الجمعة، 20 يونيو 2025

12:37 م

كل ما تريد معرفته عن إدارة المناخ الزراعي في خدمة الزراعة في مصر

الجمعة، 20 يونيو 2025 08:30 ص

القطاع الزراعي

القطاع الزراعي

هدير جلال

يؤثر ويتأثر‎ ‎القطاع الزراعي سلبًا وإيجابًا بالبيئة المحيطة به وأي اختلال في هذا ‏التوازن يترتب عليه حدوث خسائر في الإنتاج الزراعي تؤدى إلى انخفاض دخول ‏المزارعين والمشتغلين بهذا القطاع، والذي ينعكس بالسلب على الدخل القومي الذي ‏ينعكس بدوره على ميزان المدفوعات نتيجة زيادة الواردات من السلع الزراعية.

ومن ‏ناحية أخرى، فإن استغلال العوامل المناخية، تحسن من الانتاجية وتساعد على حصول ‏المزارعين على دخول عالية، وذلك من خلال اتباع ما يطلق عليه الزراعة الذكية ‏مناخيًا، والتي تعمل الجهات المعنية بوزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية على ‏تطبيقها مع المزارعين، من خلال توفير التقاوي المناسبة لكل منطقة، فيما يعرف ‏بالخريطة الصنفية للمحاصيل الاستراتيجية.

ويتم زراعة الصنف المناسب لكل ‏منطقة وبالتالي تجنب إصابة النباتات بالأمراض وزيادة معدلات النمو والإنتاجية، و‏الذي يعد مجهودًا بالفعل كرست له الجهات المعنية مجهودات كبيرة خلال السنوات القليلة ‏الماضية، لتوفير التقاوي المعتمدة للمزارعين، ما يسهل تطبيق نظم الزراعة الذكية، كما ‏تم تطوير العديد من نظم الري والعمل على تطهير الترع والمساقي والمصارف أيضًا ‏لتوفير الظروف المناسبة للنباتات، وتجنب تدهور الأراضي خصوصًا بمنطقتي الدلتا و ‏الوادي.‏

وهناك هدف رئيسي لتبني الزراعة الذكية فيما يطلق عليه تطبيقات الأرصاد ‏الجوية الزراعية، وهو مساعدة المزارعين على أن‎ ‎يديروا على النحو الأمثل الموارد ‏المناخية، والتي تتكون أساسًا من ضوء الشمس،‎ ‎والأمطار أو المياه.

 

إقامة مصدات الرياح 

فالاستخدام الأمثل ‏للمياه يعني زراعة المحصول المناسب لكمية‎ ‎المياه المتوفرة، بحيث يستعمل المحصول ‏القسم الأعظم منها مع الحد من تعرية التربة وفقد الأسمدة الناجم عن‎ ‎الجريان المائي، ‏وفى معظم الحالات التى يتعرض فيها المحصول للمخاطر، فإنه يمكن تلافى هذه المخاطر ‏أو على الأقل تقليل أثرها إذا ما تم توقع المناخ القادم وأخذت التدابير اللازمة لتلافى ‏ضرره أو تحجيمه مثل إقامة مصدات الرياح وغير ذلك من العمليات الزراعية الهامة و ‏التي توصى بها وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية على مدار اكثر من ثلاثين ‏عاماً.

فكافة المزارع تتعرض للظروف المناخية المغايرة لكن المزارع التي تقوم ‏بعمل التدابير المناسبة، والتي أهمها إقامة مصدات رياح تؤدي إلى تقليل أو انعدام التأثيرات ‏السلبية للرياح المحملة بالأتربة على المزروعات.

ودور المعمل المركزي للمناخ ‏الزراعي في هذا الخصوص، هو توفير بيانات أو معلومات الطقس السائد في المناطق ‏المختلفة، وتأثير ذلك على الاستهلاك المائي، وما يستتبع ذلك من استهلاك للأسمدة ‏والمبيدات وخلافه، وبما يتعدى دور المعمل المركزي للمناخ الزراعي، وتم انتاج ‏برامج حاسب آلى تستخدم فى حسابات الري والتسميد والمكافحة المتكاملة للأمراض ‏والآفات.

وتم تدريب العديد من المزارعين على تلك التطبيقات، كما تم إنتاج بعض ‏التطبيقات التي تعمل بنظام الأندرويد، ما يسهل على المزارع استخدام تلك التطبيقات، و لا ‏يعني إنتاج تلك التطبيقات، توقف عمل الإرشاد الزراعي، لكن تعتبر كعامل مساعد ‏للمساهمة في نشر الوعي وسهولة توصيل المعلومة في الوقت المناسب.

كما قام العديد ‏من العاملين بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي، بأقسام المعمل بانشاء صفحات ‏علمية على منصات التواصل الاجتماعي، للمساهمة في توصيل المعلومة للمزارعين في أسرع وقت، حتى تصل المعلومة إلى المزارع في الوقت المناسب. ‏

ومع التطور الكبير في مجالات الاتصالات، أصبح من الممكن تكامل هذه ‏الإمكانات في منظومة معلومات تعطى نصيحة للمزارع عن حاله الطقس في المستقبل ‏القريب، وما يجب أن  يتخذه من تدابير بناءً على هذه البيانات وعلى ما يراه الخبراء ‏المتخصصون كل في تخصصه، وذلك بالنسبة لمعظم  المحاصيل على مستوى ‏الجمهورية.

إن تجنب كارثة أو على الأقل تقليل أو الحد من خطورتها، كفيل بتوفير ‏ملايـين الجنيهات على مستوى الدولة، وكذلك الحد من الإحباطات الذي يمكن أن يحدث ‏لكثير من صغار المزارعيـن، نتيجة للأسباب المناخية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

‏ويوجد لدي المعمل، شبكة أرصاد جوية تغطي كثيرًا من المساحة الزراعية فى مصر، بما ‏فى ذلك الأراضي القديمة والمستصلحة حديثًا، وكذلك بحوث تتعلق بالتطبيقات المختلفة، ‏لبيانات الأرصاد الزراعية اليومية لخدمة النشاطات الزراعية فى المدي القريب والبعيد.‏

‎وعلى جانب آخر، فإن التقنيات الحديثة ترتبط مباشرة بالمناخ الزراعي،‏‎ ‎وعلى سبيل ‏المثال؛ الزراعة اللاأرضية تتأثر مباشرة بالمناخ السائد المحيط بنظم تلك التقنية من زراعة ‏هوائية وأخري تحت التربة، ولا شك أنه توجد حاجة ضرورية لاستخدام هذه التكنولوجية، ‏لتكثييف الإنتاج وتفادي وقوع مخاطر جراء الظروف غير المواتية واستخدام هذه التقنيات ‏فى زراعة أسطح المنازل فى المدن لتعديل مناخها. 

وتعتبر الزراعة بدون تربة وزراعة ‏الأسطح من التقنيات التي أخذت صدارة بعديد من البلدان، نظرًا للكفاءة العالية في استخدام المياه، ‏وبالتالي إنتاج غذاء بكميات مياه قليلة جدًا، مقارنةً بالزراعة التقليدية، حيث يقوم المعمل بعقد العديد ‏من الدورات التدريبية في هذا المجال بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.‏

 

القطاع الزراعي

تطوير مناخ الصوب من تهوية وتبريد وتدفئة وتظليل

ومن الاتجاهات الأخري ذات الأهمية فى هذا النطاق، نظم تعديل مناخ الزراعات ‏المحمية، بما يشمل من أبحاث تتعلق بالإنتاج فى الصوب وإنتاج محاصيل تناسب الزراعة، تحت ‏ظروف الحرارة العالية والمنخفضة،‏‎ ‎ويهدف تعديل المناخ إلى دراسة العلاقة بين المناخ ‏والزراعة والهياكل المعدنية والحاصلات البستانية والمحاصيل غير التقليدية وتعديل الغازات.

‏ويجرى دراسات على تطوير مناخ الصوب من تهوية وتبريد وتدفئة وتظليل، وذلك لإطالة موسم ‏النمو داخل الصوب مع الوصول إلى أفضل نموذج رياضي، لتحديد طريقة التهوية، وتوزيع ‏الضوء ودراسة إمكانية التبريد الأفقي للصوب ذات المراوح، وكذلك إدخال محاصيل غير ‏تقليدية، بما يتلاءم مع الظرف المناخية، وكيفية تعديل المناخ بما يتلاءم مع احتياجاتها، ويعقد ‏المعمل دورات تدريبية على الزراعة المحمية.‏

 

خفض كميات الكيماويات فى الزراعة بصورة واضحة

ومن الاتجاهات المرتبطة بالمناخ الدقيق، الزراعة الحيوية، حيث أنه فى السنوات ‏الأخيرة، زاد الاتجاه لخفض كميات الكيماويات فى الزراعة بصورة واضحة، حيث إن الإدراك ‏الجيد للعلاقة بين الكائنات الدقيقة المحيطة بالنبات أو مكمورة في المخلفات، سيعمل على زيادة أهمية هذا المجال، واجراء التطبيقات المناسبة لتعظيم الإنتاجية. 

القطاع الزراعي

تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافه لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search