رسوم ترامب ترفع الراية الحمراء في وجه الصناعة الأمريكية
الأحد، 29 يونيو 2025 01:12 م

الولايات المتحدة الأمريكية
تحليل/ ميرنا البكري
في قلب ماريلاند، وتحديدًا شمال شرق مدينة بالتيمور، يقول "ريك هويثر"، الرجل الذي دخل مصنع عيلته وهو في الـ 14 من عمره، عن معركة البقاء التي يمر بها الأن وهو في عمر الـ 73، حيث أصبحت شركته العائلية “إندبندنت كان” في مواجهة مفتوحة ليس مع السوق، لكن مع قرارات البيت الأبيض.
هويثر ليس بمفرده، قصته تكشف لنا كيف يمكن لـ قرار سياسي مثل فرض رسوم جمركية تهديد مصانع موجودة منذ قرن في السوق، وقلب ميزان الصناعة الأمريكي.

ترامب والرسوم الجمركية، درع حماية أم قنبلة موقوتة؟
منذ عودة ترامب للبيت الأبيض في يناير 2025، وقد رفع بذلك الراية الحمراء في وجه الواردات، وفرض جمارك 25% على الصلب والألومنيوم، ثم ضاعفها لـ 50%، تسبب هذا الكلام في موجة اضطراب للمصانع التي تعتمد على واردات المعادن، والتي لا تجد بديل محلي كافي.
ريك يقولها صراحةً: “في أمريكا لا ننتج غير 25% من القصدير الذي نحتاجه، والباقي لابد أن نستورده”، أي هذه السياسات الحمائية بدلًا ما تحمي الصناعة، تخنقها أكثر.
نقص القصدير، أزمة إنتاج وعميل يهرب
المصنع يعمل على تحويل ألواح فولاذ مطلية بالقصدير لعبوات للبسكويت والفواكه والقهوة، لكن عندما تصبح المادة الخام غير متوفرة أو أغلى، سيكون هناك خيارين: إما رفع السعر أو خسارة العميل.
وذلك بالفعل الذي حدث، فالطلبات قلت بنسبة 20 لـ 25%، ومن المتوقع زيادة الأسعار بنسبة 20% أو أكثر، كما إن
هناك مصنع في ولاية آيوا تم غلقه جزئيًا في أول ولاية لترامب بسبب نفس الأزمة.
من أيام كورونا، الدرس الذي تعلمناه
في أيام الجائحة، حينما وقف العالم كله، والناس اتجهت للمورد المحلي. زادت وقتها مبيعات مصنع “ريك هويثر” 50% فقط، وبمجرد أن فتحت الصين من جديد، استأنفوا الشراء منها، وهو ما يجعل ريك شاكك في استدامة "التوجه الوطني": “الناس تقوم بالشراء منك وقت الأزمة، لكن عندما تفتح الموانئ، يعودوا للصين”، فهو يريد عقود طويلة (عاميين مثلًا) تضمن استقرار البيع. وليس طلبات موسمية فقط تأتي وتذهب.

هل السياسات الحمائية حل أم مشكلة؟
من جانب، ترامب يقول إنه يحمي الصناعة الوطنية من المنافسة الصينية. لكن الواقع يقول إن الصناعة تحتاج مواد خام غير متوفرة محليًا.
ريك يفضل التصنيع المحلي، لكنه يقول: “العولمة خرجت عن السيطرة، لكن أساليب ترامب ليس الحل”، مما يفتح النقاش عن "الاستراتيجية" وليس "الإجراءات" فقط، فمثلًا نطور مصانع لإنتاج القصدير بدلًا من محاصرة الذي يستوردوه.
اقرأ أيضًا:
البيت الأبيض: ترامب يوقع قرارًا برفع الرسوم على الصلب والألمنيوم لـ50%
الاقتصاد الأمريكي في مفترق طرق، تراجع الاستهلاك وضبابية القرار النقدي

التوقعات، ما بين الصمود والتقشف
ريك متفائل إن شركته ستصمد، لكنه يفكر في كيفية تقدير حجم مبيعاته المقبلة حتى لو كان 6 شهور فقط، والشركة بها حوالي 400 موظف في 4 ولايات، وحتى الآن لا يوجد نية لتسريح العمال، لكن الخوف موجود.
وإذا استمر ت الرسوم بهذا الشكل، سيرفع الأسعار أكثر، وستقل الطلبات أكثر، والعمال سيصبحوا مهددين، وبالتالي قد ينتهي بإغلاق مصانع أخرى.
ما حدث مع "إندبندنت كان" ليس مجرد قصة مصنع صغير. بلقصة أي أحد في السوق الأمريكي معتمد على مورد أجنبي.
ختامًا، حينما يسبق القرار السياسي الحسابات الاقتصادية، النتيجة ستكون فوضى في الصناعة، وناس مثل ريك تحاول المحافظة على عملها وسط إعصار من القرارات المتقلبة، والسياسات الحمائية تتطلب رؤية أشمل، والتصنيع المحلي لابد أن يتطور بذكاء وجهد، وليس بالشعارات، والمصانع لابد أن تتأمن بسلاسل توريد ذكية غير ممنوعة.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الذكاء الاصطناعي يهدد ويخدع ويضع العالم أمام تحدي الاستغناء عنه أو مواجهته
29 يونيو 2025 04:15 م
كشف أثري جديد في أسوان، 3 مقابر صخرية من عصر الدولة القديمة بقبة الهوا (صور)
29 يونيو 2025 12:36 م
صعود قطاع "المساعدين عن بعد" في الفلبين، مكاسب اقتصادية غير تقليدية
29 يونيو 2025 12:37 م


أكثر الكلمات انتشاراً