهر المشروع للنور حتى الآن.

هل هناك طاقة أخرى غير الشمسية والرياح؟
نعم إنها الطاقة الثالثة التي لم نستغلها حتى الآن.
وما هي تلك الطاقة ثالثة؟
إنها الطاقة الجيوحرارية، وهي أحد أنواع الطاقة المتجددة، التي تقوم على استغلال الحرارة المُخزنة من باطن الأرض.
ما المناطق التي تحتوي على طاقة جيوحرارية بمصر؟
منطقة ساحل البحر الأحمر الشرقى ، والتي تمتاز بأن معدل زيادة درجة الحرارة في العمق عالية جدًا .
حيث أن درجة الحرارة في المتوسط بالعالم، تزيد تحت الأرض ، 1 درجة مئوية كل 100 متر عمق بينما درجة حرارة ساحل البحر الأحمر تزيد ب 3 أضعاف معدلات زيادة الحرارة الطبيعية، وبالتالي تعد من أعلى معدلات الانحدار الحراري مع العمق في العالم ، لأن البحر الأحمر عبارة عن شق في سطح الأرض، قريب من مركز الأرض الذي يحتوي على صخور منصهرة .

فما عوائدها على الكهرباء؟
أنا لو استطعت إطلاق مشروعات جيوحرارية في البحر الأحمر سيتم تغذية كهرباء مناطق محور القناة بالكامل.
فضلا عن أن هذه الطاقة تعتبر حرارة طبيعية عالية، تأتي من باطن الأرض، ويمكن استخدامها لتوليد الكهرباء أو للتدفئة. وتتميز الطاقة الجيوحرارية بأنها مستدامة ونظيفة، حيث أن مخلفاتها قليلة، مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.
السؤال هنا، هل الطاقة الجيوحرارية تنتج مخلفات؟
مخلفاتها صفر.
وهل تغني الطاقة النووية عن الطاقة المتجددة؟
الطاقة النووية لا تقل تكلفتها عن الطاقة الأحفورية المعتمدة على مشتقات النفط، نظرًا لتكاليف الدراسات الأولية ومعدلات الأمان، فضلا عن فاتورة النفايات المشعة.

وماذا عن النفط؟
النفط مخزون محدود و ينتج عند استخدامه غازات الاحتباس الحراري و بالتالي فإن المستقبل لن يعتمد على النفط.
في نهاية الحوار.. هل أنت مستعد لتطبيق مشروع الائتمان الكربوني؟
بالطبع، إذا تمت الموافقة على ذلك، في ظل سياسة القيادة العليا، تحت مظلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للحفاظ على المناخ والاستفادة بالطاقة المتجددة.

اقرأ المزيد
طاقة مجانية بدون فواتير، إليك أسعار الألواح الشمسية
من أشرعة الفراعنة إلى توربينات الزعفرانة، قصة الرياح التي أنارت العالم
تعرف على أكبر 9 دول منتجة للألواح الشمسية عالميًا (انفوجراف)
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
وزير الدفاع يلتقي نظيره الإندونيسي لتعزيز التعاون العسكري
12 يوليو 2025 06:43 م
الصحة: توفير كواشف فحص الـ«كوانتيفيرون» بـ7 مستشفيات للأمراض الصدرية
12 يوليو 2025 06:05 م
"الشعب الجمهوري" يستعرض إنجازات "أبو هشيمة" في بني سويف خلال 5 سنوات
12 يوليو 2025 05:22 م
أكثر الكلمات انتشاراً