الخميس، 12 يونيو 2025

11:39 م

التغليف الأخضر 2025، كيف تعيد العلامات التجارية الأوروبية صياغة معايير الاستدامة؟

الأربعاء، 11 يونيو 2025 07:31 م

الاستدامة - صورة أرشيفية

الاستدامة - صورة أرشيفية

رغم استمرار الاستدامة في تصدر الأجندة الاستراتيجية للعلامات التجارية الأوروبية، فإن الواقع يفرض إعادة ضبط الأولويات بين الطموح البيئي والتحديات الاقتصادية والتشغيلية، فبينما تظل الأهداف البيئية قائمة، تتطلب المرحلة الحالية تركيزًا أكبر على تحقيق التوازن بين الالتزام البيئي والقدرة على التنفيذ.

ويبدو أن عام 2025 يمثل نقطة تحول، حيث ينتقل الحديث عن الاستدامة من المفهوم النظري إلى تطبيق أكثر واقعية وفعالية.

وأظهر ذلك ضمن نتائج الاستطلاع السنوي الرابع لشركة LEK Consulting، الذي أُجري بين ديسمبر 2024 ويناير 2025، بمشاركة 645 من أصحاب العلامات التجارية في ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، إسبانيا، إيطاليا، وبولندا، لتقديم رؤية معمقة حول واقع الاستدامة في قطاع التغليف.

إنفاق أكثر تركيزًا على التغليف المستدام

وأظهر الاستطلاع ارتفاعًا ملحوظًا في حجم الإنفاق على التغليف المستدام، حيث خصصت العلامات التجارية الأوروبية 42% من ميزانياتها الحالية لحلول التغليف المستدام، مقارنة بـ28% فقط قبل أربع سنوات.

ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 59% بحلول عام 2028، في دلالة على تسارع مطرد، وإن كان محدودًا، في وتيرة التحول الأخضر.

لكن هذا التوجه لا يسير بنفس الوتيرة في جميع الأسواق، فقد تصدرت فرنسا القائمة بنسبة 45% من ميزانية التغليف المخصصة لحلول مستدامة، بينما سجلت بولندا أقل نسبة عند 39%، مما يعكس تفاوت نضج الأسواق المحلية وضغط المستهلكين ومدى توافر البنية التحتية المناسبة.

تعريف الاستدامة.. أكثر من مجرد مواد صديقة للبيئة

لم يعد مفهوم التغليف المستدام مقتصرًا على نوعية المواد فقط، بل توسّع ليشمل معايير أكثر شمولاً. فقد أشار أصحاب العلامات التجارية إلى أن أولوياتهم تشمل التعامل مع موردين يلتزمون بمبادرات بيئية (37%)، وتقليل انبعاثات غازات الدفيئة إلى ما دون مستويات الصناعة (34%)، واستخدام الطاقة المتجددة في التصنيع (30%).

ويعكس هذا التغير في التعريف وعيًا أعمق بأهمية التأثير البيئي عبر سلسلة التوريد بأكملها.

تحديات التوريد تفرض قيودًا على التنفيذ

رغم النوايا الإيجابية، لا تزال ندرة المواد المستدامة تشكل تحديًا حقيقيًا، حيث أبلغ 18% من المشاركين عن عدم توفر مواد تغليف مستدامة كافية لديهم.

ويعتبر الشركات الصغيرة الأكثر تأثرًا، لكنها ليست الوحيدة، فحتى المؤسسات الكبرى تعاني أحيانًا من غياب البدائل المناسبة.

ردًا على ذلك، لا تنتظر بعض العلامات التجارية تحسن الوضع، إذ يخطط نحو 80% من هذه الشركات للاستثمار في تقنيات إعادة التدوير الميكانيكي وقدرات الجمع الذاتي للمواد، خاصة في قطاعات مثل:

المشروبات (برامج استرجاع كبسولات القهوة).

مستحضرات التجميل والعناية الشخصية (إعادة استخدام عبوات أدوات النظافة).

الرعاية الصحية (إعادة تدوير أدوات مثل أقلام الحقن).

تحول استراتيجي نحو إجراءات أكثر عمقًا

تركز العلامات التجارية في الفترة المقبلة على تغييرات جذرية بدلًا من التعديلات السطحية. وتشمل الأولويات المستقبلية استخدام الأشكال أحادية المادة، والاعتماد على مواد قابلة للتحلل الحيوي، وزيادة المحتوى المعاد تدويره بعد الاستهلاك.

لكن التقدم الفعلي لا يسير بنفس سرعة الخطط، فبينما تتحقق بعض الأهداف، يشهد تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وخفض الاعتماد على الطاقة التقليدية تباطؤًا ملحوظًا، ما يعكس استمرار تحديات الكلفة والتشغيل كعقبات حقيقية أمام التحول الكامل.

ملامح المرحلة القادمة.. بين الواقعية والطموح

تُظهر نتائج الاستطلاع أن مستقبل التغليف المستدام في أوروبا يسير في اتجاه أكثر نضجًا، مع تركيز واضح على ربط الالتزامات البيئية بالواقع الاقتصادي والتشغيلي.

وبينما تتوسع الاستثمارات وتتطور المفاهيم، يبقى التحدي الأكبر في تحويل الطموحات إلى إنجازات قابلة للقياس، وسط بيئة تنظيمية وضغوط سوقية متزايدة.

التحول نحو الاستدامة لم يعد خيارًا، بل ضرورة تتطلب استراتيجيات متوازنة تجمع بين الالتزام البيئي، والمرونة التشغيلية، والتخطيط طويل الأمد.

اقرأ أيضًا: 7 خطوات لتعزيز أمن الطاقة والتنمية المستدامة في مصر

مطار القاهرة الدولي يحتفل باليوم العالمي للبيئة لدعم قضايا الاستدامة

Short Url

showcase
showcase
search