عصر جديد في الشرق الأوسط، من "مخازن نفط" إلى قادة للطاقة النظيفة
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 08:15 م

محطة الضبعة النووية
تحليل/ ميرنا البكري
لم تعد المنطقة العربية مجرد "مخزن نفط" للعالم. الآن مصر، السعودية، والإمارات دخلوا سباق جديد من نوعه، سباق التحول الطاقي. وذلك ليس سباق "من يمتلك نفط أكثر"، بل سباق "من سيقود ثورة الطاقة النظيفة".
من محطة الضبعة النووية في مصر، لمحطة براكة في الإمارات، لمشروع الهيدروجين الأخضر العملاق في نيوم بالسعودية، هناك تغيير ضخم يحدث، والمفاجأة أن هذا التغيير اقتصاديًا مش بس بيكسب، ده كمان بيغير قواعد اللعبة في المنطقة والعالم.

الضبعة، من حلم نووي لقاطرة تنموية
يعتبر اتفاق مصر وروسيا الأخير على البروتوكول المكمل لإنشاء وتشغيل محطة الضبعة النووية، ليس "تحديث إداري"، بل خطوة استراتيجية تؤكد أن المشروع يتم تنفيذه في مساره الصحيح، ويتحول من مجرد مشروع كهرباء لمشروع سيادي ضخم.
اقتصاديًا، محطة الضبعة في ماذا تساهم؟
تضيف 4800 ميجاوات من الكهرباء، أي تقريبًا 10% من إجمالي إنتاج مصر الحالي.
كما ستقلل الاعتماد على الغاز والوقود الأحفوري، وهذا يعني توفير مليارات الدولارات كانت تذهب في استيراد وقود أو حتى حرقه محليًا، كما ستفتح المجال لتدريب كوادر مصرية في التكنولوجيا النووية، وهذا رأس مال بشري جديد، كما تجعل مصر لاعب محوري في سوق الطاقة الإقليمي، خاصةً في ظل أزمة الطاقة العالمية.
من المتوقع بدء تشغيل المفاعلات خلال السنوات المقبلة، وقد نرى طفرة في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة في مصر، مثل الألومنيوم والأسمدة والهيدروجين الأخضر.
السعودية والإمارات، حينما يقرر الخليج اللعب في دوري مختلف تمامًا
لم يعد الخليج معتمد على النفط، وخاصةً السعودية والإمارات قرروا اللعب على كل جبهات الطاقة، وتسعى السعودية لتصبح مُنتج شامل للطاقة، فتعمل المملكة على مشاريع عملاقة في مجال الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأيضًا لديها مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم، الذي يستهدف يكون الأكبر في العالم بإنتاج يصل لأكثر من مليون طن في السنة. غير كده، كما تستثمر المملكة في تكنولوجيا التقاط الكربون وتحسين كفاءة الطاقة، ويقللون البصمة الكربونية، وكل ذلك يتم دون التضحية بعائدات النفط، في خطة محسوبة بجد.
ومن المتوقع أن تنفذ السعودية رؤيتها الطاقية بالكامل، قد نراها أكبر مصدر للهيدروجين الأخضر في العالم بحلول 2035، وستصبح لاعب عالمي في سوق الطاقة منخفضة الكربون.
الإمارات، أول سيارة بـ"كهرباء نووية"
تغطي محطة براكة النووية 25% من احتياج الدولة للكهرباء، وتتعاون مع أمريكا في تكنولوجيا نووية متقدمة مثل "ناتريوم" التي تعتمد على الصوديوم بدلًا من المياه، وهذا ثورة في الأمان والكفاءة.
لا تقف الإمارات عند براكة، بل تسعى للمنافسة على تصدير التكنولوجيا النووية، خاصةً لأفريقيا وآسيا، وقد تكون من الدول الرائدة في بناء مفاعلات نووية صغيرة متنقلة في العقود المقبلة.
خريطة طاقة جديدة، ليس مجرد أنابيب وبترول
ما يحدث حاليًا ليس تحديث بسيط في أدوات الطاقة، بل إعادة رسم للخريطة الجيوسياسية بالكامل، في الماضي، من كان يملك النفط، كان يملك النفوذ.
أما اليوم، فالقوة أصبحت لمن يمتلك الهيدروجين، والطاقة النووية، والتكنولوجيا الخضراء... هو من سيقود المشهد العالمي.
وهذا يعني أن دول مثل مصر والسعودية والإمارات لن يكونوا بس مصدرين طاقة، بل قادة في وضع المعايير الجديدة للطاقة، وقد نرى تحالفات جديدة، مثل ممرات للهيدروجين بين الشرق الأوسط وأوروبا، وستتحول منطقة الخليج لـ"سوق للطاقة النظيفة" وليس سوق للنفط فقط.
اقرأ أيضًا:
تفاصيل توقيع العقد المكمل لتشغيل مفاعل الضبعة النووي
مباحثات مصرية ـ روسية بشأن محطة الضبعة النووية

نتائج اقتصادية رئيسية من المشهد الحالي
1. ستغير محطة الضبعة النووية توازن الطاقة في مصر وتفتح المجال لصناعات جديدة.
2. السعودية داخلة بقوة في سوق الهيدروجين الأخضر، وممكن تبقى المصدر الأول عالميًا خلال 10 سنين.
3. الإمارات بقت أول دولة عربية عندها محطة نووية شغالة، وبتطمح تصدر التكنولوجيا دي.
4. التحول للطاقة النظيفة بيغير الخريطة الجيوسياسية، ومصر والخليج بقوا في مركزها مش على الهامش.
5. أصبح تمويل الطاقة النظيفة جاذب لاستثمارات ضخمة، وينعش قطاعات مثل الإنشاءات، الهندسة، واللوجستيات.
ختامًا، ما قامت به مصر من توقيع اتفاق مع روسيا، وما تنفذه السعودية والإمارات من استراتيجيات، ليس خطوات عشوائية، بل تخطيط استباقي مدروس لمستقبل الطاقة.
فالدول التي تستثمر اليوم في الطاقة النظيفة، والطاقة النووية، والهيدروجين، هي التي ستمتلك غدًا مفاتيح الاقتصاد العالمي الجديد. وكما كان النفط في الماضي سلاحًا استراتيجيًا، أصبحت الطاقة النظيفة اليوم سلاح المستقبل.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الشرق الأسيوي يعيد تشكيل تحالفاته، فيتنام في قلب الصراع الامريكي الصيني
08 يوليو 2025 02:53 م
ترقب لـ«قرار المركزي» المقبل تثبيت أم خفض جديد؟
08 يوليو 2025 08:36 ص
ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن
07 يوليو 2025 04:08 م

أكثر الكلمات انتشاراً