الثلاثاء، 08 يوليو 2025

09:12 م

قمة «بريكس»، الجنوب يتحد ضد الحمائية الخضراء وتهديدات ترامب

الثلاثاء، 08 يوليو 2025 04:38 م

ترامب ضد تكتل البريكس

ترامب ضد تكتل البريكس

تحليل/ ميرنا البكري

لم تكن قمة البريكس في ريو دي جانيرو مجرد اجتماعات بروتوكولية أو جلسات تصوير، بل كانت بمثابة "كلمة حق"  في وجه السياسات الغربية، خاصةً التي تتاجر بالمناخ.

حيث وجه القادة من البرازيل، الهند، جنوب أفريقيا، الصين، وروسيا (ومعهم المنضمين الجدد مثل مصر) رسالة صريحة: “لسنا من دمرنا الكوكب، لكننا مسؤولون عن إصلاحه، ويجب أن يتحمل الجميع التكلفة”، لكن بعيدًا عن الشعارات"، وهنا، كشفت قمة بريكس خطوط اقتصادية جديدة قادمة بقوة.

مجلة روزاليوسف | عالم ترامب الموازى ترامب يشعل «حرب التجارة العالمية» الأولى
رسوم ترامب

 “رسوم ترامب”، سلاح قديم في معركة جديدة

بمجرد ما انتقد لولا السياسات الانعزالية، وخاصةً "الإنكار المناخي"، رد ترامب بعصبيته المعهودة ولوح برسوم جمركية 10% على دول بريكس. وهذا ليس تصعيدًا سياسيًا فقط، بل تهديد صريح لسلاسل التوريد العالمية، خاصةً في مجالات الطاقة والمعادن التي تعتمد عليها أمريكا من الجنوب.

وإذا نفذ ترامب تهديداته، سيواجه العالم موجة جديدة من الحروب التجارية الخضراء، لكن هذه المرة، الكباش لن يكون  على البضائع فقط، إنما على المعايير البيئية.

بريكس تواجه “الحمائية الخضراء”، تمويل عادل للتحول المناخي أم حماية للأسواق؟

لم تكن بريكس تتسول مساعدات، بالعكس، طالبت بحقها في تمويل الانتقال المناخي، خاصةً أن دول مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا ستدفع ثمن غالي لكي تتحول لطاقة نظيفة، وقالها البيان الختامي صراحةً: "لن نترك النفط بين يوم وليلة، لأنه لايزال مهم لاقتصاداتنا".

هناك إدراك كامل من الجنوب ان التحول الأخضر يتطلب تمويلًا وعدالة، وليس شعارات فقط. والدول الغنية، خاصةً الاتحاد الأوروبي، تستغل المعايير البيئية كوسيلة لحماية أسواقها، وذلك يُعرف في علم الاقتصاد بـ"الحمائية الخضراء".

 

صندوق الغابات، تمويل أم فخ جديد؟

من أبرز النتائج التي خرجت بها القمة هو دعم البريكس لفكرة البرازيل، بإنشاء "مرفق الغابات المدارية للأبد"، وذلك نوع من صناديق التمويل المستدام، يهدف إلى حماية الغابات مثل الأمازون من الاستثمار الجائر.

ويعني هذا اقتصاديًا، أن الدول النامية لا تدافع فقط، بل تقترح حلول عملية تمويلية، وتضع نفسها كمحور في سوق الكربون العالمي، الذي يُتوقع يتجاوز حجمه 250 مليار دولار خلال 5 سنوات.

 

ضرائب الكربون الأوروبية، بيئة أم بيزنس؟

وجهت البريكس اتهامات صريحة لأوروبا باستخدام ضرائب الكربون، وقوانين إزالة الغابات كأدوات تمييز تجاري. وذلك يعكس حالة احتقان اقتصادي متصاعد، لأن هذه السياسات فعليًا ترفع تكلفة صادرات الجنوب للأسواق الأوروبية.

وإذا لم يحدث توافق في مفاوضات المناخ القادمة (قمة COP30 التي تستضيفها  البرازيل)، سيتشكل محور من دول الجنوب يفرض معايير بيئية خاصة به، ويخلق أسواقصا بديلة لتمويل المناخ دون تدخلات غربية.

اقرأ أيضًا:

ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن

كيف تواجه
 ضرائب الكربون الأوروبية

نموذج جديد للتنمية، من الجنوب للعالم

الرئيس البرازيلي لولا قالها: "الجنوب العالمي على استعداد ليقود نموذج تنموي جديد دون تكرار أخطاء الشمال". وذلك ليس كلام بسيط، بل يشير إلى تحول استراتيجي في تفكير الاقتصادات النامية، من متلقية للمساعدات، لقائدة لرؤية جديدة.

مما يؤثر على تدفقات الاستثمار الأخضر، تحالفات التمويل الدولي، وحتى إعادة تشكيل "بنك التنمية الجديد" الخاص بدول بريكس. 

أهم النتائج الاقتصادية من قمة بريكس

1. قد تشعل تهديدات ترامب التجارية موجة رسوم جديدة وتضغط على التجارة العالمية.

2. مطالبات الجنوب بالتمويل الأخضر تأخذ طابعًا أكثر جرأة، وقد تؤدي لإعادة تشكيل منظومة التمويل المناخي الدولي.

3. يعتبر صندوق الغابات المدارية بداية لشبكة تمويل بديلة بقيادة الجنوب.

4. قد يفجر اتهام السياسات الأوروبية بالتمييز أزمة دبلوماسية وتجارية في قمة المناخ المقبلة.

5. ظهور خطاب جنوبي جديد أكثر استقلالًا وثقة، يهدد بنهاية الهيمنة الغربية على مفاوضات البيئة العالمية.

ختامًا، لم تكن قمة ريو ردًا على سياسات ترامب، بل كانت إعلان نوايا واضح أن الجنوب لن يظل في الخلفية. سواء في المناخ، أو التجارة، أو تمويل التنمية، فأصبحت بريكس تتحدث بلغة المصالح، وترسم ملامح مستقبل مختلف للعالم، يكون به التوازن ليس خيارًا، بل ضرورة اقتصادية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
search