علماء يبتكرون جزرا بشرية وظيفية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد لعلاج مرض السكري

الأحد، 29 يونيو 2025 06:10 ص

طباعة جزر البنكرياس البشرية

أحرز فريق من العلماء الدوليين تقدمًا غير مسبوق في تطوير أبحاث داء السكري، حيث تمكنوا من طباعة جزر بشرية وظيفية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد باستخدام حبر حيوي مبتكر، تم عرض هذه التقنية الجديدة في مؤتمر ESOT لعام 2025، التي من الممكن أن تمهد الطريق لخيارات علاجية أكثر فعالية وأقل تدخلاً لمرضى داء السكري من النوع الأول.

وبحسب medicalxpress، تضمن هذا الإنجاز طباعة جزر البنكرياس البشرية، وهي مجموعات الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، باستخدام حبر حيوي مُصمم خصيصًا مصنوع من الألجينات وأنسجة بنكرياسية بشرية منزوعة الخلايا، الذي نتج عنه هياكل جزرية متينة وعالية الكثافة، ظلت حية وفعّالة لمدة تصل إلى 3 أسابيع، محافظًا على استجابات قوية للأنسولين للجلوكوز، ومُظهرًا إمكانات حقيقية للاستخدام السريري في المستقبل.

خلايا الجزر التقليدية في الكبد

في الغالب، تُزرع خلايا الجزر التقليدية في الكبد، وهي عملية قد تؤدي إلى فقدان كبير للخلايا ونجاح محدود على المدى الطويل.

في المقابل، صُممت خلايا الجزر المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في هذه الدراسة لتُزرع تحت الجلد مباشرة، وهو إجراء بسيط لا يتطلب سوى تخدير موضعي وشق صغير. قد يوفر هذا النهج الجراحي قليل التوغل خيارًا أكثر أمانًا وراحةً للمرضى.

إعادة تهيئة البيئة الطبيعية للبنكرياس

وكشف الدكتور كوينتين بيرييه، الباحث الرئيسي في الدراسة: "كان هدفنا إعادة تهيئة البيئة الطبيعية للبنكرياس بحيث تبقى الخلايا المزروعة على قيد الحياة وتعمل بشكل أفضل. استخدمنا حبرًا حيويًا خاصًا يُحاكي البنية الداعمة للبنكرياس، مما يُوفر للجزر الأكسجين والمغذيات التي تحتاجها للنمو".

وأضاف بيريه، للحفاظ على سلامة جزر العصبونات البشرية الهشة أثناء الطباعة، ابتكر الفريق طريقة طباعة أكثر لطفًا من خلال ضبط إعدادات المفاتيح بدقة، باستخدام ضغط منخفض (30 كيلو باسكال) وسرعة طباعة بطيئة (20 مم في الدقيقة). حيث خفف هذا النهج الدقيق الضغط المادي على جزر العصبونات وساعد في الحفاظ على شكلها الطبيعي، وحل مشكلة رئيسية أعاقت محاولات الطباعة الحيوية السابقة.

وأشار إلى أنه في الاختبارات المعملية، بقيت الجزر المطبوعة بيولوجيًا حية وبصحة جيدة، حيث تجاوزت نسبة بقاء الخلايا 90% . كما استجابت بشكل أفضل للجلوكوز مقارنةً بمستحضرات الجزر القياسية، حيث أطلقت المزيد من الأنسولين عند الحاجة.

مستويات السكر في الدم

وتابع بيريه بحلول اليوم 21، أظهرت الجزر المطبوعة بيولوجيًا قدرة أكبر على استشعار مستويات السكر في الدم والتفاعل معها، وهي علامة مهمة على قدرتها على العمل بكفاءة بعد زراعتها. والأهم من ذلك، حافظت هذه التركيبات على بنيتها دون تكتل أو تفكك، متجاوزةً بذلك عقبةً شائعةً في الطرق السابقة.

بالإضافة إلى ذلك، تميزت الهياكل المطبوعة ثلاثية الأبعاد ببنية مسامية عززت تدفق الأكسجين والمغذيات إلى الجزر المُدمجة. لم يُسهم هذا التصميم في الحفاظ على صحة الخلايا فحسب، بل عزز أيضًا تكوين الأوعية الدموية، وكلاهما ضروري للبقاء طويل الأمد ووظائف الجسم بعد الزرع.

أوضح بيرييه، أن "هذه إحدى أولى الدراسات التي استخدمت خلايا بشرية حقيقية بدلاً من الخلايا الحيوانية في الطباعة الحيوية، والنتائج واعدة للغاية". وأضاف: "هذا يعني أننا نقترب من ابتكار علاج جاهز لمرض السكري، قد يُغني يومًا ما عن حقن الأنسولين".

وأكد بيريه، أن الفريق يجري حاليًا اختبارات على هذه التركيبات المطبوعة بيولوجيًا في نماذج حيوانية، ويستكشف خيارات التخزين طويل الأمد، مثل الحفظ بالتبريد، التي قد تجعل العلاج متاحًا على نطاق واسع. كما يعملون على تكييف هذه الطريقة مع مصادر بديلة للخلايا المنتجة للأنسولين، وذلك للتغلب على نقص المتبرعين، بما في ذلك خلايا البنكرياس المشتقة من الخلايا الجذعية وخلايا البنكرياس الغريبة (من الخنازير).

واختتم بيريه قائلا: لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، حيث تُمثل طريقة الطباعة الحيوية الجديدة هذه خطوة حاسمة نحو علاجات شخصية قابلة للزرع لمرض السكري. وإذا أكدت التجارب السريرية فعاليتها، فقد تُحدث نقلة نوعيةً في العلاج ونوعية الحياة لملايين الأشخاص حول العالم، كما اختتم الدكتور بيرييه.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، بالإضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.