من السيارات إلى الصواريخ، قرار بكين يهدد سلاسل الإنتاج العالمية
الأربعاء، 04 يونيو 2025 10:47 ص

جمهورية الصين الشعبية
تحليل/ ميرنا البكري
في عز المعركة الاقتصادية التي تدور بين أمريكا والصين، الصين قررت تلعب بورقة المعادن الأرضية النادرة التي تتحكم فيها بنسبة مهولة. بمجرد ما علقت تصدير السبائك والمغناطيسات والمعادن الأساسية، حدثت هزة عنيفة في سلاسل التوريد العالمية، وبدأت شركات السيارات والطيران والرقائق الإلكترونية تدق ناقوس الخطر.
والسؤال الآن: هل الصين تستخدم هذه المعادن كسلاح اقتصادي جديد؟ وهل فعلاً العالم يستطيع أن يفك قبضتها على السوق؟ سنوضح هذا المشهد في هذا التحليل كاملًا.

من السيارات إلى الصواريخ، الصناعات المتضررة من قرار بكين
في أبريل الماضي، قررت الصين أن توقف تصدير سبائك ومغناطيسات ومعادن أساسية تدخل في تصنيع كل شيء من أول السيارات الكهربائية حتى الصواريخ والروبوتات. القرار هذا قادم في توقيت حساس للغاية وسط توترات تجارية متصاعدة بين بكين وواشنطن، خصوصًا بعد ما ترامب فرض رسوم جمركية خرافية وصلت لـ 145% على السلع الصينية.
وقفت شحنات المعادن في الموانئ الصينية، وشركات السيارات في ألمانيا والهند بدأت تحذر من توقف الإنتاج، وسلاسل التوريد أصبحت على كف عفريت.
شركات السيارات، الإنتاج مهدد والتكلفة ستشتعل
هذه الهزة ليست بسيطة، لأن صناعة السيارات العالمية معتمدة بشكل شبه كلي على مغناطيسات نادرة من الصين. فشركات ألمانية كبيرة، ومعها شركة "باجاج" الهندية، قالتها صراحةً: إذا لم يتم حل الوضع بسرعة، فهناك احتمال أن يحدث شلل في خطوط الإنتاج.
والمشكلة الأكبر إن لا يوجد بدائل جاهزة بنفس الكفاءة أو السعر، لأن تصنيع هذا النوع من المغناطيسات محتاج تقنيات معقدة ومصانع ضخمة لا تُبنى في يوم وليلة.
الهيمنة الصينية على المعادن، سلاح استراتيجي في زمن الأزمات
الصين الآن تستخدم هيمنتها على سوق المعادن الأرضية النادرة كأداة ضغط سياسي واقتصادي. وذلك ليس جديد، الصين من سنوات وهي تعمل على تأمين سلاسل التوريد وهذه الاستراتيجية، استطاعت تسيطر على أكثر من 80% من إنتاج وتكرير هذه المعادن عالميًا. فببساطة، العالم تحت رحمة الصين في هذا الملف، ومع كل تصعيد سياسي، بكين قد تغلق الصنبور أكثر.
ترامب vs شي جين بينج، اللعبة أصبحت معقدة
ترامب من جانبه يحاول يرجع الكفة، ويهدد إن ما تفعله الصين انتهاك لاتفاقيات التجارة الدولية. لكن الواقع يقول إن أدوات الضغط الصينية شغالة بكفاءة، والبيت الأبيض بدأ يبحث على حلول عاجلة، لأن الصناعات الدفاعية والتكنولوجية مهددة أيضًا.
الأنظار كلها الآن على الاجتماع المرتقب بين ترامب وشي جين بينج. هل سنواجه انفراجة؟ أم الصين تكمل سياسة "الضغط البارد"؟
اليابان سترسل وفد تجاري للصين في يونيو لكي تفاوض على رفع القيود، دبلوماسيين من أوروبا يحاولوا ترتيب اجتماعات طارئة مع وزارة التجارة الصينية، والهند نفسها حذرت إن نقص المغناطيسات قد يؤثر على الانتخابات، مما يعطينا نظرة عن مدى وصول هذه الأزمة لمستويات سياسية عالية.
اقرأ أيضًا:
تحول شامل في تصدير المعادن، نيجيريا تُطلق مصنعي ليثيوم بدعم من الصين
أزمات التخليص الجمركي تهدد بتوقف إنتاج السيارات في الصين

توقعات، العالم يحتاج ترتيب أوراقه
على المدى القصير
الإنتاج في الصناعات المعتمدة على المغناطيسات النادرة قد يتأخر أو يتوقف جزئيًا، وأسعار بعض المنتجات مثل السيارات الكهربائية سترتفع.
على المدى المتوسط
سيحدث سباق عالمي على إنشاء سلاسل توريد بديلة. أمريكا والاتحاد الأوروبي سيضخوا استثمارات ضخمة في التنقيب والتكرير المحلي.
على المدى الطويل
الصين قد تفقد جزء من هيمنتها إذا استطاعت الدول الأخرى أن تستثمر بذكاء، لكن ذلك يحتاج وقت وتمويل وابتكار.
ختامًا، ما نراه الآن ليس مجرد أزمة معادن، بل فصل جديد في الحرب الاقتصادية بين الكبار. والصين قررت تستخدم قوتها في المعادن الأرضية النادرة كورقة ضغط، والعالم غير مستعد.
هذه المعركة ستعيد رسم خريطة الصناعات التكنولوجية والعسكرية والسيارات، وستجعل كل دولة تفكر ألف مرة قبل الاعتماد على مورد واحد، حتى لو كان الأرخص والأكفأ. والمهم هنا إن الدول النامية تراقب المشهد وتفكر في فرص الاستثمار في الصناعات المعدنية النادرة، بدلًا ما تظل مشاهد.
Short Url
أقدم مزرعة رياح في أستراليا تخرج من الخدمة
06 يونيو 2025 08:35 م
اتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن مفاوضات تجارية تعزز مصالحهما المشتركة
06 يونيو 2025 08:26 م
البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس
06 يونيو 2025 03:13 م


أكثر الكلمات انتشاراً