جوجل تبتكر طرقًا جديدًا للتقليص، هل بدأ عصر تسريحات الذكاء الاصطناعي؟

الأربعاء، 11 يونيو 2025 11:39 ص

شركة جوجل

في تحرك جديد يعكس استمرار الضغوط الداخلية على عملاق التكنولوجيا العالمي، طرحت شركة "جوجل" برنامجًا جديدًا لـ"الخروج الطوعي" أمام عدد من موظفيها في الولايات المتحدة، ضمن استراتيجية تستهدف خفض التكاليف من دون اللجوء إلى تسريحات جماعية صريحة، في وقت تواصل فيه الشركة إعادة هيكلة أولوياتها في ظل سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم.

عروض مغرية لتقليص الموظفين بهدوء

وبحسب تقرير نشرته شبكة CNBC الأمريكية، فقد عرضت "جوجل" على موظفين في عدة وحدات رئيسية خيار الاستقالة الطوعية مقابل تعويضات مالية، وشمل العرض موظفين في أقسام المعرفة والمعلومات، والهندسة المركزية، والتسويق، والبحث، والاتصالات.

ويعتبر قسم "المعرفة والمعلومات" من أهم الأذرع التشغيلية داخل "جوجل"، إذ يضم خدمات جوهرية كالبحث، والإعلانات، والتجارة الرقمية.

بديل عن التسريحات المفاجئة

ويأتي هذا التطور ضمن سلسلة خطوات اتخذتها الشركة منذ تسريح نحو 12 ألف موظف في عام 2023، في إطار إعادة هيكلة داخلية تهدف إلى تقليل الإنفاق وتحسين الكفاءة التشغيلية.

ويبدو أن خيار "الخروج الطوعي" بات الوسيلة المفضلة لدى الشركة لتفادي الانتقادات المرتبطة بعمليات الفصل المفاجئة التي طالت موظفين في ظروف خاصة، مثل الإجازات الطبية أو إجازات الأمومة.

التركيز على الولايات المتحدة وعودة إجبارية للمكاتب

ويقتصر البرنامج حاليًا على الموظفين الأمريكيين، ويتزامن مع تشديد سياسة العمل الهجين. حيث طلب من العاملين المقيمين على بعد أقل من 80 كيلومترًا من أحد مقار "جوجل" العودة إلى المكتب جزئيًا.

وفي مذكرة داخلية، أوضح نيك فوكس، رئيس وحدة المعرفة والمعلومات، أن هذا البرنامج يوفر مسار خروج داعم لمن لا يشعرون بالانسجام مع رؤية الشركة الجديدة، مؤكدًا أن الأداء الجيد والحماس للعمل يضمنان البقاء.

Google loses landmark US antitrust case over search dominance

الذكاء الاصطناعي يفرض كلمته

يتزامن هذا التحول مع تركيز "جوجل" على تطوير بنيتها التحتية في مجال الذكاء الاصطناعي وضخ استثمارات جديدة، إذ أعلن المدير المالي، أنات أشكنازي، أن تقليص النفقات سيكون أولوية رئيسية في عام 2025.

وضمن هذه الرؤية، شرعت الشركة في إعادة هيكلة منصتها التعليمية الداخلية لتصبح أكثر تركيزًا على تدريب الموظفين على أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الدورات "اللطيفة" غير الأساسية.

استراتيجية بـ"وجه ناعم".. ولكن بشروط

ورغم الطابع الهادئ للبرنامج الجديد، إلا أن العروض لم تخل من الشروط، وعلى رأسها الالتزام بسياسة العودة إلى المكاتب، وهو ما يضع الموظفين أمام خيارين واضحين، وهما إما التكيّف مع الاستراتيجية الجديدة، أو القبول بالخروج الطوعي وفق شروط الشركة.

بهذه الخطوة، تواصل "جوجل" نهجها الجديد في إدارة القوى العاملة، موازنة بين متطلبات السوق وتطورات الذكاء الاصطناعي، وبين الحفاظ على سمعتها في معاملة موظفيها بطريقة أكثر إنسانية مقارنة بالموجات السابقة من التسريح.