حريق سنترال رمسيس يشعل إنذارًا في قلب الاقتصاد الرقمي المصري
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 01:38 ص

حريق مبنى سنترال رمسيس
في لحظة غير متوقعة، اندلع حريق هائل في مبنى سنترال رمسيس التاريخي، أحد أهم مراكز الاتصالات في مصر، لتدخل القاهرة في حالة طوارئ رقمية.

النيران التي اشتعلت في الطابق السابع من المبنى العريق لم تلتهم فقط أجهزة الاتصالات، بل هزت أيضًا استقرار خدمات الإنترنت، المكالمات الهاتفية، والتطبيقات المالية في قلب العاصمة.
هذا الحريق، الذي وصفه شهود عيان بأنه واحد من أعنف الحرائق التي شهدتها القاهرة خلال الأعوام الأخيرة، لم يخلف ضحايا بشرية بقدر ما أظهر هشاشة البنية التحتية التكنولوجية للدولة.
نقطة ضعف في قلب الاقتصاد الرقمي
سنترال رمسيس ليس مبنى عاديًا، بل هو بمثابة الشريان الرقمي الذي يمر عبره نحو 40% من حركة الاتصالات في مصر، ويخدم المبنى عددًا هائلًا من المؤسسات المصرفية، الحكومية، وشركات التكنولوجيا، ما جعله مركزًا حيويًا لأي عملية رقمية في البلاد.
تعطل هذا السنترال لساعات معدودة أحدث ارتباكًا واسع النطاق، من تأثر خدمات البنوك والمحافظ الإلكترونية، إلى توقف بعض خدمات الدفع مثل "إنستاباي" و"فوري"، وأزمات في تحويل الأموال وسحبها من ماكينات الصراف الآلي، كل ذلك حدث في غضون ساعات، كاشفًا هشاشة البنية التحتية الرقمية واعتمادها الكثيف على نقطة محورية واحدة.

خسائر بالملايين.. الدقيقة تُكلف
رغم غياب تقديرات رسمية حتى اللحظة، إلا أن مؤشرات الخسائر الاقتصادية غير المباشرة تتصاعد، قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يدر على الدولة أكثر من 5.2 مليار دولار سنويًا، أي ما يعادل حوالي 14 مليون دولار يوميًا.
بالتالي، فإن كل دقيقة تعطل في مركز رئيسي مثل سنترال رمسيس، تمثل خسارة فعلية في عوائد الدولة، وفرصة ضائعة للاستثمار أو التعاملات الرقمية.
الخطر الأكبر يكمن في قطاع العبور الدولي للبيانات، الذي يجلب لمصر نحو 200 مليون دولار سنويًا كعوائد عبور من شركات عالمية، وأي اهتزاز في الثقة بموثوقية الشبكة المصرية قد يدفع بعض هذه الشركات لإعادة النظر في اعتمادها على مصر كممر رقمي رئيسي.
اقرأ أيضًا:
خبير تكنولوجي يكشف لـ«إيجي إن» الخدمات التي تضررت بسبب حريق سنترال رمسيس
شبكة لا تحتمل مفاجآت
الحريق الذي اندلع بسبب ماس كهربائي وفقًا للتحقيقات الأولية كشف عن ضعف في منظومة توزيع الخدمات، الاعتماد على مبنى واحد كمركز بيانات وربط اتصالات دون وجود مراكز بديلة فعالة، يعتبر مخاطرة فنية لا تتناسب مع طموحات دولة تطمح إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
الاستجابة الطارئة بنقل حركة الإنترنت إلى سنترال الروضة كانت خطوة إنقاذية، لكنها غير كافية كخطة طويلة الأجل، والمطلوب الآن هو إعادة هيكلة منظومة الاتصالات بالكامل، وتوسيع الشبكات الاحتياطية، وتحسين كفاءة مسارات الربط البديلة لتفادي تكرار السيناريو نفسه في المستقبل.

ثقة المستثمرين على المحك
في الوقت الذي تسعى فيه مصر لجذب استثمارات ضخمة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تأتي هذه الحادثة كتحذير واضح، الثقة في استقرار الشبكة هي أحد العوامل الأساسية التي ينظر إليها المستثمرون قبل ضخ أموالهم، خاصة في قطاعات مثل البنوك الرقمية، خدمات الحوسبة السحابية، ومراكز البيانات.
أي تذبذب في جودة البنية التحتية قد يُنظر إليه كعلامة حمراء، ما يؤثر على تصنيفات مصر كمركز إقليمي للاتصالات والتكنولوجيا.
اقرأ أيضًا:
للمرة الثالثة، الحماية المدنية تحاول السيطرة على حريق سنترال رمسيس
البرلمان يدخل على الخط ومطالب بتحديث السنترالات
دخل البرلمان على خط الأزمة سريعًا، كشف الحريق هشاشة الوضع ووجود ضعف حقيقي في البنية التحتية، وضرورة المطالبة بإجراء مراجعة شاملة لمراكز الاتصالات القديمة وعلى رأسها سنترال رمسيس الذي يعود بناؤه لعام 1927.
بدوي أشار إلى ضرورة تحديث أنظمة التبريد، الحماية من الحرائق، والبنية الكهربائية داخل مثل هذه المنشآت الحساسة، حتى لا يتحول أي خلل بسيط إلى كارثة وطنية.

رقمنة بلا أمان تعني خطورة دائمة
حريق سنترال رمسيس لم يكن مجرد حادث عرضي، بل ناقوس خطر على أبواب التحول الرقمي. فمن غير المقبول أن تعتمد دولة كاملة على نقطة واحدة دون بدائل مؤمنة.
الرسالة الأهم التي خرج بها الشارع المصري والدوائر الاقتصادية من هذا الحادث: لا يمكن بناء اقتصاد رقمي متماسك دون بنية تحتية آمنة، موزعة، ومحمية بأحدث تقنيات الصيانة والاستشعار المبكر.
فهل تتجه الحكومة نحو إصلاح جذري؟ أم يكون هذا الحريق مجرد حلقة في سلسلة من التحذيرات المؤلمة؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ترامب يهدد العالم بالرسوم الجمركية، والاقتصاد العالمي على صفيح ساخن
07 يوليو 2025 04:08 م
مركز المعلومات: 2 مليار جنيه مساهمات القطاع المصرفى المصرى بالمسؤولية الاجتماعية
07 يوليو 2025 03:32 م
بعد إقرار قانون الإيجار القديم، كم سيدفع المستأجرون خلال الـ 7 سنوات؟
06 يوليو 2025 05:08 م

أكثر الكلمات انتشاراً