بين الشكوك الإدارية والتزام الخصوصية، «أبل» تتأخر في دخول سباق الذكاء الاصطناعي
السبت، 14 يونيو 2025 10:47 م

شركة أبل
رغم مكانتها الرائدة في عالم التكنولوجيا، تجد شركة أبل نفسها اليوم في موقع المتأخرين ضمن سباق الذكاء الاصطناعي، بينما تتصدر المشهد شركات مثل مايكروسوفت، جوجل، وأمازون.
كشف تقرير حديث نشرته وكالة بلومبرج، عن تفاصيل داخلية تسلط الضوء على أسباب تأخر أبل، وتغير استراتيجيتها المتأخر في التعامل مع الذكاء الصناعي، الذي أصبح محور التطور التقني في السنوات الأخيرة.
الذكاء الصناعي.. السباق بدأ منذ زمن
ومنذ إطلاق OpenAI لنظام ChatGPT في أواخر عام 2022، تغير المشهد التقني بشكل دراماتيكي، وسارعت شركات التكنولوجيا الكبرى إلى الاستثمار بكثافة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبدأت بدمجها في منتجاتها وخدماتها.
وأدمجت مايكروسوفت ChatGPT في محرك Bing ومنتجات Office، جوجل طوّرت نظام Gemini، أمازون عززت أدواتها السحابية، وسامسونج قدمت أدوات ذكاء صناعي ضمن واجهتها One UI.
أما أبل، فبقيت صامتة في العلن، وعندما عرضت في مؤتمرها السنوي WWDC مقاطع تسويقية لنظام Apple Intelligence، تبيّن لاحقًا أنها كانت نسخًا أولية وليست منتجات فعلية، ما أثار تساؤلات حول جاهزية الشركة في هذا المجال.

لماذا تأخرت أبل؟
بحسب بلومبرج، تتعدد أسباب تأخر أبل، ويمكن تلخيصها في عاملين رئيسيين:
1. رؤية تنفيذية متحفظة
كشفت مصادر داخل أبل أن عددًا من كبار التنفيذيين لم يؤمنوا مبكرًا بأهمية الذكاء الصناعي التوليدي، ومن أبرزهم Craig Federighi، نائب رئيس قسم تطوير البرمجيات، الذي عارض مرارًا مقترحات تطوير أدوات ذكاء صناعي متقدمة داخل الشركة، وفقًا لبلومبرج.
لكن المفارقة أن Federighi نفسه، بحسب ما ذكره التقرير، أدرك فداحة الخطأ بعد تجربة شخصية مع ChatGPT لكتابة كود برمجي، ووقتها، تراجع موقفه، لكن بعد أن كانت الشركات المنافسة قد قطعت أشواطًا طويلة.
2. الخصوصية كعقبة تقنية
تمسكت أبل بسياساتها الصارمة بشأن حماية خصوصية المستخدمين، ورفضت استخدام بياناتهم في تدريب نماذج الذكاء الصناعي.
كما أنها سمحت للمواقع الإلكترونية بتقييد مشاركة بياناتها مع محركات التدريب، ما ضيّق هامش التطوير لديها، مقارنة بشركات مثل OpenAI التي اعتمدت على بيانات الإنترنت المفتوحة.

خسائر تأخر اللحاق
هذا التردد انعكس على منتجات أبل، حيث ظل مساعد Siri يعاني من محدودية في الأداء مقارنة بالمساعدات الرقمية الأخرى.
وفي الوقت الذي بدأت فيه سامسونج بدمج نماذج خارجية مثل Gemini ضمن أجهزتها، كانت أبل لا تزال تدرس خياراتها.
كما أن تأخر أبل في إدراك أهمية الذكاء الصناعي التوليدي أضعف من صورتها كمبتكرة ومبادرة، وهو ما يتناقض مع إرثها الذي بناه ستيف جوبز.
خطوات استدراكية.. محاولة اللحاق بالركب
لا تقف أبل مكتوفة الأيدي اليوم، بل تعمل الشركة على إعادة رسم استراتيجيتها في هذا المجال، وتشير التقارير إلى أنها:
تطوّر نسخة متقدمة من Siri تعتمد على نماذج لغوية ضخمة، تحت مسمى LLM Siri، يتوقع أن تغيّر تجربة المستخدم جذريًا.
دخلت في محادثات مع شركات مثل Google وPerplexity AI لدمج نماذجها في نظام iOS، مع ترك حرية الاختيار للمستخدم.
وظّفت آبل آلاف المهندسين لتطوير وتحليل حلول الذكاء الصناعي، وبدأت تهيئة أنظمة التشغيل لاستيعاب هذه القدرات الجديدة.

من التسويق إلى الواقعية.. تحول في فلسفة أبل
ويلاحظ المراقب لتحركات أبل تحولًا في نهجها، فبعد أن كانت تُعرف بعروضها التسويقية المبهرة، أصبحت تميل اليوم إلى التحفظ والواقعية في الإعلان عن خصائص الذكاء الصناعي، وهو ما يشير إلى مراجعة داخلية شاملة لاستراتيجياتها الإعلامية والتقنية.
دروس في التوقيت والتحول
تأخر أبل في سباق الذكاء الصناعي ليس مجرد زلة تقنية، بل نتاج لسلسلة من القرارات الإدارية المحافظة، والمخاوف المفرطة من تجاوز حدود الخصوصية.
ويبقى السؤال المهم الآن هو كيف ستتعامل أبل مع هذا الواقع، وهل يمكنها تجاوز الفجوة بسرعة، دون التفريط بمبادئها؟
تبقى الإجابة مرهونة بقدرة الشركة على التغيير من الداخل، وفهم أن المستقبل لا ينتظر المترددين.
اقرأ أيضًا:
أبل تخطط لإطلاق نموذج المساعد الصوتي «Siri» مع تحديث «iOS 26»
«أبل» تخيب الآمال بشأن الذكاء الاصطناعي في مؤتمر المطورين WWDC
Short Url
جوجل تُضيف ميزة جديدة تحوّل البحث لمحادثة صوتية بالذكاء الاصطناعي
15 يونيو 2025 12:22 ص
امسح المستندات بالكاميرا، «واتساب» يطوّر ميزة جديدة لهواتف «أندرويد»
14 يونيو 2025 07:04 م
لمستخدمين أندرويد، واتساب يقدم ميزة "مسح المستندات" مباشرة من الكاميرا
14 يونيو 2025 03:13 م


أكثر الكلمات انتشاراً