كاليفورنيا تحت المجهر، صدام السياسة والاقتصاد في مواجهة أزمة العمالة

تعتبر كاليفورنيا ليس مجرد ولاية في أمريكا، بل أكبر اقتصاد في البلاد، وسادس اقتصاد في العالم إذا كانت دولة مستقلة ولذلك أي هزة بها، خاصة لو متعلقة بالعمالة تؤثر على الاقتصاد كله.

ومن المعروف إن كاليفورنيا بها أعلى عدد من المهاجرين غير النظاميين، حوالي 2.6 مليون شخص، يعني أكثر من 20% من كل الموجودين في أمريكا، وهو ما يجعلها في وجه العاصفة.

 مين الناس دي؟ وليه مهمين اقتصاديًا؟

المهاجرين غير النظاميين ليس مجرد أرقام، بل قوة عاملة ضخمة، 56% منهم أعمارهم بين 18 و44 عام، أي في سن العمل والإنتاج. فهم يعملوا في الزراعة، البناء، المطاعم، الخدمات، والأشغال الذي كثير من الأمريكيين لا يعملوا بها، كما إن وجودهم ساعد في خفض تكلفة الإنتاج، وبالتالي أسعار السلع والخدمات، فعندما بدأت الإدارة الأمريكية في طرد أعداد كبيرة من هؤلاء  الناس، التأثير لا يكون  اجتماعي أو إنساني فقط، ولكنه اقتصادي بحت.

 الطرد، نقص عمالة، تكلفة أعلى

عندما يختفي هؤلاء الأفراد، الزراعة ستتأثر، والمزارع في كاليفورنيا تعتمد على العمالة الرخيصة، وإذا حدث نقص، الإنتاج سيقل والأسعار سترتفع، كما إن قطاع الخدمات سيواجه نقص في العمال، مما يضغط على الشركات.

أسعار المنتجات أيضًا تزداد، لأن الشركات ستضطر إلى دفع أكثر لناس قانونيين أو توظف أقل. أي ببساطة، الاقتصاد يتلقى ضربة من الطرد الجماعي للمهاجرين غير النظاميين.

 من الهروب إلى الحلم، لماذا تتجه أنظار المهاجرين إلى كاليفورنيا؟

أغلب المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك (40%)، والباقي من جواتيمالا، هندوراس، السلفادور (حوالي 18%)، والأمر الذي يدفعهم للهروب هو الفقر، الجريمة، وانعدام الفرص في بلادهم، وأمريكا وخصوصًا كاليفورنيا تعبتر أملهم في فرصة جديدة.

 التوقعات الاقتصادية إذا استمرت هذه السياسات

1.نقص في العمالة في القطاعات التي تعتمد على المهاجرين.

2.تباطؤ في النمو الاقتصادي خصوصًا في الزراعة والخدمات.

3.زيادة التضخم بسبب ارتفاع تكاليف التشغيل.

4.ضغط سياسي محلي، خصوصًا في ولايات ليبرالية مثل كاليفورنيا التي تعتبر معارضة لسياسات ترامب.

5.مواجهات أكبر بين الحكومة الفيدرالية والولايات.

اقرأ أيضًا: 

"كاليفورنيا تتفوق على اليابان"، رابع قوة اقتصادية عالميًا في قلب التوترات التجارية

كاليفورنيا تُعلن العصيان الاقتصادي: ترفض قرارات ترامب وتطلب إعفاءها من الرسوم الانتقامية

 الحل؟ ليس بسيطًا

التوازن هو المفتاح. أمريكا تحتاج أن تنظم الهجرة، دون أن تضرب اقتصادها في مقتل. فهي تحتاج إصلاح شامل لسياسات الهجرة، يضمن وجود عمالة، ويحمي حقوق الإنسان في نفس الوقت.

ختامًا، ما يحدث في كاليفورنيا ليس مجرد احتجاجات، بل علامة على أزمة أعمق. فعندما يتشابك الاقتصاد مع السياسة، والناس تدفع الثمن، يكون التغيير ليس اختياري، فيتحول إلى ضروري.

أخبار متعلقة

"كاليفورنيا تتفوق على اليابان"، رابع قوة اقتصادية عالميًا في قلب التوترات التجارية

03 مايو 2025 02:12 م

كاليفورنيا تُعلن العصيان الاقتصادي: ترفض قرارات ترامب وتطلب إعفاءها من الرسوم الانتقامية

05 أبريل 2025 11:39 م