الثلاثاء، 10 يونيو 2025

06:25 ص

أيونات الصوديوم تحت المجهر، هل تطيح بالليثيوم من عرش السيارات الكهربائية؟

الإثنين، 09 يونيو 2025 11:42 م

سوق البطاريات والسيارات

سوق البطاريات والسيارات

في زمن تُقاس فيه الثورات الصناعية بمدى كثافة الطاقة وكفاءة البطاريات، تُعد بطاريات الليثيوم أيون العصب النابض لمستقبل التنقل الكهربائي، لكن خلف الأضواء الساطعة لليثيوم، تظهر أيونات الصوديوم كمنافس صاعد لكنها حتى الآن، منافس على الورق أكثر من الواقع.

بطاريات الصوديوم أيون

ليثيوم أرخص فأين الفرصة؟

في خطوة تُربك حسابات التوازن، تراجعت أسعار كربونات الليثيوم بأكثر من 70% خلال السنوات القليلة الماضية، ويرجع ذلك إلى الميزة السعرية المفترضة لبدائل مثل بطاريات أيونات الصوديوم، هذا الانخفاض خفض تكلفة تصنيع بطاريات الليثيوم، ما جعلها أكثر صمودًا أمام موجات الابتكار القادمة من معامل البحث.

ضحية هذا الواقع كانت شركة Bedrock Materials الأمريكية الناشئة، التي أعلنت مؤخرًا انسحابها من مارسون المنافسة، رغم أنها تأسست بأمل كسر احتكار الليثيوم. 

وقال مديرها التنفيذي، سبنسر جور، إن نماذجهم كانت واضحة، حيث في سوق يتمتع فيه الليثيوم بوفرة نسبية، لا يمكن لبطاريات أيونات الصوديوم أن تنافس على التكلفة.

اقرأ أيضًا:

شراكة بطعم المستقبل، مصر وألمانيا تتحدان لإنتاج بطاريات الليثيوم أيون

انخفاض أسعار البطاريات يمهد الطريق للسيارات الكهربائية، والسوق يترقب

CATL تُراهن على العلم والشتاء

رغم هذه الانتكاسات، لم تُغلق جميع الأبواب، ففي أبريل 2025، فجرت شركة CATL الصينية، أكبر مصنع للبطاريات في العالم، مفاجأة عندما كشفت عن بطاريات أيونات الصوديوم عالية الأداء، قادرة على تحمل درجات حرارة قاسية بين -40 و+70 مئوية، وبكثافة طاقة تقارب 175 واط/كجم، ما يُضاهي بطاريات الليثيوم فوسفات الحديد (LFP).

لم يكن الابتكار عشوائيًا، بل جاء مدعومًا بخمس تقنيات رئيسية طورتها الشركة، من بينها أنود غير متوسع يضمن استقرار البنية الداخلية للبطارية، وإلكتروليت مقاوم للصقيع يمنع تجمد الأيونات ويُبقي الأداء مستقرًا حتى في أكثر البيئات تطرفًا.

بطاريات الصوديوم 

من المنافسة إلى التخصص نحو طريق بديل للنجاح

ورغم هذه القفزات التكنولوجية، تظل العقبة الكبرى في التكلفة، فبطاريات الصوديوم ذات الجهد العالي لا تزال أغلى بنحو الضعف مقارنةً بنظيراتها من بطاريات LFP. 

هذا الواقع دفع المصنعين لتغيير المسار، فبدلًا من منافسة الليثيوم على الجبهات كافة، تسعى شركات مثل CATL إلى تركيز بطاريات الصوديوم في تطبيقات متخصصة.

أبرز هذه التطبيقات، تكمن في بطاريات بدء التشغيل والأنظمة الكهربائية منخفضة الجهد في السيارات، ففي هذا المجال، يتفوق الصوديوم بفضل أدائه المتميز في الطقس البارد وطول عمره الافتراضي مقارنةً ببطاريات الرصاص الحمضية، ما يجعله مرشحًا مثاليًا في أسواق تتجه لتقييد استخدام الرصاص، مثل أوروبا.

اقرأ أيضًا:

الصين تطالب الكونغو برفع الحظر على صادرات معدن البطاريات

من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟

الرهان طويل الأجل من التكلفة إلى المرونة الجيوسياسية

من منظور اقتصادي أوسع، تكمن ميزة بطاريات الصوديوم في التحرر من قبضة الجغرافيا السياسية التي تتحكم في سوق الليثيوم. 

فالصوديوم أرخص، متوافر محليًا في العديد من الدول، ولا يتطلب سلاسل توريد معقدة أو بيئات تعدين حساسة بيئيًا، كما هو الحال مع الكوبالت والليثيوم.

إذا استطاعت تقنيات الصوديوم تحقيق قفزة نوعية في كثافة الطاقة، أو إذا عادت أسعار الليثيوم للارتفاع بفعل اضطرابات التوريد أو الحروب التجارية، فقد تعود بطاريات الصوديوم إلى الواجهة ليس كبديل ثانوي بل كلاعب رئيسي.

بطاريات الليثيوم

الحصان الأسود ينتظر لحظته

اليوم، بطاريات الليثيوم أيون تهيمن، لكن الهيمنة ليست أبدية، فبينما يعمل العالم على تنويع مصادر الطاقة والتقليل من المخاطر الجيوسياسية، قد تكون بطاريات أيونات الصوديوم الحصان الأسود في سباق كهرباء النقل، فقط، ما ينقصها الآن هو تلك القفزة التكنولوجية التي تحولها من مجرد فكرة واعدة إلى واقع اقتصادي قادر على المنافسة.

Short Url

showcase
showcase
search