المراهنات الإلكترونية، من لعبة ترفيهية إلى تهديد اقتصادي عالمي
الإثنين، 19 مايو 2025 12:27 م

القمار الإليكتروني
محمد كمال
منذ بداية الألفية، شهد العالم طفرة كبيرة في مجال المراهنات الإلكترونية، حيث أصبح هذا المجال من أهم الصناعات التي تشهد تطورًا مستمرًا، خاصة مع تطور الهواتف الذكية التي ساعدت في انتشار هذه الممارسات بين المجتمعات.
وفي الآونة الأخيرة، ومع الضغوط الاقتصادية التي يواجهها العالم وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح البحث عن الثراء السريع هوسًا بحد ذاته، مما ساهم في زيادة إقبال الأفراد على المراهنات الإلكترونية، خاصة من خلال ألعاب القمار المرتبطة بمباريات كرة القدم.
القمار الإلكتروني.. من الرفاهية إلى الإدمان
القمار الإلكتروني أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا للاقتصاد العالمي، حيث أصبح وسيلة لاستدراج الشباب إلى عالم القمار، وهو ما يهدد استقرارهم المالي والنفسي.
وباتت هذه الألعاب تحتوي على مستويات متقدمة تتسم بالعديد من المكاسب المادية، مما يؤدي إلى الإدمان والانسياق وراء الأمل الكاذب بالثراء السريع.
مما يفاقم الأزمة هو تصدير العملات الصعبة إلى الخارج، مما يؤدي إلى تدهور الاقتصاد المحلي بشكل تدريجي.
وقد حقق القمار عبر الانترنت إيرادات كبيرة حيث ان في المملكة المتحدة وحدها، وتجاوزت إيرادات صناعة ألعاب الإنترنت 12.60 مليار يورو بحلول عام 2024.
بلغت ضرائب المقامرة والمراهنات في المملكة المتحدة 3.5 مليار جنيه إسترليني في الفترة 2023-2024، وهو مبلغ يُحسّن بشكل كبير جودة الحياة المحلية.
وتطورت المقامرة، وهي شكل ترفيهي عريق، لتصبح صناعةً عالميةً بارزةً، تُؤثر على مختلف القطاعات الاقتصادية، فمن تعزيز السياحة إلى التأثير على قطاعات الخدمات، تمتد آثار المقامرة إلى كل حدب وصوب، مُساهمةً في تشكيل الاتجاهات الاقتصادية العالمية.
تعد صناعة القمار من الصناعات المربحة على مستوى العالم، حيث تساهم بشكل كبير فى اقتصاد العديد من الدول والمدن الكبرى على الرغم من المخاوف الإجتماعية والثقافية والدينية التى تدفع بعض المجتمعات إلى مقاومة تقنين هذه الصناعة، حيث يرتبط القمار بمشاكل مثل الإدمان، تدمير العلاقات الأسرية، وزيادة الجرائم المالية، مما يؤدى إلى تحفظات من بعض الأفراد والهيئات التى ترى أن تقنينه قد يعزز من هذه الآثار السلبية.
اقتصاد القمار.. أرقام عالمية مدهشة
وفقًا للمجلة الدولية للمقامرة العامة، يوجد 4632 وسيلة مقامرة شرعية في العالم، بالإضافة إلى 603 أنواع من أوراق اليانصيب الرسمية في 102 دولة حول العالم.
وتُقدر الإحصاءات الصادرة عن قسم الإدمان بكلية الطب في جامعة هارفارد أن 7.5 مليون أمريكي يعالجون سنويًا من أمراض المقامرة، بينما في أستراليا، تشير الدراسات إلى أن 80% من السكان قاموا بالمقامرة مرة واحدة على الأقل في العام، وأن 40% منهم يراهنون بشكل أسبوعي.
في تطور صادم، تشير الإحصاءات إلى أن المصريين أنفقوا مليارًا و200 مليون دولار على تطبيق واحد للمراهنات في عام 2023.
هذا الرقم يأتي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم، ويثير تساؤلات حول تأثير هذه الأرقام على الاقتصاد المصري، خاصة في ظل النقص الحاد في العملة الصعبة.

القمار الإلكتروني.. وسيلة جديدة للنصب والاحتيال
من جانبه، قال المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، في تصريحات إعلامية، إن القمار الإلكتروني أصبح أحد أبرز وسائل النصب والاحتيال في عالم الجريمة الحديثة.
حيث يعتمد العديد من شركات المراهنات على جذب اللاعبين من خلال وعود بمكاسب مالية سريعة.
ويشارك اللاعبون في هذه الألعاب عن طريق رهان مبالغ مالية معينة على أحداث مثل مباريات كرة القدم، مما يعزز من سهولة انتشارها في المجتمع.
وأكد "الجمل" أن معظم الألعاب التي تعتمد على المراهنات هي أدوات يستخدمها المحتالون لاصطفاء ضحاياهم عبر التكنولوجيا الحديثة، إذ يتعرض المشاركون للإغراءات للانضمام إلى هذه الألعاب مثل الدومينو والشطرنج، مما يزيد من تطور هذه الظاهرة لتشمل أكبر مجال رياضي في العالم: كرة القدم.
Short Url
أسعار النفط تتراجع بأكثر من 1%، وخام برنت ينخفض دون 65 دولارًا
19 مايو 2025 03:43 م
«رايان إير» تربح 1.6 مليار يورو رغم انخفاض الأسعار، و400 مليون أرباح نقدية للمساهمين
19 مايو 2025 02:19 م


أكثر الكلمات انتشاراً