اقتصاد بـ 4 أرجل.. سوق الإنفاق على الحيوانات الأليفة يسجل مليارات الدولارات
الخميس، 26 يونيو 2025 08:40 ص

سوق غذاء الحيوانات الأليفة
انطلق ارتباط البشر العاطفي في رفقة الحيوانات الأليفة، خارج حدود المنزل، خالقًا قطاعًا اقتصاديًا ضخمًا، يُعيد تشكيل خريطة الاستهلاك عالميًا، ويُحول الكلاب والقطط من مجرد رفقاء إلى مستهلكين كبار تُبنى من أجلهم سلاسل توريد ومنصات تجارة إلكترونية.
بحسب تقرير حديث صادر عن شركة Mordor Intelligence، فإن الإنفاق على الحيوانات الأليفة قد قفز بنسبة 24.8% بين عامي 2017 و2022، ويواصل صعوده مدفوعًا بتحول ثقافي واقتصادي عالمي، حيث لم تعد الحيوانات الأليفة مجرد زينة منزلية، بل باتت فردًا من العائلة، له ميزانيته، وذوقه الغذائي، وحتى خدماته الخاصة.
اقرأ أيضًا:
مصر تستورد طعام الكلاب والقطط بـ 350 مليون دولار سنويًا
طعام فاخر وإنفاق بسخاء
يُشكل طعام الحيوانات الأليفة العمود الفقري لهذا السوق، حيث استحوذ على 71% من إجمالي السوق العالمي في 2024.
واللافت أن الحصة الأكبر من هذا الطعام تتجه نحو الكلاب، التي تستحوذ على 39.4% من الإنفاق، ويعود ذلك إلى حاجاتها الغذائية الأعلى، وتفضيل الكثير من المُلّاك تربيتها، إذ بلغ عدد الكلاب الأليفة عالميًا أكثر من 604 ملايين كلب.
في الولايات المتحدة، أنفقت الأسر حوالي 42.4% من ميزانية العناية بالحيوانات الأليفة على طعامها فقط، منها نسبة كبيرة لطعام فاخر يتميز بمكونات عضوية، ووجبات مدروسة لعلاج مشاكل مثل السمنة أو الحساسية، وهو توجه عززه وعي متزايد بضرورة توفير تغذية إنسانية للحيوانات.
وفي بعض الأسواق مثل هونج كونج، يُهيمن الطعام الفاخر على 75% من سوق طعام القطط، في مؤشر واضح على صعود فئة جديدة من المستهلكين المستعدين لدفع أسعار مرتفعة مقابل تغذية متقدمة لحيواناتهم.

خدمات ترافق الطبقة المتوسطة والمتحولة
الطعام لم يعد وحده ما يُحرك السوق، اليوم، نرى اتساعًا في تقديم خدمات مرافقة، من رعاية يومية ومشي الكلاب إلى صالونات تجميل، وحتى عيادات تغذية متخصصة، خاصة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ.
هذا الانفجار في الخدمات يعكس تحولات اجتماعية أعمق، فكلما ازداد التمدن والعزلة، ازدادت الحاجة إلى رفيق غير بشري، وكلما ارتفع مستوى الدخل، تزايدت رفاهية هذا الرفيق.
وفيما كان الناس يشترون طعام حيواناتهم من محلات البقالة، فإن نمو التجارة الإلكترونية قلب المعادلة، فقد قفزت مبيعات الطعام والرعاية عبر الإنترنت في أمريكا من 32% في 2020 إلى 40% في 2022، مدفوعة بجائحة كوفيد-19 وتطور قنوات التوصيل والاشتراك التلقائي.

تحول رقمي في سوق تقليدي
باتت المتاجر الإلكترونية مثل "Chewy" و"Amazon Pets" لاعبًا محوريًا في رسم معالم قطاع أغذية الحيوانات الأليفة، خاصة بفضل ميزات التوصيل السريع، وخوارزميات التوصية، والتحليلات السلوكية التي تقدم تجربة تسوق مخصصة، بل وتُذكر المستهلك بموعد شراء الطعام التالي.
ومع ذلك، لا تزال المتاجر المتخصصة تحتفظ بحصة محترمة 33% من السوق في 2024، لاسيما في دول مثل هولندا، حيث يثق المستهلكون بالمنتجات المحلية والجودة العالية، ويتفاعلون مباشرة مع مستشارين يقدمون نصائح مدروسة حول التغذية المناسبة.
اقرأ أيضًا:
وزيرا الزراعة والآثار يطلقان البرنامج الوطني لرعاية الخيول والحيوانات الأليفة
الصحة أولًا والبيطرة الرقمية قادمة
من اللافت أيضًا بروز الأنظمة الغذائية البيطرية كأسرع القطاعات نموًا، مع توقعات بنمو سنوي يقارب 10% حتى 2029.
هذا التوجه نابع من ازدياد الحالات الصحية مثل السمنة وأمراض الكلى لدى الحيوانات الأليفة، مما يفتح الباب أمام منتجات مخصصة مثل الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات، أو الغنية بالبروبيوتيك، أو المخصصة لسلالات معينة.
حتى المكملات الغذائية باتت تلعب دورًا متزايدًا، حيث لم تعد فيتامينات أوميجا 3 وفيتامين D مقتصرة على البشر، بل أصبحت جزءًا من الروتين الصحي اليومي للقطط والكلاب.

أين يحدث النمو؟ من الفلبين إلى بولندا
الزخم لا يقتصر على الأسواق التقليدية، ففي الفلبين مثلًا، يُتوقع أن ينمو السوق بنسبة 19% سنويًا حتى 2029، مدفوعًا بتزايد ملكية الحيوانات الأليفة في أوساط الشباب وتوسع البنية التحتية للبيع بالتجزئة.
وفي أفريقيا، تتصدر جنوب أفريقيا بحصة تصل إلى 35% من السوق القاري، بفضل تطور قنوات البيع وتزايد الطلب على المنتجات الفاخرة، أما في أوروبا، فتُعد بولندا الأسرع نموًا بفضل تحديث قطاع التجزئة وتغير ذوق المستهلكين.
وفي أمريكا الجنوبية، تقود البرازيل السوق، بينما تسجل الأرجنتين أسرع وتيرة نمو، في ظل تزايد التمدن، وارتفاع الدخل المتاح، وتفضيل المنتجات الجاهزة على ممارسات الطبخ التقليدي للحيوانات.
اقرأ أيضًا:
السلحفاة "تايتو"، البيئة تعلن ثاني عملية إنقاذ لسلحفاة بحرية مرقمة من دولة اليونان
اقتصاد المشاعر وحيوانات ببطاقات ائتمان غير مباشرة
التحولات في هذا القطاع لا تعكس فقط تطورًا اقتصاديًا، بل تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا عميقًا، نحن أمام جيل جديد من المستهلكين الذين يعتبرون أن رعاية الحيوان الأليف امتداد طبيعي لذواتهم، وواجب وجداني لا يُناقش.
إنه اقتصاد المشاعر، حيث لا تُحسب العوائد فقط بأرقام المبيعات، بل بمدى قدرة العلامات التجارية على بناء روابط مع المستهلكين عبر أصدقائهم ذوي الفراء، وكلما ارتفع هذا الارتباط، زادت الولاءات، وارتفعت الأسعار، وتوسعت السوق.
ففي نهاية المطاف، قد لا يكون الكلب قادرًا على التسوق أو دفع ثمن طعامه، لكنه دون أن يدري أصبح زبونًا استراتيجيًا تُوضع له الخطط، وتُخلق من أجله سلاسل إمداد كاملة.

خلاصة
إذا كان القرن العشرين هو عصر الأتمتة والروبوتات، فإن القرن الحادي والعشرين قد يكون عصر الحيوان الأليف المدلل، بسوق عالمية يتوقع أن تتجاوز قيمتها مئات المليارات، حيث يقف المستهلك، لا لشراء تلفاز ذكي، بل لاقتناء طعام عضوي مخصص لكلبه تشارلي.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أجندة ترامب التجارية ودول مجلس التعاون الخليجي بين الفرص والتحولات والاختبارات الصعبة
26 يونيو 2025 06:58 م
السعودية تحلق عاليًا، المملكة تعلن تدشين مدينة متكاملة لتصنيع الطائرات
26 يونيو 2025 12:28 م
طفرة جديدة، الذكاء الاصطناعي يُنعش سوق العقارات الفاخرة في المدن الكبرى
26 يونيو 2025 10:55 ص


أكثر الكلمات انتشاراً