السعودية تتجاوز النفط، الاقتصاد الرقمي يشكل 15.6% من الناتج المحلي في 2023

الأربعاء، 28 مايو 2025 10:46 ص

التحول الرقمي في المملكة

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت العالم كله يتجه نحو الرقمنة، المملكة العربية السعودية تجري بأقصى سرعة في هذا الطريق.

بدءًا من الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، حتى التحول الكبير في طبيعة العمل والاستيراد والتصدير، فأصبحت المملكة تراهن على الاقتصاد الرقمي كأحد مفاتيح النمو المستدام ضمن رؤية 2030، والأرقام التي أصدرها تقرير "إحصاءات الاقتصاد الرقمي" تؤكد إن السعودية تقود المشهد في المنطقة.

ريادة سعودية في رحلة التحول الرقمي للمملكة | مجلة المجلة — **الاقتصاد الرقمي**

الاقتصاد الرقمي يدخل بقوة على خط الناتج المحلي

في 2023، مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي وصلت لـ 15.6٪، بزيادة 1.6% عن العام الماضي، وذلك نسبة كبيرة جدًا في اقتصاد يتنوع بسرعة.

مما يعني إن القطاعات التي تعتمد على التكنولوجيا والبيانات أصبحت جزء أساسي من الناتج المحلي، وتتحول من دعم جانبي لركيزة رئيسية في الاقتصاد السعودي.

واردات تزداد، وصادرات تقفز

أصبح قطاع التقنية له أهمية كبيرة في التجارة الدولية، حيث وصلت واردات تقنيات المعلومات والاتصالات لـ 54.9 مليار ريال في 2023، بزيادة 19.9٪ عن 2022، لكن المفاجأة الكبيرة كانت في الصادرات، التي زادت بنسبة 76.1٪، وقفزت من 6.7 مليار لـ11.8 مليار ريال.

ما يحدث ليس مجرد استيراد تكنولوجيا، بل دورة اقتصادية رقمية كاملة بدأت تتكون، والمملكة ليس مستهلكة فقط.. بل أصبحت مُنتجة ومُصدّرة أيضًا.

شركات المملكة تفكر بطريقة "ذكية"

71.6%من المنشآت المتصلة بالإنترنت أصبحت تستخدم أجهزة ذكية مثل:أنظمة إنذار ذكية، كاميرات مراقبة ذكية، وعدادات ومصابيح متصلة.

يُعتبر هذا الرقم مؤشر على إن إنترنت الأشياء (IoT) أصبح جزء أساسي من بيئة الأعمال، مما يفتح باب رهيب لتحسين الكفاءة، تقليل التكاليف، وتحقيق أعلى إنتاجية بأقل مجهود.

الاقتصاد الرقمي السعودي، صعود متسارع يرسخ مكانة المملكة في العصر الرقمي

السعودية 2024، قفزات نوعية في ريادة الأعمال والتحول الرقمي

تفاصيل برنامج تدريبي ( رقمنة الخدمات المصرفية للأفراد ) | الأكاديمية المالية

عوائد ضخمة وفرص عمل واعدة

سجلت الإيرادات التشغيلية لقطاع التقنية 236.4 مليار ريال، مقابل نفقات تشغيلية 115.4 مليار. أي هذا القطاع لا يكسب فقط، بل يحقق فائض تشغيلي ضخم.

بالإضافة إلى ذلك، بلغ إجمالي ما حصل عليه العاملون في القطاع 27.5 مليار ريال كتعويضات، وهذا يعني إن القطاع يوفر فرص عمل ذات دخل جيد وأيضًا قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.

إذا استمرت السعودية بنفس الاتجاه، ومع ضخ الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، فد نرى مساهمة الاقتصاد الرقمي تتخطى 20% من الناتج المحلي خلال 3 سنوات، وصادرات تقنية أعلى من 20 مليار ريال سنويًا، وتحول الرياض وجدة لمراكز إقليمية للتقنية والابتكار.

ختامًا، السعودية اليوم تكتب فصل جديد من تاريخها الاقتصادي، فبعد عقود من الاعتماد الكبير على النفط، بدأت تتحول نحو بناء اقتصاد رقمي ذكي، يفتح آفاقًا جديدة للفرص، ويعزز الدخل، ويتماشى مع متغيرات العالم المتسارع.

وإن استمرت على هذا النهج بالوتيرة والطموح نفسيهما، لن يكون من المبالغة القول إن "التقنية أصبحت النفط الجديد للسعودية."

Short Url

أخبار متعلقة