10 تريليونات م3 غاز روسي، قصة حقل أورينجوي المطور من عملاق الطاقة جازبروم

الخميس، 26 يونيو 2025 08:30 م

حقول البترول الروسية

يرمز حقل أورينجوي العملاق للغاز الطبيعي إلى الثروة الهائلة التي تمتلكها روسيا من موارد الطاقة، حيث يُعد أكبر حقل غاز في البلاد، وواحدًا من أضخم الحقول على مستوى العالم، ويشكل هذا الحقل شريانًا حيويًا للاقتصاد الروسي، كما يواصل لعب دور مركزي في تعزيز موقع موسكو كمصدر رئيس للغاز في الأسواق العالمية، رغم التحديات الجيوسياسية المتفاقمة.

ويُعد حقل أورينجوي محركًا رئيسًا للصناعات المحلية، فضلًا عن كونه من أهم مصادر صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا وأسيا، وبالرغم تراجع الإمدادات بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير 2022، لا يزال الحقل يمد عددًا من الدول باحتياجاتها من الطاقة، في ظل أزمة عالمية متواصلة.

ولكن أورينجوي ليس مجرد مصدر غاز، بل يُعد أيضًا نموذجًا لتلاقي التطور التقني مع الطموح الاقتصادي، إذ يسهم بوضوح في تعزيز نفوذ روسيا في سوق الطاقة الدولية، ويعزز من مكانتها في صدارة الدول المصدرة.

Urengoy Gas and Condensate Field Development, Russia - Offshore Technology

قصة حقل أورينجوي الروسي

وتعود قصة الحقل إلى عام 1966، حين اكتُشف خلال عمليات تنقيب أجرتها شركات حكومية سوفيتية في قلب سيبيريا، وجاء هذا الاكتشاف في سياق بحث محموم عن مصادر طاقة تدعم اقتصاد الاتحاد السوفيتي في تلك الحقبة، وتلبّي الحاجة المتزايدة للطاقة.

وأظهرت الدراسات الأولية أن الحقل يحتوي على كميات هائلة من الغاز الطبيعي، ما دفع الحكومة السوفيتية آنذاك إلى وضعه على رأس أولويات التنمية الطاقية، وبعد 12 عامًا فقط، وتحديدًا في عام 1978، بدأ الحقل في ضخ الغاز إلى السوق المحلي والعالمي.

ويقع حقل أورينجوي في منطقة يامالو-نينيتس ذاتية الحكم، غرب سيبيريا، ويمتد على مساحة تزيد على 50 ألف كيلومتر مربع، وتعرف هذه المنطقة بشتائها القاسي، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون 25 درجة مئوية تحت الصفر، ما مثل تحديًا كبيرًا أثناء بناء البنية التحتية للحقل.

وبالرغم من المناخ المتجمد والتضاريس المعقدة، نجحت الدولة الروسية بفضل تقنيات متطورة ومرافق لوجستية في الاستفادة القصوى من هذا المورد الضخم، الذي بات عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الطاقة الروسية، ومحورًا في مبيعات الغاز إلى القارة الأوروبية.

احتياطات حقل أورينجوي الروسي

وبحسب منصة الطاقة NS energy تقدر الاحتياطيات غير الرسمية لحقل أورينجوي بأكثر من 10 تريليونات متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يجعله ثاني أكبر حقل على مستوى العالم بعد "بارس الجنوبي" الإيراني، كما يضم الحقل كميات كبيرة من الغازات المصاحبة والمكثفات، ما يزيد من أهميته الاقتصادية.

ومنذ دخوله مرحلة الإنتاج التجاري عام 1978، سجل الحقل معدلات إنتاج تصل إلى 300 مليار متر مكعب سنويًا، وقد حافظت روسيا على استقرار الإنتاج في الحقل بفضل استخدام تقنيات حديثة، رغم التحديات المرتبطة بنضوب بعض الآبار.

ومرت عملية تطوير حقل أورينجوي بعدة مراحل، بدأ أولها بين عامي 1966 و1980، وشملت الاستكشاف وبناء البنية التحتية الأساسية، من آبار وخطوط نقل، أما المرحلة الثانية، فامتدت بين 1980 و2000، وشهدت توسيع الإنتاج واستخدام تقنيات متطورة لتعزيز الكفاءة وزيادة الصادرات.

وفي المرحلة الثالثة، بين عامي 2000 و2024، تم التركيز على حفر الطبقات العميقة، وتحديث آليات الاستخراج لضمان استدامة الإنتاج، رغم نضوب بعض المناطق، ويدار الحقل اليوم من قبل شركة جازبروم الروسية العملاقة، والتي تُعد واحدة من كبرى شركات الطاقة في العالم.

وتضخ جازبروم استثمارات ضخمة في تطوير أورينجوي، وتعتمد على تقنيات حديثة للحفاظ على استمرارية الإنتاج وجودته، وقبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، شاركت شركات دولية مثل شل البريطانية، وتوتال إنرجي الفرنسية في تطوير الحقل، ولكن هذه الشركات انسحبت منذ 3 سنوات، استجابة للعقوبات الدولية والضغوط السياسية لعزل موسكو اقتصاديًا.

وبالرغم من هذه الانسحابات، لم يتراجع دور أورينجوي في تأمين الغاز لدول عدة حول العالم، ولا يزال يمثل مصدرًا رئيسًا لواردات الغاز الطبيعي، ما يعكس تمسك روسيا باستخدام مواردها الطاقية كأداة للنفوذ العالمي، حتى في أحلك الظروف.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.