من حرب الرسوم إلى المصالح، قمة السبع أمام معركة جديدة

في الوقت الذي يواجه به العالم أزمات متشابكة، من تغير مناخي لحروب وصراعات، نواجه قمة مالية لمجموعة السبع الكبرى في كندا، التي من المفترض أن تكون فرصة لتوحيد الصفوف، لكن الحقيقة إن هذا الاجتماع يكشف  انقسامات عميقة بين أمريكا وباقي الحلفاء، بسبب السياسات الاقتصادية لترامب، حيث أصبحت الرسوم الجمركية  أداة ضغط، لكن في نفس الوقت لن تكون سبب في تآكل الثقة بين دول المفترض إنها أقرب لبعض من أي وقت آخر.

أمريكا ضد الكل؟ سياسة ترامب الاقتصادية تفك التحالف

الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على حلفائه لم تُوتر العلاقات فقط، لكن أيضًا بدأت تضرب في صميم التحالف الغربي. كندا ( التي تستضيف القمة) تعاني من رسوم 25% على صادراتها. بريطانيا، رغم اتفاق تجاري محدود، مازالت تدفع 10%. أما ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، واليابان فمهددين برفع الرسوم لـ20% أو أكثر في يوليو القادم.

تكمن المشكلة في أن هذه الدول دول صناعية كبرى، أي اقتصادها متشابك ومترابط، وأي هزة في هذه العلاقات تؤثر على التجارة العالمية، وعلى ثقة المستثمرين، وعلى استقرار السوق ككل.

تحاول دول مثل اليابان، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، وكندا، أن تُبقي الصورة موحّدة ومتماسكة أمام العالم، رغم ما قد يدور في الكواليس من خلافات عميقة في وجهات النظر والمصالح. الهدف الأساسي هو التوصّل إلى بيان مشترك يُظهر انسجامًا سياسيًا قبل قمة القادة المرتقبة في يونيو.

اقرأ أيضًا: مجموعة السبع تدرس خفض سقف صادرات النفط الروسية "غير المجدي"

بنوك مجموعة السبع المركزية تستعد لرد الفعل الأول على فوضى التعريفات الأمريكية

 واشنطن، اضغطوا على الصين نحن نضغط عليكم

الوزير الأمريكي "سكوت بيسنت" يدخل الاجتماع بهدف رئيسي، وهو تجميع الحلفاء ضد الصين، ويقول لهم لابد أن نواجه الممارسات غير العادلة، والفائض في الإنتاج، والدعم الحكومي الذي يجعل السلع الصينية أرخص من أي شخص آخر. لكن في نفس الوقت، أمريكا تضغط على نفس هؤلاء الحلفاء برسوم تجارية.

تشارلز ليتشفيلد من مجلس الأطلسي وصف الوضع بذكاء، من الصعب أن تطلب من دول الضغط على الصين، وهي تحت ضغط أمريكي اقتصادي.

اقرأ أيضًا: الرسوم الجمركية، التفاصيل الكاملة لهدنة الحرب التجارية بين أمريكا والصين

 أوكرانيا، نقطة التوافق الوحيدة

وسط كل هذه الخلافات، الدعم لأوكرانيا هو الملف الوحيد الذي يجمعهم. حيث كان وزير المالية الأوكراني حاضرًا، والاتحاد الأوروبي يعمل حاليًا على تجهيز حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا. وهو ما يشير إلى الجزء الذي تستطيع الدول أن تتفق عليه، واستخدامه كرسالة واضحة للعالم، مفادها إن التحالف لا يزال قائمًا، حتى لو كان الاتفاق في جزء واحد فقط.

 توقعات اقتصادية، الأسواق تتأثر

إذا استمرت التوترات بهذا الشكل، خصوصًا مع تهديدات ترامب برفع الرسوم، قد نواجه:

1.ارتفاع في أسعار السلع بسبب تعطل سلاسل التوريد بين الحلفاء.

2.هبوط في ثقة المستثمرين في اقتصادات مجموعة السبع.

3.تباطؤ في التجارة العالمية، خاصة إذا استمرت الرسوم لـ قطاعات صناعية حساسة.

4.زيادة نفوذ الصين التي قد تستفيد من انقسامات الغرب وتوسع تحالفاتها مع دول أخرى.

نتائج التحليل

1.الرسوم الجمركية الأمريكية أصبحت خطرًا على وحدة مجموعة السبع.

2.الحلفاء في موقف صعب بين مواجهة الصين والضغط الأمريكي.

3.الدعم لأوكرانيا هو الملف الوحيد الذي يوجد حالة توافق عليه.

4.الأسواق قد تتأثر سلبًا إذا استمرت الخلافات.

5.التحالف الغربي يحتاج إلى إعادة تعريف أولوياته، إما سيتم تفكيكه من الداخل.

ختامًَا، التحالفات لن تُبنى على القوة العسكرية، لكن أيضًا على المصالح الاقتصادية. وإذا استمرت أمريكا في استخدام الرسوم كوسيلة ضغط حتى على أقرب حلفائها، قد يؤدي ذلك لـ تفكك فعلي في وحدة مجموعة السبع. هذه القمة ليس اختبار للسياسات الاقتصادية، لكنها أيضًا اختبار للتحالفات السياسية في عالم يتغير بسرعة.

أخبار متعلقة

مجموعة السبع تدرس خفض سقف صادرات النفط الروسية "غير المجدي"

14 أبريل 2025 01:24 م

بنوك مجموعة السبع المركزية تستعد لرد الفعل الأول على فوضى التعريفات الأمريكية

13 أبريل 2025 12:47 م