من دعم متبادل إلى تهديدات علنية، سيناريوهات الصراع بين ترامب وماسك
الأربعاء، 02 يوليو 2025 12:52 م

ترامب وماسك
تحليل/ ميرنا البكري
في عالم المال والسياسة، من يبدأ بدردشة على السوشيال ميديا، قد ينتهي به الأمر بخسارة مليارات في وول ستريت، ومنذ عدة سنوات كنا نشاهد ترامب وماسك يتبادلون كلمات الدعم أما الآن، فنراهم يتبادلون الضربات، وهذه ليست مجرد مشادة بين مليارديرات، أو لحظة انفعال على تويتر، أو تروث سوشيال، بل مواجهة بين اتجاهين اقتصاديين يحددوا مستقبل أمريكا. والسؤال الهام، هل تدعم الحكومة الابتكار حتى لو كانت تخسر؟ أم هل من الأفضل شد الحزام وترك السوق يعمل بمفرده؟
من دعم متبادل لمعركة مفتوحة
في بداية 2024، كانت العلاقة بين دونالد ترمب وإيلون ماسك أقرب لتحالف مصالح، حيث قدم ماسك دعماً لترامب بقيمة ربع مليار دولار في حملته الانتخابية، كما أن ترامب كان يشيد بماسك كرمز للابتكار الأمريكي.
لكن عام 2025 جاء بالعاصفة، تحول الخلاف بينهما من خلاف سياسي، لـمعركة علنية مالية وسياسية، وهذه ضربة كبيرة ليس لماسك فقط، لكن لسوق التكنولوجيا والاستثمار في أمريكا كلها.
ضربة البداية، ترامب يهدد الدعم الفيدرالي
في بداية يوليو 2025، نشر ترمب منشور ناري على "تروث سوشيال"، وقال فيه إن: “إيلون ماسك اعتمد على الدعم الحكومي، ومن غير المنطقي أن نصرف مليارات على سيارات كهربائية وأقمار صناعية”.
وذلك ليس تهديد بسيط، بل تهديد بإعادة فتح كل ملفات الدعم الفيدرالي لشركات ماسك، من تسلا لـسبيس إكس لستارلينك.
الصدمة الفورية، تسلا تنهار في البورصة
بمجرد أن قرأ الناس تهديد ترامب، السوق قال كلمته، حيث خسر سهم تسلا أكثر من 57 مليار دولار من قيمته السوقية في يوم واحد، وخسر ماسك شخصيًا 12.1 مليار دولار من ثروته في نفس الليلة.
مما رفع خسائره الإجمالية في 2025 لـ 82 مليار دولار، وأصبحت ثروته 351 مليار دولار (مازال أغنى واحد في العالم، لكن الفجوة بدأت تتقلص)؛ لأن تسلا هي الشركة الوحيدة لماسك المدرجة في البورصة، وأي هزة سياسية أو دعم سلبي تؤثر عليها مباشرة.
سبيس إكس وناسا في قلب الخطر
لم تقتصر التهديدات عند تسلا فقط، بل أشار ترامب أيضًا إلى إمكانية تراجع عقود ماسك مع وكالة ناسا، وبالتالي يهددسبيس إكس، التي قيمتها أكثر من 300 مليار دولار، وستارلينك، التي يراهن ماسك بها على مستقبل الإنترنت العالمي.
وإذا قلصت الحكومة الفيدرالية التمويل أو عطلت العقود، ذلك قد يعيق نمو مشاريع فضاء ضخمة، من الرحلات المأهولة للمريخ، لتوصيل الإنترنت لأماكن محرومة في العالم.
ماسك يهاجم تعهدات خفض الديون ويهدد بإنفاق آخر دولار له
لم يقف ماسك صامتًا، وكتب على "إكس" (تويتر سابقًا): "الذين تعهدوا بتقليص الديون ثم وافقوا على أكبر مشروع ديون في التاريخ، يجب عليهم أن يشعروا بالخجل من أنفسهم".
كما أضاف أنه مستعد لاستخدام آخر دولار لديه لكي يمنع الجمهوريين الموالين لترامب من النجاح في الانتخابات التمهيدية، وهنا بدأ انفجار سياسي داخل الحزب الجمهوري نفسه، بين مؤيدي ترامب وماسك.
اقرأ أيضًا:
خلاف علني جديد، ترامب يُهدد إيلون ماسك بترحيله خارج الولايات المتحدة
دعم تسلا على المحك، هل ينجح ترامب في إيقاف قطار الطاقة النظيفة؟

تأثير سياسي اقتصادي مزدوج
بدأ المستثمرون يشعرون بتوتر بشأن مستقبل الحوافز الخضراء، خاصةً في ظل التخفيضات المحتملة في ائتمانات السيارات الكهربائية التي قد تؤدي لفقدان مئات آلاف الوظائف، وفي الفترة الاخيرة زاد الضغط على قطاع التكنولوجيا النظيفة زاد، رغم أنه يمثل مستقبل الصناعة الأمريكية.
أصبح ماسك لاعب سياسي بنفس تأثير المليارديرات الكبار مثل جورج سوروس، والجمهوريين دخلوا حالة انقسام داخلي تهدد تماسك حملتهم الانتخابية في 2026.
بين التهدئة والتصعيد، سيناريوهات الأزمة بين ماسك وترامب
السيناريوهات المحتملة للأزمة الحالية متعددة. الأول هو تهدئة مشروطة، أي قد يتدخل طرف ثالث مثل الحزب الجمهوري نفسه أو جهات اقتصادية أخرى، ويضغطوا على الطرفين، أما السيناريو الثاني فهو تصعيد شامل، أي ترامب فعلاً يوقف دعم شركات ماسك، والكونجرس يدخل في صراع سياسي واقتصادي، وبذلك سيتضرر القطاع التكنولوجي، أما السيناريو الثالث فهو إعادة التموضع، أي قد يبدأ ماسك بتوجيه استثماراته للخارج أو حتى ينقل مركز عمله خارج أمريكا، ورغم أنه احتمال ضعيف، إلا أنه ليس مستحيلاً.
ختامًا، ما يحدث الآن ليس مجرد خلاف شخصي بين اثنين من أثرياء العالم، لكنه يمثل صورة أوسع لـ صراع الرؤية المستقبلية لأمريكا، وترامب يرى دعم الابتكار "إهدار"، وماسك يعتبره “استثمار”.
ولابد أن يدرك المستثمرون والمبتكرون أن كل قرار سياسي قد يكون له تبعات اقتصادية هائلة، سواء كانت تهدئة أو تصعيد، فإن ما يحدث الآن قد يغير ملامح المستقبل الاقتصادي لأمريكا والعالم. لذا، من يطمح للاستثمار في المستقبل، عليه أن يفكر في "القرار السياسي" كما يفكر في الجدوى الاقتصادية.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
حماية المستهلك يوضح تفاصيل قرار شركة أنكر بسحب «الباور بانك» من مصر
02 يوليو 2025 08:00 م
تنظيم الاتصلات يتيح وسائل دفع جديدة عبر تطبيق «تليفوني»
02 يوليو 2025 04:07 م
وزير الاتصالات يلتقى بالمتقدمين للالتحاق بمبادرة " الرواد الرقميون"
02 يوليو 2025 03:03 م

أكثر الكلمات انتشاراً