الجمعة، 20 يونيو 2025

09:29 ص

من الهواية إلى الإمبراطورية، كيف تحول صناع المحتوى إلى قوة اقتصادية في 2025؟

الجمعة، 20 يونيو 2025 04:10 ص

صناع المحتوى

صناع المحتوى

في عام 2025، لم يعد صانع المحتوى مجرد شاب يحمل هاتفًا ويتحدث أمام الكاميرا، بل أصبح لاعبًا أساسيًا في الاقتصاد الرقمي العالمي.

لقد تحول المؤثرون إلى رجال أعمال يديرون علامات تجارية، ويبرمون صفقات بملايين الدولارات، ويقودون فرق إنتاج بحجم شركات إعلامية تقليدية، ومن يتصدر هذا المشهد، أمثال مستر بيست ودار مان وأليكس كوبر، هم مجرد أمثلة على إمبراطوريات رقمية تُبنى على قاعدة من المشاهدات والمتابعين.

وفقًا لتقرير مجلة فوربس، بلغت أرباح أغنى 50 صانع محتوى في العالم نحو 853 مليون دولار عام 2025، وهي قفزة بنسبة 18% عن العام السابق. ما يشير إلى أن اقتصاد المؤثرين لا يعرف التباطؤ، بل يتسارع مع كل منصة جديدة وتكنولوجيا ناشئة.

 

اقرأ أيضًا:

لصناع المحتوى، سوني إلكترونيكس تكشف كاميرا FX2 الذكية (تفاصيل)

 الاقتصاد الجديد من لايك إلى استثمار

ما يميز الجيل الجديد من صناع المحتوى أنهم لا يكتفون بتحقيق الأرباح من الإعلانات، بل يدخلون الأسواق عبر مشاريع تجارية حقيقية.

مستر بيست، والذي تصدر القائمة بإيرادات 85 مليون دولار، لا يجني المال فقط من الفيديوهات، بل من مطاعم، وحلويات، وبرامج تلفزيونية مدفوعة، واستثمارات تكنولوجية، ما يجعله أقرب إلى رئيس مجلس إدارة شركة قابضة، لا مجرد يوتيوبر.

الأمر ذاته ينطبق على دار مان الذي حول محتواه القصصي إلى مصنع إنتاج جماهيري، وأليكس كوبر التي وقعت عقدًا إعلاميًا بقيمة 125 مليون دولار، وأطلقت منتجًا استهلاكيًا دخل منافسة مباشرة مع علامات عالمية.

هذه النماذج تعكس تغييرًا عميقًا في معادلة الثروة، حيث لم يعد رأس المال هو المُحرك الوحيد، بل رأس الفكرة والمحتوى الذكي.

الذكاء الاصطناعي وصناعة المحتوى

 الذكاء الاصطناعي.. الشريك غير المرئي في النجاح

تُعد أدوات الذكاء الاصطناعي أحد أهم أسرار النمو السريع لهذه الإمبراطوريات الرقمية، فمن خلال تحليل سلوك المستخدمين، يطور صناع المحتوى استراتيجيات إنتاج دقيقة، ويستهدفون الجمهور بمحتوى مصمم خصيصًا له، مما يرفع نسب المشاهدة والتفاعل وبالتالي العائدات.

وبحسب تقرير لجولدمان ساكس، فإن الذكاء الاصطناعي خفض تكاليف الإنتاج وسرع دورة الوصول إلى السوق، ما جعل المحتوى يتحول إلى منتج اقتصادي عالي العائد ومنخفض المخاطر نسبيًا.

اقرأ أيضًا:

«يوتيوب»: 55 مليار دولار أرباح الاقتصاد الأمريكي من صناعة المحتوى في 2024

 صناعة المحتوى.. سوق لا يعرف الحدود

تشير التقديرات إلى أن عدد صناع المحتوى بلغ نحو 67 مليون شخص حول العالم في 2025، مع توقعات بتجاوز الرقم 100 مليون بحلول عام 2030.

هذا الرقم لا يمثل فقط طفرة في عدد الأفراد المشاركين في هذا القطاع، بل يدل على تحول المحتوى إلى اقتصاد موزع، يُدار من المنازل والمكاتب الصغيرة، ويولد أرباحًا تصل إلى مليارات الدولارات سنويًا.

ما يحدث الآن هو ولادة سوق جديدة خارج المؤسسات الإعلامية التقليدية، سوق يتشارك فيها الأفراد المنصات مع العلامات التجارية الكبرى، ويؤثرون على سلوك المستهلكين، وربما على الرأي العام والسياسات أيضًا.

وسائل التواصل الاجتماعي

التأثير صار ثروة.. والمحتوى صار صناعة

اقتصاد المؤثرين في 2025 لم يعد ظاهرة هامشية، بل بات قوة صاعدة تُعيد تشكيل أسواق الإعلام والإعلان وحتى سلاسل الإمداد في قطاعات مثل الترفيه والغذاء والتجزئة.

ومع تطور أدوات الذكاء الاصطناعي، وتزايد الطلب على المحتوى الرقمي، ودخول رؤوس أموال ضخمة إلى هذا القطاع، فإن صناعة المحتوى تتحول شيئًا فشيئًا إلى عمود جديد في الاقتصاد العالمي.

وفي زمن أصبحت فيه المتابعات تعادل الأسهم، والمشاهدات توازي الإيرادات، فإن صانع المحتوى لم يعد يطلب وظيفة.. بل يصنعها.

Short Url

showcase
showcase
search