الثلاثاء، 03 يونيو 2025

03:26 ص

قمة G7 على الأبواب، الدول تجهز نفسها لمواجهة اقتصادية حامية

الأحد، 01 يونيو 2025 01:39 م

الاقتصاد العالمي

الاقتصاد العالمي

تحليل/ ميرنا البكري

كان صباح يوم الأحد كان مليء بتطورات اقتصادية وتجارية مهمة على مستوى العالم، وكأن كل دولة تلعب الكارت الخاص بها  في اللحظة الأخيرة لكي تحمي اقتصادها، من اليابان التي تحاول تهدىء ترامب، لكوريا الجنوبية التي تتألم من الرسوم الجمركية، للهند التي تواجه الصين بقانون جديد، وصولًا لليمن التي أخيرًا فتحت طريق مغلق من سنوات.وفي وسط كل ذلك،  الاقتصاد العالمي يغلي ومصر والدول النامية في وجه العاصفة.

What is the G7 summit? History and significance of the world leaders event  | CNN Politics
مجموعة دول السبع

ترامب واليابان اتفاق "قبل عيد الميلاد"؟

رئيس الوزراء الياباني "شيجيرو إيشيبا" يفكر يذهب لواشنطن لكي يقابل ترامب قبل قمة G7 في كندا، على أمل الوصول إلى اتفاق تجاري يريح العلاقات التي أصبحت مشدودة من كثرة الرسوم والقيود.

واليابان على عجلة؛ لكي تلحق إعلان الاتفاق قبل 14 يونيو (عيد ميلاد ترامب)، وأيضًا لحماية صادراتها قبل ما ترامب يقرر يوسع حربه الجمركية،ولكي تسبق أوروبا في التقارب مع أميركا وتكسب مزايا تجارية.

وإذا تم ذلك الاتفاق، هذا معناه هدنة مؤقتة بين أمريكا واليابان، وسيحدث ارتياح في الأسواق الآسيوية، وخصوصًا في قطاع السيارات والإلكترونيات، وذلك معناه أيضًا إن ترامب يستقوي أكثر على باقي الدول ويفرض شروطه.

كوريا الجنوبية، صادرات تنزف رغم الرقائق

كوريا الجنوبية أعلنت إن الصادرات انخفضت 1.3% في مايو، وهو أول تراجع من يناير، والأسباب كانت واضحة: وهي انهيار الصادرات لأمريكا والصين، فتراجعت صادرات امريكا بنسبة 8.1%، وللصين بنسبة 8.4% مما يؤكد إن الرسوم الجمركية الأمريكية تسبب ضرر كبير في ضرب التجارة العالمية.

والمفاجأة إن رغم ذلك زادت صادرات الرقائق بنسبة 21.2%، مما بيقول إن الطلب على التكنولوجيا مازال قوي، لكن القطاعات التقليدية مثل السيارات التي تتراجع بنسبة 4.4%.

وهذا يعني إن السوق الأميركي أصبح  أكثر خطورة للمصدرين، وكوريا، التي اقتصادها يعتمد على التصدير، ستبدأ في تراجع سياستها التجارية وقد تبحث عن تحالفات مع دول أخرى، كما إن الطلب القوي على الرقائق قد يجعل شركات التكنولوجيا الكورية تعزز استثماراتها في أمريكا رغم التوترات.

اقرأ أيضًا:

مجموعة السبع تسعى لتأمين المواد الحيوية لتعزيز الأمن الاقتصادي

من حرب الرسوم إلى المصالح، قمة السبع أمام معركة جديدة

 

Trump doubles down on demand for names, countries of Harvard's  international students - ABC News
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ألمانيا vs ترامب، المواجهة اقتربت

"فريدريش ميرتس"، المستشار الألماني، متجه لـ يقابل ترامب في البيت الأبيض يوم الخميس، وهو لن يذهب لكي يسلم عليه فقط، ذاهب بـ"رسالة قوية": إذا استمريت في فرض الرسوم، أوروبا ترد برسوم على شركات التكنولوجيا الأمريكية، معنى هذا الكلام إن ألمانيا تقول: "لن نترك السوق الأمريكي يبلعنا نحن صامتين".

الشركات الأميركية مثل Meta وApple قد تواجه ضغوط تنظيمية في أوروبا، والأسواق العالمية تظل في حالة قلق وانتظار لنتائج اللقاء.

الهند ضد كاميرات الصين، أمن وقيود

أصدرت الهند قانون أمني جديد يُلزم أي شركة أجنبية ببيع كاميرات مراقبة (مثل Hikvision وDahua الصينيين) إنها: تسلم الكود المصدري الخاص بها، وتجعل الكاميرات تمر باختبارات حكومية.

وذلك لإن الهند تخشى من تجسس صيني محتمل، القانون سيؤثر على أكثر من مليون كاميرا حكومية، والموردين يخشوا أن يواجهوا مشاكل في سلاسل التوريد.

من الناحية الاقتصادية، هذا القرار سيبطأ استيراد معدات المراقبة، والصين قد تعتبره خطوة عدائية وترد بعقوبات أو قيود تجارية، والشركات المحلية في الهند قد تستفيد إذا دعمتها الحكومة.

اقرأ أيضًا: 

مجموعة السبع تدرس خفض سقف صادرات النفط الروسية “غير المجدي”

معلومات مهمة عن العلاقات الاقتصادية بين الهند والصين
الهند والصين

اليمن، طريق مفتوح بعد 7 سنوات

في خبر إنساني واقتصادي كبير، اليمن أعادت فتح الطريق الدولي بين صنعاء وعدن لأول مرة من 7 سنوات، والتأثير الاقتصادي هو إن المسافة تقلصت من 600 كم لـ 360 كم، أي وقت أقل وتكلفة أقل، مما يسهل نقل البضائع والمساعدات، ويحرك التجارة الداخلية ويقلل الضغط على الموانئ البديلة، مما قد يكون بداية لتعافي اقتصادي تدريجي في مناطق النزاع.

التوقعات القادمة، تصعيد أم انفراجة؟

لو اليابان وأمريكا اتفقوا → السوق سيرتاح قليلًا، لكن أوروبا ستشعر بضغط أكثر.

لو كوريا خسرت أسواق تصدير أخرى → ستبدأ تركز أكثر على الرقائق وتزود استثماراتها  داخل البلد.

لو ألمانيا ردت على ترامب → التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا سيزيد.

لو الهند كملت في سياسة المواجهة → الشركات الصينية ستواجه تضييق أكبر في آسيا.

لو اليمن استقرت → التجارة والخدمات هناك ستبدأ تتعافى قليلًا.

ختامًا، ما حدث حاليًا هو عبارة عن "شد حبل اقتصادي" كبير بين أمريكا وباقي العالم، فكل دولة تحاول تحمي مصالحها في ظل قرارات متقلبة من البيت الأبيض، وصراعات تجارية تؤثر على كل شيء: من الصادرات للتكنولوجيا وحتى الأمن الداخلي، والذي لابد أن نفهمه إن العالم اليوم لن يتم تقسيمه بين  "قوي وضعيف"، لكن بين “مرن وعنيد”، ومن يستطيع  يتكيف ويجد حلول بديلة، هو من سيكسب الجولة، وليس الذي عنده أكبر اقتصاد.

Short Url

showcase
showcase
search