الثلاثاء، 08 يوليو 2025

10:39 ص

أيقونة الاتصالات المصرية، حريق سنترال رمسيس يربك المنظومة الرقمية

الإثنين، 07 يوليو 2025 11:10 م

حريق سنترال رمسيس

حريق سنترال رمسيس

في لحظة فارقة، شب حريق هائل منذ ساعات، داخل سنترال رمسيس، وسط القاهرة، أحد أهم الأعمدة البنيوية لشبكة الاتصالات والإنترنت في مصر، ما تسبب في ارتباك واسع النطاق، في مختلف الخدمات الرقمية والاتصالية، وفتح الباب أمام تساؤلات حرجة حول مدى تأمين البنية التحتية التكنولوجية للدولة.

سنترال رمسيس

مركزية حرجة في اقتصاد يتجه نحو الرقمنة

سنترال رمسيس ليس مبنًا إداريًا تقليديًا، بل هو ما يمكن وصفه بالقلب الرقمي لشبكة الاتصالات الوطنية، إذ تمر عبره ما يقدر بـ40% من حركة الاتصالات المحلية والدولية. 

وتعتمد عليه شركات الاتصالات الكبرى في الربط البيني ونقل البيانات، بما في ذلك المصرية للاتصالات وي، وفودافون، وأورنج، واتصالات إي آند مصر.

وهذا يعني ببساطة أن أي عطل في السنترال لا يؤثر فقط على جودة الخدمة، بل يُربك سلسلة كاملة من القطاعات التي تعتمد على الاتصال الفوري، من البنوك إلى منصات التجارة الإلكترونية، ومن المؤسسات الحكومية إلى الشركات الناشئة.

اقرأ أيضًا:

"ماس كهربائي"، أسباب اندلاع حريق بمبنى سنترال رمسيس بشارع الجمهورية

خسائر مالية محتملة

رغم عدم صدور تقديرات رسمية بعد، فإن الخسائر الاقتصادية غير المباشرة للحريق قد تكون فادحة، خصوصًا مع توقف أو بطء خدمات الإنترنت والهواتف في محافظتي القاهرة والجيزة. 

في بلد يسجل أكثر من 5.2 مليار دولار سنويًا كعوائد لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (بيانات وزارة الاتصالات لعام 2023)، فإن كل دقيقة توقف لها ثمن.

كذلك، لا يُمكن تجاهل الأثر على قطاع العبور الدولي للبيانات، والذي يمثل مصدرًا استراتيجيًا للعملة الأجنبية، ويحقق أكثر من 200 مليون دولار سنويًا. 

أي خلل في استقرار الخدمة قد يدفع بعض الشركات الدولية لمراجعة مدى اعتمادها على الشبكة المصرية كمسار عبور رئيسي، وبالنظر إلى:

  • تأثر عمليات الدفع الإلكتروني والمحافظ الذكية.
  • تعطل الخدمات البنكية والتجارية المعتمدة على الإنترنت.
  • توقف مراكز الاتصالات وخدمات الدعم الفني لكبرى الشركات.
  • خسائر في ثقة العملاء والمستثمرين في البنية التحتية الرقمية.

الخسارة فعلا مروعة، وفي وقت تسعى فيه الدولة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، تعتبر هذه الحوادث رسالة تحذيرية، قد تُفقدنا بعض الزخم الذي تحقق في السنوات الأخيرة.

حريق سنترال رمسيس

 

البنية التحتية في حالة توازن

سنترال رمسيس، الذي تم افتتاحه منذ عام 1927، لم يكن فقط أقدم السنترالات في مصر، بل تحول على مدار العقود إلى شريان رئيسي يربط القاهرة الكبرى بكافة المحافظات، بل وبالشبكات الدولية، لكن حادث اليوم يطرح سؤالًا جوهريًا: هل ما زالت البنية التحتية الرقمية في مصر تعتمد على مراكز تمركز أحادية معرضة للانهيار الكلي؟

وفي هذا السياق، تبدو الحاجة ملحة لإعادة هيكلة خريطة السنترالات والمقاسم، وتطبيق سياسات النسخ الاحتياطي الجغرافي Geo-Redundancy لتوزيع المخاطر وضمان استمرارية الخدمة في حالة الطوارئ.

اقرأ أيضًا:

تعطل الاتصال بالخط الساخن للإسعاف بعد حريق سنترال رمسيس

 

الحاجة إلى إعادة هيكلة استراتيجية

الحدث يُعيد طرح سؤال هام على صناع القرار، هل لا يزال من المنطقي أن تتركز كل هذه الأعباء الحيوية في موقع واحد؟ في زمن السحابة واللامركزية، يبدو الاعتماد على سنترال واحد مهما كان متقدمًا مخاطرة لا تتماشى مع متطلبات الأمن الرقمي والمرونة التشغيلية، ومن هذا المنطلق، يجب إعادة تقييم بنية مراكز البيانات في مصر، عبر:

  • توزيع الأحمال الرقمية على عدة مراكز بيانات احتياطية في الأقاليم.
  • توسيع الاستثمار في مراكز البيانات من الفئة الثالثة والرابعة (Tier 3 & 4) لضمان الاستمرارية حتى في ظل الكوارث.
  • تعزيز التعاون مع القطاع الخاص لبناء بنية تحتية أكثر مرونة وتوزيعًا.
حريق سنترال رمسيس

البعد الأمني والاقتصادي.. تشابك حساس

أعاد الحريق التأكيد على البُعد الأمني للبنية الرقمية، فسنترال رمسيس لا يخدم فقط المستخدمين الأفراد، بل يربط بين مؤسسات سيادية وحكومية، ويستضيف قواعد بيانات استراتيجية، أي خلل هنا قد يتجاوز التأثير الاقتصادي، ليصل إلى تهديد مباشر لأمن المعلومات وحركة الاتصالات الحرجة.

في المقابل، فإن سرعة استجابة فرق الإطفاء والأجهزة الأمنية تُظهر إدراك الدولة لحجم المخاطر المرتبطة بهذا النوع من المنشآت، لكن ذلك لا يُغني عن الحاجة إلى وقاية هيكلية تتجاوز رد الفعل المؤقت.

اقرأ أيضًا:

موعد عودة خدمات الـ ATM بعد تعطلها بسبب حريق سنترال رمسيس، مصادر تكشف

الطريق إلى التحول الآمن

حريق سنترال رمسيس هو حادث مؤسف، لكنه يحمل دروسًا جوهرية، إنه ليس فقط اختبارًا لكفاءة الاستجابة، بل أيضًا فرصة نادرة لإعادة التفكير في الهيكل الاقتصادي الرقمي لمصر، واستباق التهديدات بوسائل تقنية وتنظيمية جديدة.

وفيما تسعى الدولة إلى توسيع التحول الرقمي في كافة القطاعات، فإن اللامركزية، والأمن السيبراني، والتوزيع الجغرافي للبنية التحتية، يجب أن تتحول من شعارات إلى أولويات تنفيذية، لضمان ألا تتوقف عجلة الاقتصاد الرقمي لحظة أخرى بفعل حريق أو عطل مفاجئ.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search