الخميس، 08 مايو 2025

07:39 م

من البطاريات للثورة الصناعية، من يلحق بسباق الطاقة؟

الخميس، 08 مايو 2025 05:16 م

مصادر الطاقة

مصادر الطاقة

تحليل/ ميرنا البكري

الطاقة ليس مجرد بنزين أو كهرباء يتم استهلاكها فقط، بل العمود الفقري لأي اقتصاد حديث. بداية من أول مصنع الحديد، حتى قطار ينطلق، أو طائرة في السماء، جميهم يعملون بالطاقة. وإذا توقفت، سيتوقف كل شيء حولنا. ورغم أن العالم يحاول أن يذهب نحو الطاقة المتجددة، لكن الحقيقة، أن النفط والغاز هما المتحكمان، ولن يتم الاستغناء عنهما بسهولة، على الأقل حتى عام 2050.

يعتمد كل القطاع الصناعي بشكل مباشر على الطاقة، خصوصًا الصناعات الثقيلة مثل الحديد، والكيماويات، والأسمنت، ومن دون طاقة، لا يوجد إنتاج، ومن دون إنتاج لا يوجد نمو اقتصادي أو فرص عمل، والأزمة، تظهر أكثر عند انقطاع الكهرباء، وعندما تتوقف خطوط الإنتاج، حينها المصانع تتعرض للخسارة، ويتم تسريح العمال، وهو ما يشير إلى الطاقة، هي مظلة حماية اقتصادية، لا غنى عنها.

تعافي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي واستئناف التصدير في هذا التوقيت.. حفر 105  آبار جديدة - أريبيان بزنس
إنتاج الغاز

 كفاءة الطاقة، توفير ذكي أم رفاهية؟

لا تحتاج الصناعات الكبرى اليوم لطاقة فقط، بل تحتاج أيضًا إلى كفاءة في الإنتاج، وتقيل الاستهلاك، حتى تستطيع  المنافسة في الأسواق العالمية، والتكنولوجيا هنا تدخل في الصورة، من أول أجهزة توفير الطاقة وصولًا لـ تقنيات تدوير الحرارة والطاقة في خطوط الإنتاج. ومن ينجح في توفير نفقات فاتورة الطاقة، سينافس أكثر ويكسب أكثر.

 

أمن الطاقة، وقت الجد، الإمدادات أهم من أي شيء

أدركت أوروبا الدرس من أزمة أوكرانيا: “إذا توقفت سلاسل الإمداد، فالصناعة كلها سوف تنهار”، لذلك أصبح هناك تركيزًا على أمن الطاقة، أي لابد أن يكون هناك مصادر موثوقة، وسريعة، وثابتة. أي خلل بسيط في خطوط الإمداد سيسبب شلل اقتصادي، وهو ما جعل أوروبا تغير خريطتها الطاقية بالكامل، وتحاول البعد عن الغاز الروسي بأي طريقة.

 الابتكار يدفع عجلة الطاقة للأمام

من تطوير بطاريات سيارات الكهرباء، وصولًا لشبكات الطاقة الذكية، أصبحت الطاقة أيضًا مساحة كبيرة للابتكار.
وكلما تقدمت التكنولوجيا، كل ما كان استهلاك الطاقة أقل، مما يزوّد من تنافسية الصناعات التي تعتمد على الحلول الجديدة، ويجعلها أسرع وأكفأ.

النفط والغاز مازالوا على الساحة 

رغم كل الكلام عن الطاقة المتجددة، مازال النفط والغاز هما الأساس، والنفط وحده يمثل 30.9٪ من مصادر الطاقة العالمية، والغاز حوالي 23٪، ومن المتوقع  أن يزيد أيضًا ويصل لـ 24٪ بحلول 2050 ويتخطى الفحم.


يعود السبب إلى أن هناك قطاعات مثل الطيران والشحن، ما زال التحول للطاقة النظيفة صعب فيها، والطلب على النفط يتزايد أيضًا، ويتوقع أن يصل لـ 120 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، خصوصًا في الدول النامية التي ما زالت تطور البنية التحتية والمشروعات الضخمة.

 الإمارات، لاعب قوي في سوق النفط واستثمارات الطاقة

اقترب إنتاج الإمارات من النفط من 3 مليون برميل يوميًا في مارس 2025، واستثماراتها في قطاع النفط والغاز جذبت أكثر من 21 مليار دولار في عاميين فقط، والدولة توازن بين التوسع في الطاقة التقليدية والطموحات الخضراء، وتسعى لتصل إلى 44٪ طاقة متجددة بحلول 2050 وتقلل الانبعاثات بنسبة 70٪، والأهم، أن الإمارات لا تنتج فقط، بل تصدر لأمريكا بـ 1.008 مليار دولار في أول 11 شهر من 2024.

الطاقة ستظل في القلب من أي خطة تنمية أو تحول صناعي سواء كان البترول والغاز هما المصدر، أو الشمس والرياح، والمهم أن الإمداد يكون مستقر وآمن وكفء، والعالم يمشي على خط رفيع بين الطموح المناخي والواقع الاقتصادي، وأي خطأ في هذا التوازن قد يكلف مليارات.

Short Url

showcase
showcase
search