الخميس، 29 مايو 2025

09:14 ص

من بكين إلى الرياض، «إنفيديا» تغيّر البوصلة بعد صدمة القيود الأمريكية

الثلاثاء، 27 مايو 2025 05:40 م

شركة إنفيديا

شركة إنفيديا

تحليل/ ميرنا البكري

تدخل شركة “إنفيديا”، التي أصبحت رمزًا للثورة في الذكاء الاصطناعي، أسبوع مصيري، وينتظر المستثمرون بترقب إعلان نتائجها المالية، ليس لمعرفة كونها مربحة أم تعرضت لخسائر، بل ليعرفوا هل أمريكا أصابتها في مقتل عندما منعتها من بيع رقائقها المتطورة للصين؟ أم ما زالت لديها أوراقًا تستطيع العب بها؟ وهو ما سنوضحه في هذا التحليل.

Nvidia dragged into US-China tit-for-tat over chip restrictions

 

ترامب عائد، ومعه قيود كثيرة

في خطوة محسوبة سياسيًا واقتصاديًا، فرضت إدارة ترامب قيودًا جديدة على صادرات الرقائق للصين، ومنعت “إنفيديا” من تسويق الشريحة الوحيدة المسموح بها وهي H20.

“إنفيديا” قالت صراحة، إن هذه الخطوة ستسبب خسائر بـ5.5 مليار دولار. والأسوأ، أن الشركة اضطرت لإلغاء صفقات بقيمة 15 مليار دولار، كانت قادمة من الصين، أي أن السوق التى كانت توفر 13% من دخل الشركة السنوي، فجأة أصبحت مغلقة.

الصين دون إنفيديا، وإنفيديا دون الصين؟

الصين ليست أي سوق، بل قد تصل وحدها لسوق رقائق ذكاء صناعي، بحجم 50 مليار دولار، في السنة المقبلة، وهنا السؤال الذي يشغل المستثمرون، هل إنفيديا لديها القدرة على تعويض هذه الخسارة من أسواق أخرى؟

بلاكويل خطة الرد على الصين

إنفيديا لا تنوي أن تترك السوق الصينية بسهولة، وهو ما يتضح من خطتها الذكية، فتجهز شريحة جديدة خصيصة للصين، تُسمى بلاكويل Blackwell، والشريحة مبنية على معمارية متقدمة، لكن مطابقة للقيود الأمريكية لكي تدخل السوق دون مشكلات، أي أن الشركة تحاول السير على الحبال، لترضي واشنطن، وتحافظ على «الزبون الصيني».

 

اقرأ أيضًا: 

إنفيديا تخطط لإطلاق شريحة ذكاء اصطناعي جديدة بسعر تنافسي

ضربة لـ«إنفيديا»، ضوابط التصدير تقلّص هيمنتها على السوق الصيني من 95% إلى 50%

Nvidia's Jensen Huang says losing China would be 'tremendous loss' amid  US-China AI race | South China Morning Post

 

الأرباح ما زالت في السماء، لكن الهامش يهبط

رغم القيود، التقديرات تقول إن أرباح “إنفيديا” في هذا الربع تزيد 66%، وتصل لـ 43.28 مليار دولار، لكن لابد من التركيز على نقطة ما، وهي أن هامش الربح نزل أكثر من 11 نقطة مئوية، من حوالي 79% لـ67.7%، والسبب كان في تراجع شحنات H20، وتأثيرها على التكاليف والإيرادات. أي أن الشركة ما زالت قوية.

الشرق الأوسط على الخريطة، والسعودية في المقدمة

في ظل الصراع على الصين، “إنفيديا” تفتح أسواقًا جديدة، خاصة في الشرق الأوسط، وتخطط لبيع مئات الآلاف من رقائق الذكاء الصناعي في المنطقة، السعودية وحدها تقوم بشراء 18 ألف شريحة من بلاكويل.

هذا يعني أن الشرق الأوسط قد يظل البديل الذهبي لإنفيديا عن السوق الصيني، والعلاقات التكنولوجية بين إنفيديا ودول الخليج، قد تنقل المنطقة لمستوى آخر في الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: 

"إنفيديا في قلب العاصفة"، صفقات الخليج تعيد رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي

 

هل النمو الجنوني انتهى؟

رغم كل التطورات، هناك حذر في السوق، المستثمرون متخوّفون من نفس الشكل الذي حدث قبل ذلك، فهناك تحذيرات من تباطؤ النمو، بعد أن وصلت إنفيديا لأرقام ضخمة جدًا، في الفصول الماضية.

وقالت إيفانا ديليفسكا، “محللة كبيرة”: “لا أحد ينتظر مفاجآت ضخمة من نتائج إنفيديا القادمة، الجميع بدأ ينظر لإنفيديا ككيان مستقر، وليس حصانًا أسودًا ينفجر أرباح كل دقيقة”.

ختامًا، هل ستفتح الصين أبوابها أمام "بلاكويل"؟ وهل يمكن للشرق الأوسط أن يُعوّض غياب السوق الصينية؟ وهل ستتمكن "إنفيديا" من الحفاظ على هامش ربحها العالي؟ كلها أسئلة ستتضح إجاباتها خلال الأشهر المقبلة، لكن ما يبدو واضحًا حتى الآن، هو أن "إنفيديا" لا تنوي مغادرة الساحة بسهولة.

Short Url

search