«أفلام تتصدر ووثائقيات تشتعل»، صراع المنصات يشتعل فمن يربح معركة الشاشة الصغيرة

الجمعة، 30 مايو 2025 01:58 م

المحتوى الرقمي

مع اشتداد المنافسة في سوق خدمات الفيديو حسب الطلب (SVOD)، تبرز ملامح تحول اقتصادي وتكنولوجي عميق يعيد تشكيل صناعة الترفيه الرقمي على مستوى العالم.

فقد شهد العام 2024 هيمنة واضحة لأفلام السينما على هذا السوق الحيوي، في حين تتسارع وتيرة النمو في فئات أخرى مدفوعة بالتغيرات في سلوك المستهلكين والتقدم التكنولوجي.

هيمنة الأفلام وتكنولوجيا تُغير قواعد اللعبة

بحصة تجاوزت 44% من السوق في 2024، حافظت الأفلام على موقعها كأكبر شريحة في سوق الفيديو حسب الطلب، مدعومة بدمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي وصيغ العرض عالية الدقة.

هذه التقنيات لا تكتفي بتحسين جودة الإنتاج، بل تُحدث ثورة في تجربة المشاهدة، مقدمة محتوى أكثر إبهارًا وتخصيصًا يرضي كل الأذواق.

كما تلعب أنظمة التوصيات المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في توجيه المشاهدين نحو المحتوى الذي يناسب أذواقهم، ما يعزز من تفاعلهم وولائهم للمنصة، ومن المتوقع أن تزداد أهمية هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب، ليس فقط في توزيع المحتوى، بل في تشكيله وتطويره من الأساس.

دارسة لـ"إيجي إن" ترصد دليل الاستثمار في صناعة ألعاب الفيديو

صفقة كُبرى، لعبة «Pokémon Go» في قبضة صندوق الاستثمار السعودي

الوثائقيات.. نمو قياسي في سوق متغير

رغم هيمنة الأفلام، فإن الوثائقيات مرشحة لتكون الحصان الرابح في المدى المتوسط، إذ يتوقع أن تسجل أعلى معدل نمو سنوي مركب (CAGR) يتجاوز 13% بين عامي 2025 و2030. وتدفع هذه الطفرة بشركات البث إلى بناء شراكات جديدة مع صانعي الأفلام الوثائقية، لتقديم محتوى حصري عالي الجودة يُخاطب جمهورًا نوعيًا ويمنح المنصات ميزة تنافسية فريدة.

الأجهزة.. اللابتوبات في المقدمة والهواتف تتسارع

من زاوية الاستخدام، سيطرت الحواسيب المحمولة على الحصة الكبرى في 2024، مدفوعة بالطلب المتزايد على أجهزة عالية الأداء تلبي احتياجات العمل والترفيه في آنٍ واحد، ومع تنامي ثقافة العمل عن بُعد، أصبحت اللابتوبات منصة متعددة الوظائف لا غنى عنها.

لكن المستقبل يبدو واعدًا أكثر للهواتف الذكية، التي يُتوقع أن تسجل أعلى معدل نمو بين 2025 و2030، والسبب الرئيسي، سباق محموم في تطوير تقنيات التصوير الفوتوغرافي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث باتت جودة الكاميرا عاملاً حاسمًا في قرارات الشراء.

ما بين الكاميرات متعددة العدسات، والحساسات المتقدمة، والبرمجيات الذكية، تتحول الهواتف إلى استوديوهات تصوير متكاملة في جيب كل مستخدم.

الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل صناعة الترفيه، ثورة في الألعاب وصناعة المحتوى

«184.3 مليار دولار» إيرادات سوق ألعاب الفيديو في 2024

نماذج الإيرادات.. اشتراكات مستدامة وإعلانات موجهة

أما على صعيد نماذج العائدات، فحققت الخدمات القائمة على الاشتراك النصيب الأكبر من السوق في 2024، اللافت أن هذا النمو لم يكن بدافع الراحة فقط، بل نتيجة وعي بيئي متزايد بين المستهلكين الذين يبحثون عن خدمات صديقة للبيئة ومسؤولة اجتماعيًا.

كثير من العلامات التجارية بدأت تعتمد على عبوات قابلة لإعادة التدوير، وشحنات محايدة الكربون، ومنتجات ذات مصادر أخلاقية مما أكسبها ثقة المستهلكين وولاءهم.

في المقابل، يُتوقع لنموذج الإعلانات أن يكون الأسرع نموًا حتى 2030، خاصة مع التحول إلى نموذج المحمول أولًا، إذ أصبح الهاتف الذكي هو الجهاز المفضل لاستهلاك المحتوى، ما دفع المعلنين إلى تصميم إعلانات تفاعلية تتناسب مع الشاشات الصغيرة، وتستهدف المستخدمين بدقة غير مسبوقة.

المستخدمون الأفراد في صدارة المشهد

الطلب على التجارب الرقمية الشخصية يتصاعد، ودفع ذلك الأفراد إلى تمثيل أكبر شريحة استخدام في السوق، وبينما تعتمد المنصات على تحليل السلوك والبيانات لتقديم توصيات مخصصة، فإن التركيز يتحول نحو استخدام البيانات من الطرف الأول أي مباشرة من المستخدم لضمان خصوصية أكبر وتخصيص أدق.

اللافت هنا أن هذا التخصيص لم يعد مجرد ميزة إضافية، بل ضرورة استراتيجية للبقاء في سوق يتسم بالتغير السريع وارتفاع توقعات المستهلكين.

خلاصة اقتصادية

يمر سوق الفيديو حسب الطلب بمرحلة انتقالية حرجة تشهد تداخلًا واضحًا بين التكنولوجيا والسلوك الاستهلاكي والنماذج الاقتصادية.

وبينما تبقى الأفلام اللاعب الأكبر حتى الآن، فإن الوثائقيات تطرق أبواب التوسع السريع، والهواتف الذكية تتحدى أجهزة الحاسوب، والإعلانات تتطور لتكون أكثر ذكاءً.

النجاح في هذا السوق يتطلب من الشركات أكثر من مجرد تقديم محتوى جيد، بل رؤية استراتيجية تتضمن استثمارًا في التكنولوجيا، فهمًا دقيقًا لشرائح المستخدمين، وتوازنًا بين الإيرادات والاستدامة.

Short Url

أخبار متعلقة