خبير اقتصادي: شهادات الاستثمار ملاذ آمن للأفراد وخطر خفي على الاقتصاد

السبت، 14 يونيو 2025 12:18 م

شهادات الاستثمار

يلجأ الكثير من الأشخاص إلى الاستثمار الآمن في أدوات مالية آمنة وذلك للحفاظ على مدخراتهم من التقلبات والتحديات التي يشهدها الاقتصاد المصري، وتكون شهادات الاستثمار هي الأداء الآمنة بالنسبة للافراد التي تريد استثمار آمن ومربح.

وهنا يوجد عدة تساؤلات لهذا التوجه الكبير على شهادات الاستثمار، فماذا يكون تأثيره على الاقتصاد الكلي؟ خاصةً في ظل ارتفاع التضخم وتراجع النشاط الإنتاجي.

إحجام المستثمرين والمنتجين عن العملية الإنتاجية

وفي ذات السياق، قال الخبير المصرفي وليد عادل، خلال تصريحات خاصة لـ موقع “إيجي إن” إن خلال هذه الفترة هناك تغيرات اقتصادية سريعة، وكان هناك تضخم نتيجة انخفاض الإنتاج، وطبعًا هذا بسبب ندرة المواد الخام، وأيضًا بسبب أزمة الدولار التي كانت موجودة خلال الفترة الماضية.

وأشار إلى أن هذا أدى إلى إحجام كثير من المستثمرين والمنتجين عن العملية الإنتاجية، وذلك بسبب اضطرابات السوق وارتفاع التضخم، ولذلك سحبوا أموالهم وقاموا بوضعها في المدخرات الآمنة مثل شهادات الاستثمار والحسابات الاستثمارية ذات العائد المرتفع.

ما هي شهادات الاستثمار؟

قال عادل، إنها تكون أداة ادخارية أو استثمارية تصدرها البنوك والمؤسسات المالية، وتوفر عائدًا ثابتًا أو متغيرًا مقابل إيداع مبلغ معين في البنك لمدة زمنية محددة، من الممكن أن تكون هذه المدة 3 شهور أو سنة أو 5 سنوات.

لماذا يتجه الجميع للاستثمار في شهادات الادخار؟

أضاف الخبير أن هذه الشهادات يكون لها عدة مزايا، منها أنها عالية الأمان، أي أنها مضمونة، وتكون مضمونة من البنك المركزي ووزارة المالية أيضًا، كما أن العائد فيها ثابت أو متغير، أي توفر استقرارًا شهريًا للدخل.

وتوفر دخلًا شهريًا للفرد أيضًا يمكن الاعتماد عليه فيما بعد، سواء شهريًا أو كل شهرين، ويستطيع الفرد سحب هذا الدخل لاستخدامه في مواجهة متطلبات المعيشة.

العوامل التي تجعل الأشخاص يتجهون لشهادات الاستثمار

أشار عادل، أن هذه الشهادات تكون سهلة الإصدار والاسترداد، أي يمكن للعميل أن يودع أمواله بها وبعد 6 شهور يكون له الحق في استردادها إذا احتاج لذلك.

واضاف قائلاً: دائمًا ننصح الناس أن تضع أموالها في الشهادة للمدة التي لا تحتاج خلالها إلى هذه الأموال، حتى لا تفقد جزءًا من الفائدة أو نوعًا من أنواع العائد الذي حصلت عليه.

وقال الخبير: إنه اليوم من الممكن لأي شخص، عن طريق تطبيق الهاتف، الأبلكيشن، إذا كان لديه حساب في بنك أو يمتلك أموالًا، أن يقوم بربط جزء من أمواله ويحصل على عائد شهري، وهذه من المميزات التي توفرها شهادات الاستثمار.

وبالنسبة للمرونة في المبالغ

قال عادل خلال تصريحاته، إن هذه الشهادات تبدأ من نسب صغيرة، من 500 جنيه أو 1000 جنيهًتا، وعلى أعلى تقدير، يعني من يمتلك 10 آلاف جنيهًا يمكنه أن يودعها ويحصل على فائدة، مشيراً إلى أن أي شخص يمكنه اليوم بمبلغ صغير أن يدخل في عملية الاستثمار.

عيوب شهادات الاستثمار

قال عادل، إن عيوب الشهادات لا تكون على الفرد، ولكن على المجتمع، لأنها لا تحقق عائد نمو اقتصادي، لأنها لا تدخل في عملية إنتاجية، فهذه الشهادات تمثل حالة لشخص وضع مدخراته في مكان يحصل منه على عائد دون أن يفعل شيئًا.

وأشار إلى أن احتفاظ الأموال في هذه الأداة يؤدي إلى تقليل إقامة المشاريع، وعدم وجود عمل للعمالة، وبالتالي من الممكن أن تزيد نسبة البطالة، مضيفاً أن العمالة عندما لا تعمل لا يكون لديها ما تنفقه، لأن ليس كل الناس لديها أموال تضعها في البنك لتأخذ عليها عائدًا،

وأشار إلى أنه عندما يوجد المال ويوجد العائد، ولكن لا توجد منتجات في السوق، فإن هذا يؤدي إلى حدوث تضخم، لأن المواد أو المنتج المتوفر في السوق غير كافٍ، فيرتفع سعره، ويحدث تآكل للفائدة أو العائد من هذه الشهادات.