بعد موجة صعود قياسية، الذهب يتراجع لأول مرة منذ أسابيع رغم تصاعد التوترات

السبت، 21 يونيو 2025 02:45 م

تراجع أسعار الذهب عالميًا

في مفارقة لافتة، سجل الذهب أول خسارة أسبوعية له منذ قرابة الشهر، رغم استمرار التصعيد في التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والتي عادة ما تعزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في أوقات الأزمات.

وأثار هذا التراجع المفاجئ، تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الأداء الضعيف للذهب وسط بيئة يفترض أن تكون داعمة لصعوده.

تراجع تدريجي رغم أجواء التوتر في الشرق الأوسط

أنهت أسعار الذهب تعاملات الأسبوع الماضي على انخفاض، لتفقد جزءًا من مكاسبها التي تحققت على مدار الأسابيع السابقة.

فقد تراجع المعدن الأصفر إلى ما دون مستوى 3400 دولار للأوقية، ليستقر عند نحو 3368 دولارًا، بعد أن كان قد افتتح تعاملات الأسبوع عند مستوى 3440 دولارًا، وسجل أدنى نقطة له عند 3340 دولارًا، وفقًا لبيانات منصة "ماركت ووتش".

والمثير للانتباه أن هذا التراجع جاء في وقت يزداد فيه الترقب والقلق في الأسواق العالمية على خلفية الصراع العسكري الدائر بين إيران وإسرائيل، الأمر الذي عادة ما يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الذهب كأداة تحوط.

صعود الدولار يقوض مكاسب الذهب

ويرى محللون أن السبب الأبرز وراء هذا التراجع هو الصعود القوي الذي شهده الدولار الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، حيث اتجه المستثمرون إلى العملة الأمريكية كملاذ آمن بديل في ظل ضبابية المشهد السياسي العالمي، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وتمثل قوة الدولار ضغطًا تقليديًا على الذهب، إذ تجعل المعدن أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، ما يؤثر سلبًا على الطلب العالمي ويكبح جماح الأسعار.

موجة الصعود السابقة تفقد الذهب زخمه

إضافة إلى ذلك، أشار خبراء إلى أن المعدن الأصفر قد يكون دخل في مرحلة تصحيح بعد موجة صعود قوية منذ بداية عام 2025، دفعته إلى تسجيل مستويات تاريخية في الربعين الأول والثاني.

وبالتالي، أصبح من الصعب تحفيز مزيد من الصعود في ظل وصول الأسعار إلى مستويات مشبعة، حتى مع استمرار الأخبار الجيوسياسية السلبية.

تهدئة مؤقتة للأسواق بعد قرار ترامب

وعزز من تراجع الذهب أيضًا إعلان البيت الأبيض أن ترامب سيؤجل قراره بشأن تدخل محتمل في الحرب الجوية المشتعلة بين إيران وإسرائيل لمدة أسبوعين.

وساهم هذا القرار ساهم في تهدئة المخاوف من تصعيد عسكري مباشر، ما خفف من وتيرة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وأعاد شهية المخاطرة إلى بعض الأسواق، رغم استمرار التصعيد الميداني بين الطرفين.

البنوك المركزية تراهن على الذهب على المدى الطويل

في المقابل، أظهر تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية لا تزال تضع ثقتها في الذهب كأصل استراتيجي.

وبحسب الاستطلاع السنوي للمجلس، فإن 76% من البنوك المركزية المشاركة، وعددها 73 بنكًا، تخطط لزيادة حيازاتها من الذهب خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بنسبة 69% في العام الماضي.

كما توقع 75% من المشاركين انخفاض حيازاتهم من الدولار، وهو ارتفاع لافت مقارنة بـ62% العام الماضي، ما يشير إلى توجّه عالمي متصاعد نحو تقليص الاعتماد على العملة الأمريكية.

ويرى المجلس أن هذه التوجهات تعكس رغبة الدول في التحوط من تقلبات الأسواق ومخاطر التضخم، عبر أصول أكثر استقرارًا مثل الذهب، وهو ما يعزز من جاذبيته على المدى الطويل، رغم تقلباته اللحظية.