السبت، 07 يونيو 2025

10:55 م

من 2.15 إلى 3 دولارات، البنك الدولي يعيد تحديد خط الفقر العالمي

السبت، 07 يونيو 2025 06:38 م

البنك الدولي

البنك الدولي

أجرى البنك الدولي خلال شهر يونيو الجاري تعديلاً على خط الفقر، حيث رفع الحد الأدنى في البلدان منخفضة الدخل من 2.15 دولار إلى 3 دولارات يوميًا للفرد.

أما في الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، فقد تم تعديل الخط من 3.65 دولار إلى 4.20 دولار، بينما ارتفع في الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل من 6.85 دولار إلى 8.40 دولار.

تحديث “خط الفقر العالمي” أول مراجعة شاملة منذ عام 2001

وأشار البنك في تقريره الأسبوعي الصادر أمس إلى أن خط الفقر العالمي شهد أول تحديث له في عام 2001، تلاه عدد من المراجعات في أعوام 2008، و2015، و2022، وأُجري التحديث الأحدث خلال يونيو الجاري.

ويأتي هذا التحديث الأخير، الذي يشمل أيضًا خطوط الفقر الخاصة بالبلدان متوسطة الدخل، في أعقاب إصدار مجموعة بيانات جديدة العام الماضي، اعتمدت على الأسعار التي جمعها برنامج المقارنات الدولية لعام 2021. كما يعكس هذا التحديث التغيرات في خطوط الفقر الوطنية، وهو ما يُعد من العوامل الرئيسية وراء الزيادة، خاصة في خط الفقر المدقع.

وأوضح البنك: "رغم القيم المحدثة، لا يزال خط الفقر العالمي يقيس نسبة الأفراد الذين يعيشون في فقر مدقع بنفس المنهجية المتبعة منذ عام 1990، ويعبّر عن مدى انتشار الفقر وفقًا لمعايير أشد بلدان العالم فقرًا".

اقرأ أيضًا: بدعم من قطر والسعودية، البنك الدولي يعلن تسوية متأخرات سوريا

اقرأ أيضًا: البنك الدولي: انتعاش الاقتصاد المصري بدعم من القطاع الخاص وتراجع التضخم

"تطور قياس الفقر العالمي" من معيار الدولار  إلى تعدد خطوط الفقر 

وفي تقرير بعنوان "تعزيز الأساليب المستخدمة في قياس الفقر على مستوى العالم"، أوضح البنك أنه وعلى مدار 35 عامًا، عمل على قياس معدلات الفقر العالمية بهدف تتبّع التقدم المحرز نحو القضاء على أشد أشكال الحرمان الناتجة عن الفقر المدقع.

تجدر الإشارة إلى أن نظام قياس خط الفقر العالمي طُبّق لأول مرة في عام 1990، حيث حدد المعيار العالمي حينها تكلفة تلبية الاحتياجات الأساسية للفرد في بلد منخفض الدخل عند دولار واحد في اليوم. ومنذ ذلك الوقت، شهد هذا الخط عدة تحديثات تعكس تغيّر الأسعار وتكاليف المعيشة الأساسية، وكان آخرها هذا الشهر، برفعه إلى 3 دولارات يوميًا.

وأشار البنك إلى أن هذا الخط لا يزال منخفضًا للغاية، ويعكس فقط تكلفة تلبية الاحتياجات الأساسية في أشد البلدان فقرًا. ولهذا السبب، ولتقديم رؤية أكثر شمولية للفقر، أدخل البنك الدولي في عام 2017 خطين إضافيين للفقر: أحدهما مخصص للشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، والآخر للشريحة العليا منها. وتعكس هذه الخطوط الثلاثة القيم الوسيطة لخطوط الفقر الوطنية حسب فئة الدخل في كل بلد.

مفهوم "فجوة الرخاء" 2024 تحولات الفقر العالمي وتركيزه المتزايد في أفريقيا 

وفي عام 2024، طور البنك مفهومًا جديدًا يُعرف بـ"فجوة الرخاء"، يهدف إلى مراقبة الفجوات التي تواجهها البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل في سعيها للوصول إلى مستويات معيشية مقبولة مشابهة لما هو عليه في البلدان مرتفعة الدخل.

وتبرز هذه المؤشرات مدى التغير الكبير الذي طرأ على مشهد الفقر العالمي منذ التسعينيات، إذ كانت غالبية الفقراء آنذاك يتركزون في ثلاث مناطق رئيسية: شرق آسيا والمحيط الهادئ، وجنوب آسيا، وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. لكن مع مرور الوقت، انخفضت معدلات الفقر بشكل ملحوظ في منطقتي شرق آسيا وجنوب آسيا، وأصبح الفقر يتركز بشكل متزايد في أفريقيا جنوب الصحراء.

كما أشار البنك الدولي إلى التحولات الديموغرافية الكبيرة التي شهدها العالم، فبينما كان نحو 60% من سكان العالم في عام 1990 يعيشون في بلدان منخفضة الدخل، تقلصت هذه النسبة اليوم إلى أقل من 10%. في المقابل، أصبحت البلدان متوسطة الدخل موطنًا لحوالي ثلاثة أرباع سكان العالم.

تطور آليات قياس الفقر..تحديث خطوط الفقر ومراعاة تعادلات القوة الشرائية

ومع تطور مستويات المعيشة عالميًا، تطورت أيضًا آليات قياس الفقر المعتمدة من البنك الدولي، حيث تم تحديث خطوط الفقر عدة مرات لتأخذ بعين الاعتبار ارتفاع تكاليف المعيشة وتحسين مقاييس استهلاك الأسر. وقد جاءت هذه التعديلات استجابة للتغيرات في خطوط الفقر الوطنية.

وتُعد تعادلات القوة الشرائية (PPPs) من العوامل الأساسية في هذه التحديثات، إذ تتيح للبنك الدولي مقارنة مستويات الأسعار بين البلدان المختلفة. ويتم من خلالها تحويل قيم خطوط الفقر الوطنية والدخل واستهلاك الأسر إلى وحدة عملة موحّدة، ما يُساعد على تتبع الفروقات في تكاليف المعيشة عالميًا.

Short Url

search