"ميتافرس سول"، مدينة تتخطى الزمن والمكان نحو اقتصاد افتراضي ذكي

الإثنين، 07 يوليو 2025 09:05 م

الميتافرس

عندما أعلنت العاصمة الكورية الجنوبية سول في عام 2021 عزمها دخول عالم الميتافرس، بدا الأمر في حينه كخطوة جريئة من مدينة تُعرف بالفعل بريادتها التكنولوجية، واليوم، وبعد مرور أربع سنوات على إطلاق المشروع، يكتسب “ميتافرس سول” ملامح أكثر نضجًا، تتجاوز طموحات العرض الرقمي، إلى خلق اقتصاد افتراضي موازي متكامل.

ميتافرس كخدمة مدنية واقتصادية

الرهان الأساسي في مشروع ميتافرس سول، هو إعادة تعريف العلاقة بين المواطن والحكومة، فبدلًا من زيارة البلدية لقضاء المعاملات، بات بإمكان المواطنين مقابلة المسؤولين بصورتهم الرمزية Avatar داخل فضاء افتراضي، ولا يقتصر المشروع على الخدمات المدنية، بل يمتد إلى محاكاة التعليم، والتخطيط الحضري، والاستشارات العقارية، وحتى الإقرارات الضريبية في بيئة ثلاثية الأبعاد.

واقتصاديًا، يُترجم هذا التحول إلى تقليص التكاليف الإدارية، وزيادة الكفاءة، وتعزيز المشاركة المجتمعية، خصوصًا في قطاعات مثل التعليم، حيث يساهم الميتافرس في سد الفجوة بين المعلمين والطلاب، وتجاوز حواجز الحرج والخجل، بما يعزز الإنتاجية التربوية على المدى الطويل.

إزاي تعيش حياة في عالم آخر.. الواقع الافتراضي (فيديو)

منظومة شاملة تدعم الابتكار والاستثمار

والمنصة التي أنفقت سول عليها ما يقرب من 3 مليارات دولار، لا تقتصر على تحسين تجربة المواطن، بل تفتح الباب أيضًا أمام اقتصاد رقمي جديد، ويٌتاح عبر بوابة خدمات الأعمال، للشركات الناشئة تقديم ابتكاراتها مباشرة لجمهور رقمي واسع، وهو ما يمكن أن يختصر مراحل تجربة السوق، ويخفض التكاليف التشغيلية.

وتخطط سول كذلك لاحتضان 220 شركة متخصصة في تقنيات الميتافرس، ورعاية 40 ألف مهني بحلول 2026، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لتحويل الميتافرس إلى رافعة اقتصادية.

إضافة إلى ذلك، فإن خدمات مثل S-Map وAnsimi App، لا تُعد فقط حلولًا أمنية مبتكرة، بل تفتح الباب أمام سوق جديدة لتطبيقات المدن الذكية، ما يعزز الجاذبية الاستثمارية لسول، بصفتها بيئة اختبار عالمية لحلول الحوكمة الذكية.

السياحة الافتراضية تتجاوز الحدود الجغرافية

واحدة من أكثر الأفكار طموحًا في ميتافرس سول، هي تحويل المهرجانات التاريخية والثقافية، مثل مهرجان الفوانيس، إلى تجارب رقمية يمكن للجمهور حول العالم حضورها، ما يعني أن سول لا تروج فقط للسياحة التقليدية، بل تؤسس لقطاع جديد تمامًا، ألا وهو السياحة الافتراضية.

وهذه الخطوة قد تغير معادلات قطاع السياحة بالكامل، إذ يمكن للمدن الأخرى أن تتبنى التجربة لتسويق معالمها دون الاعتماد على البنية التحتية المادية، كما أنها توفر مصادر دخل جديدة مرتبطة بالخدمات الرقمية، والإعلانات، والتجارب المدفوعة في بيئة الميتافرس.

ميتا تخطط لإنفاق 100 مليار دولار في تقنيات الواقع الافتراضي

اقتصاد جديد.. بحدود غير مرئية

وإذا سارت الخطة كما هو مرسوم لها، فإن سول ستصبح أول مدينة في العالم تدمج الميتافرس، ضمن بنيتها التحتية الأساسية، ونحن أمام اقتصاد موازي قد يتجاوز الواقع، يعتمد على العملات الرقمية، والأصول الافتراضية، وفرص العمل داخل الفضاءات الثلاثية الأبعاد.

ورغم أن المشروع لا يزال في مراحله المبكرة، إلا أن التجربة الكورية تقدم نموذجًا جريئًا لما يمكن أن يكون عليه اقتصاد المدن الذكية خلال العقد المقبل، فالمسألة لم تعد تتعلق فقط بالخدمات أو الترفيه، بل بنقل مركز الثقل الاقتصادي والاجتماعي، نحو بيئة لا تحدها الجغرافيا ولا الزمن.

الميتافرس ليس رفاهية بل ضرورة إستراتيجية

مع استثمار أكثر من 5.2 ملايين دولار إضافية في تقنيات الميتافرس، تُدرك سول أن الريادة في هذا المجال، لا تأتي من التبني الرمزي، بل من بناء منظومة متكاملة تدعم التحول الرقمي من الجذور، وبينما تُعاني مدن كثيرة حول العالم من فجوة رقمية متزايدة، تُعيد سول رسم دور المدينة الحديثة كمحرك للابتكار، والتواصل، والنمو المستدام.

إن ميتافرس سول ليس فقط خدمة ترفيهية ولا استعراضًا تكنولوجيًا، بل هو تصميم على أن تكون المدن أكثر إنسانية من خلال الرقمنة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.