الثلاثاء، 24 يونيو 2025

03:46 م

التحول الرقمي والاستدامة يعيدان تشكيل سوق شحن الحاويات عالميًا

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 07:49 ص

حاويات

حاويات

في ظل موجات التحول الرقمي والضغوط البيئية المتزايدة، لم يعد قطاع الشحن بالحاويات كما عهدناه قبل عقد مضى، هذا القطاع، الذي يُعد شريان التجارة العالمية، يشهد اليوم تغيرات جذرية تُعيد رسم ملامحه على كافة الأصعدة.

حاويات

من التكنولوجيا والاستدامة إلى الجغرافيا التجارية وسلوك المستهلكين، حيث تشير التقديرات إلى أن حجم السوق سيصل إلى 119.65 مليار دولار في عام 2025، ويرتفع إلى 139.45 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 3.11%، ما يعكس زخمًا قويًا وفرصًا كامنة في قلب مشهد اقتصادي عالمي متقلب.

التكنولوجيا تقود السفينة

لم تعد شركات الشحن تكتفي بإبحار سفنها في البحار، بل أصبحت تُبحر أيضًا في محيطات البيانات والذكاء الاصطناعي، فوفقًا لأحدث استطلاعات الرأي في القطاع، تُعطي 30% من الشركات أولوية للاستثمار في التكنولوجيا والتخطيط، بينما تُركز 27% على تحسين التعاون و24% على الرؤية اللحظية وتتبع الحاويات.

الأتمتة تُحقق حضورًا متزايدًا، حيث بدأ نحو 18% من المشغلين بتطبيق حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والرقمنة لتحسين الكفاءة، وتقليل التكاليف، وتعزيز السلامة. 

هذه التحولات تُعيد صياغة نموذج الأعمال في الشحن البحري، لتتحول العمليات من تقليدية بطيئة إلى رقمية مرنة وقائمة على التحليلات التنبؤية.

اقرأ أيضًا:

من الفحم الي الفوسفات، قصة تطور سفن بضائع الصب عالميًا

البيئة في صدارة الأولويات

إذا كانت الكفاءة الرقمية هي المحرك الأول، فإن الاستدامة هى البوصلة الأخلاقية الجديدة للقطاع، فمع دخول لوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة لعام 2024 حيز التنفيذ ولا سيما آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) ونظام تداول الانبعاثات (ETS) أُجبرت كبرى شركات الشحن على إعادة هيكلة استراتيجياتها البيئية.

بدأت السفن تُبحر بسرعة أبطأ لتقليل الانبعاثات، وأدخلت أنواعًا جديدة من الوقود الحيوي مثل الأمونيا والميثانول، في خطوة تهدف للامتثال التنظيمي دون التضحية بالأداء. 

ويُترجم هذا التحول إلى فرص لصناعات الطاقة البديلة، ولكنه يضع أيضًا ضغطًا على الشركات الصغيرة التي قد لا تمتلك القدرة على مواكبة متطلبات التغيير.

قطاع الشحن بالحاويات

البحر الأحمر يعيد رسم الخريطة

الاضطرابات الجيوسياسية لا سيما في البحر الأحمر دفعت قطاع الشحن إلى إعادة رسم مساراته التجارية، ومع تصاعد التهديدات الأمنية، لجأت الشركات إلى تنويع المسارات وتطوير شبكات لوجستية أكثر مرونة، وهو ما أدى إلى نمو كبير في استثمارات أنظمة التتبع والمراقبة الفورية.

هذا التكيف السريع يعكس مرونة القطاع، لكنه في الوقت ذاته يفرض أعباء تشغيلية إضافية، لا سيما مع ارتفاع تكاليف التأمين والطاقة وتغير أوقات التسليم.

اقرأ أيضًا:

حركة الشحن في مهب الريح، الحرب التجارية تعصف بالممرات البحرية العالمية (تفاصيل)

الطفرة في تحديث الأساطيل

في ظل هذه التحديات، لا تزال شركات الشحن تستثمر بقوة في توسيع قدراتها، فقد أعلنت هاباج لويد عن زيادة كبيرة في أسطولها من حاويات التبريد، من 93 ألف إلى 149 ألف وحدة، استجابةً للطلب المتزايد على نقل البضائع الحساسة مثل الأدوية والمواد الغذائية.

في المقابل، رسخت سنغافورة مكانتها كمركز لوجستي عالمي بمناولة 39 مليون حاوية نمطية عام 2023، وهو رقم قياسي يؤكد على مرونة الأسواق المتقدمة وقدرتها على التكيف السريع.

الشحن البحري

الأسواق الناشئة قاطرة جديدة للنمو

يمتد زخم النمو ليشمل الأسواق الناشئة، التي باتت تلعب دورًا متعاظمًا في معادلة التجارة العالمية، فقد سجلت الهند، مدفوعةً ببرامج حكومية داعمة مثل الحوافز الإنتاجية، أداءً قويًا في صادراتها، بينما نجحت الصين في تسجيل نمو بنسبة 14.8% في صادرات مارس 2023، على الرغم من التحديات الهيكلية.

وتبرز هذه الأسواق كمحور رئيسي في توسّع شبكات الشحن، مستفيدة من تحسُّن البنية التحتية وتدفّق الاستثمارات الأجنبية.

اقرأ أيضًا:

"بقيمة 30.19 مليار دولار"، الإمارات تحدث ثورة في قطاع الشحن بحلول 2030

الحاويات المكعبة العالية ملك السوق

على مستوى القطاعات، تهيمن حاويات المكعبات العالية (High Cube Containers) على السوق بحصة تُقدر بـ 48% من الإجمالي العالمي، بقيمة سوقية تجاوزت 55 مليار دولار عام 2024. 

هذه الحاويات، التي تُوفر سعة إضافية بارتفاع قدم واحد، باتت الخيار المفضل لنقل البضائع خفيفة الوزن أو الضخمة.

ومع انتشار التجارة الإلكترونية وتنامي الطلب على السلع الاستهلاكية، تُشكل هذه الحاويات عنصرًا حيويًا في تحقيق الكفاءة وتقليل التكلفة لكل وحدة شحن.

الشحن بالحاويات

من البحر إلى المستقبل

قطاع الشحن بالحاويات ليس مجرد ناقل للبضائع، بل هو مرآة تعكس تحولات الاقتصاد العالمي، وبينما يقود التحول الرقمي والاستدامة بيئة العمل، يُعيد القطاع تشكيل نفسه من الداخل، واضعًا الابتكار في قلب عملياته.

ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والضغوط التنظيمية، يصبح الرهان على التكنولوجيا والمرونة اللوجستية ضرورة لا ترفاً.

إنه سباق مفتوح، والجهات التي تنجح في دمج الكفاءة البيئية والرقمية معًا ستكون الأوفر حظًا في رسم مستقبل التجارة العالمية.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search